كل همنا هو تحقيق مطالب هذا الشعب الكريم، ولن يتوانى مخلص في تحقيق ذلك، فقيمة الانسان بكرامة أمته وشعبه ووطنه. قد نختلف في التفكير لكنا نتفق على ان هناك قواسم مشتركة كثيرة. لهذا ومن منطلق الحرص على المصلحة الدينية والوطنية ينبغي ان نراجع الواقع بكل تعقيداته، فالسياسة تعني توازن قوى قبل كل شيء وتعني أيضا النظر إلى الموقف الشرعي والامعان أيضا إلى الواقع بميزان سياسي حساس لندرس الايجابيات والسلبيات، ندرس واقعنا، نتفهم الواقع بدقة وعمق بعيدا عن الوهم ويجب ان نأخذ في الحسبان موقف الرموز العلمائية من أية خطوة نخطوها وذلك من أجل الحفاظ على مركزية القرار وخصوصا اذا كان قرارا له مردود سياسي كبير وله تداعيات على مستويات كبرى أكانت سياسية أو اجتماعية أو أمنية.
ليس من الانصاف السياسي أو الحنكة السياسية ان نضع فئة من المجتمع كلها في سلة سياسية واحدة نأخذها من واقع مؤلم لندخلها إلى واقع أشد ايلاما. وهنا يأتي تركيزي الاساسي الذي مازلت ألح عليه: من الذي سيدفع الفاتورة؟ من الذي ستحترق اصابعه في أي منعطف سياسي قادم؟ هل هي جمعيات المجتمع المدني؟ هل هي الجمعيات السياسية بأكملها؟ هل هي فئات الشعب على شتى صورهم؟ هل هم رموز المجتمع البحريني على شتى مشاربهم؟ ابدا دعونا نكون واقعيين.
لقد اثبتت التجربة ومنذ أمد ان الذي يدفع الفاتورة هؤلاء الطيبون، فقدوا ابناء لهم لأجل الحرية، عانوا آلام المنافي، سطى عليهم التمييز سنين في الوقت الذي عاش فيه الكثير من المزايدين أياما ذهبية وعلى جميع المستويات. ان الله لم يكتب علينا ان نكون دائما من يدفعون ابناءهم ورموزهم ومصالح مستقبل اجيالهم وقودا.
المصلحة تقتضي تقديم العقل على العاطفة... نحن لا نتكلم من فراغ ومن مبان عاجية... عشنا آلام الناس سنين ومازلنا نعيش ولا أحد يستطيع ان يزايد علينا في ذلك ولا يدفعنا إلى طرح العقلانية الا حب الخير للناس والمجتمع الذين مازلنا نعمل كل ما في وسعنا لانجاح ملفاتهم وتحقيق مطالبهم ولكن بالاسلوب الاصلح المتمثل بالخير والسلم والأسلوب العقلاني المتزن الواعي للواقع. انجحنا ملفات كبرى وسلطنا الضوء على بعضها وتحققت مطالب هنا ومطالب هناك وهذا هو الأسلوب الأمثل: كيف تربح الوطن والمجتمع بأقل الخسائر ورموزنا العلمائية عندما تدعو لتحكيم المنطق ولتحكيم العقل انما تريد المصلحة العامة الشرعية قبل كل شيء لما هو صالح للجميع، فيجب ان نقدر لها هذا الموقف الشرعي وان نشد على سواعدها. فعلي (ع) يقول: «رأي الشيخ ولا جلد الغلام».
والمتنبي يقول:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهو المحل الثاني
ليست هي نهاية التاريخ عندما نعيد قراءتنا لتوازن معين، لحدث معين. وهناك ألف وسيلة سلمية وحضارية متوازنة عقلانية تصب في صالح الجميع.
نقول ذلك حبا في الوطن وحبا في الناس. والموقف السياسي كالخلطة الكيماوية أقل خطأ يسبب كارثة وان حسنت النوايا.
- كادر المعلمين دون مستوى الطموح يا وزارة التربية ولا يمكن القبول به او تسويقه ولو بالمكياج.
- 41 طبيبا وطبيبة غير مثبتين من أطباء الأسنان و300 طبيب غير مثبتين في السلمانية.
- أداء الأوقاف الجعفرية دون مستوى الطموح ويحتاج الى اعادة هيكلة وإلى استقلال والى فريق اقتصادي
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 589 - الجمعة 16 أبريل 2004م الموافق 25 صفر 1425هـ