يجمع التربويون على أن «الصحافة المدرسية» لون متخصص، وهي لا تختلف في وظيفتها عن الصحافة المعروفة لعموم القراء، سوى أنها تستهدف الجانب التربوي والتعليمي الذي يعزز القيم التربوية والاجتماعية وتمثيل متنوع الأنشطة المدرسية - الصفية واللاصفية - في صبغة تجمعات وأندية تربوية تستقطب المواهب الصحافية من المتعلمين وتأسيس صحيفة مدرسية - جدارية أو مطبوعة - توزع في محيط المدرسة أو خارجه. وهذا النوع من الصحافة يميز بأنه إنتاج وإعداد طلابي خالص، بعد أن يدربوا على خطوات العملية الصحافية تحت مظلة معلمي المدرسة وإشرافهم المباشر، وتهيئة الفرص لهم بممارسة العمل الصحافي.
علما بأن «الصحافة المدرسية» هذه، تقسم إما إلى: صحيفة، أومجلة، أو دليل، أو كتاب إحصائي فصلي أو سنوي. ولكل من هذه الأنواع علم قائم بذاته وفريق جمع وتحرير وإخراج يدرك المنحى الصائب منها والمقصد السليم فيها من حيث تغطيتها للجوانب الإخبارية كافة في المنشأة التربوية: كالأنشطة الثقافية والدينية، والرحلات المدرسية، والمسابقات الرياضية، والمعارض والفعاليات والاحتفالات العامة؛ حتى تصبح «الرسالة الصحافية» جزءا لا يتجزأ من دور المدرسة التربوي والتعليمي.
ومن دون أدنى شك، أن «الصحافة المدرسية» باستطاعتها ممارسة دور: الناقد والموجه في مختلف الجوانب التربوية مثل: نقد وتوجيه الهيئات المدرسية الثلاث: الإدارة، التعليمية، والفنية، وكشف سلبياتها وجوانب القصور في أدائها التربوي عبر تعليقات لا تتنافى ومبادئ العملية التربوية، وتباحثها ومناقشتها لما يدور داخل الجهاز التعليمي من أنشطة وفعاليات، مع إمكانية تسليطها الأضواء على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية في المدرسة ومناقشة المناهج والمواد التعليمية، بالإضافة إلى مخاطبة أولياء الأمور والكثير من الشرائح ذات العلاقة بالعملية التعليمية التربوية.
وفي اعتقادنا كتربويين ومهتمين، يفترض على هذه الآلية التربوية (الصحافة المدرسية) مناقشة الشئون الخاصة للمتعلمين (سواء المشكلات المدرسية أو المنزلية) من خلال عرضها للنظم والقواعد الصحيحة لمختلف شئون حياتهم من دون إغفال لنبض الشارع باتجاه المقررات والمناهج الدراسية وزوايا العملية التعليمية المختلفة، وتوجيه النشء للبحث عن أهم الطرق والوظائف التي تحقق لهم عائدا مجزيا يتوافق مع إمكانات كل متعلم، إضافة إلى إثرائها بشيء جزيل من تجارب المعلمين والممتهنين.
إن «الصحافة المدرسية» علاوة على أنها فضاء واسع يمكنها من اكتشاف قدرات المتعلمين الكتابية والقرائية وصقل مواهبهم المختلفة فيها، كذلك تعمل على دعم العمل الجماعي وتنمية ملكة البحث وتوسيع المدارك نحو التفاهم، وتهيئة المناخ المناسب للحوار والتعاطي الحر، ولكن وإذا ما نظرنا إلى الواقع، نلحظ أن هذه الآلية التربوية تمارس بصورة قد عفا عليها الزمن وغلب عليها الطابع التقليدي، كما أضحت أدنى من ذلك الاستغلال المنشود حتى نكاد نجزم بأنها غير ذات نفع عملي يقنع المتعلمين ويفيدهم ويزيد من محصلتهم في مجالات التعلم والتفكير واحترام الرأي والرأي الآخر وتنمية المهارات الكتابية والمعرفية. لذلك نرجو آملين، التفكير مليا من أجل تطوير أسلوب هذه الآلية (الصحافة المدرسية) في عصرنا هذا: عصر الحاسوب والتواصل والإنترنت وغيره. فالباب - بحسب المعلوم - مازال مفتوحا أمام المنشآت التربوية المختلفة في هذا المجال التربوي الحيوي لصقل مجريات البحث والحوار عند المتعلمين وتنمية قدرات الكتابة وإمكاناتها لديهم، وجعلها زاخرة بالإنتاج الابتكاري بعد أن نصبت نفسها مرشدا طلابيا ذا تأثير فعال
العدد 588 - الخميس 15 أبريل 2004م الموافق 24 صفر 1425هـ