هل صحيح أن الزواج مقبرة الحب وأن أكذب مرحلة يعيشها الانسان هي مرحلة الخطوبة، لتستمر الأوهام ويبقى الخداع سيد الموقف؟ وما صحة ما طرحه الأديب المصري توفيق الحكيم من «أن الزواج نقلة مفاجئة من التدليل إلى التذليل ومن الحرية إلى حيث القيود تماما كما يقول المثل الاسباني: إذا أردت أن تبيع حريتك تزّوج»؟ هل هذه الأقوال صائبة أم أن فيها مبالغة فهي لا تعدو أن تكون حالات احباط مشوبة بالشعوبية ولكن ليس ضد العرب وإنما ضد الزواج؟ صحيح أن كثيرا من معشر الرجال لا يستيقظون إلا حين يتزوجون وهم يسرحون في عالم عشق ابنة حواء على طريقة ذلك العزف الكلامي الذي كان يردده رئيف خوري من أن «الحب أعمى لا يستعيد بصره إلا بعد الزواج»، ولكن ذلك يجب ألا يجعلنا سوداويين إلى درجة العدائية والتطرف.
الأسرة كيان كبير وصرح لا يعرف قيمته إلا العظماء. بعض الرجال يرى في الزوجة عنزة فهو يعيش ثقافة «الماشية» فهو يجعل المرأة برزخا ما بين الحيوان والانسان يربيها سنين وإذا ما غضب الزمان قدمها هدية مع الطعام أو على قارعة الطريق يحبها لكنه يبخل عليها بالكلمة، ينهار أمام أي موقف انساني مبكٍ أمامها لكنه يبخل عليها من أجل علاج. كثير من الرجال يبيعون زوجاتهم الكلام الجميل لكنه سرعان ما يذوب أمام أشعة الشمس، هذا إذا ما أقيمت العلاقة لأجل مصلحة. بعض الرجال يعانون من تضخم الثرثرة عندما يجلسون مع أصدقائهم وتزداد هرمونات الكلام داخلهم وقد يصل الأمر إلى حال القرف لكنهم يصابون بالخرس في بيوتهم، بخلاء في الكلام، يعيشون صمت القبور في الليلة الظلماء لكنهم مستعدون للتنظير وإلقاء الخطب العصماء عن حقوق الزوجية.
لا يوجد بيت بلا مشكلات وأنا مؤمن بقاعدة ريتشارد تافرنر الذي يقول: «أفضل الزواج زواج الرجل الأصم والمرأة العمياء»، ولكن ذلك لا يجعلنا نقفز على الواقع.
لماذا أفضل الزواج زواج الرجل الأصم؟ ذلك باختصار لأنه يجعل من أذنه أذنا صغيرة لا تسمع كل شيء وخصوصا أن المرأة كثيرا ما تجهر بما ليس في قلبها فهي لا تعرف العداوة الا اذا اضطرت لها والمرأة العمياء هي التي تدعي العمى فتغض الطرف عن بعض السلبيات حبا في بقاء المركب وأملا في الوصول إلى شاطئ الأمان حيث ترفرف طيور الحب فينجو الأبناء من الغرق في البحر.
فعلا على الرجل أن يفتح عينيه جيدا قبل الزواج، وأن يغمضهما نصف اغماضة بعده، وهذا ما يعنيه جيمس فينلي عندما قال: «الزواج الناجح يعني أن تعتبر الكوارث مجرد حوادث لا العكس». ماذا لو أن كل امرأة وكل زوج جعلا من الأمور البسيطة كوارث؟ أتعتقدون أن هناك أسرا ستنهار كما هو حادث وأن الطلاق سيكون بكثرة حبات الرمل؟ العيون الجميلة ترى كل شيء جميلا ولكن تسرّع ابن آدم وكبرياءه وغروره يحولون دون ادراكه الصواب أو الوصول لما فيه مصلحته.
جميل أن يجمّل الانسان مزرعته وأن يدلل زهور حديقته، والأجمل منه رجل رأى في الزوجة زهرة يبعد عنها الشوك فيحييها إذا ذبلت، ذلك ما قاله الإمام الحسن (ع): «زوِّج ابنتك ممن يتقي اللّه، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها».
الأقوال عن التعيينات التي ستطال بعض الوزارات - إن حدث تغيير - متضاربة ولا تعدو أن تكون إشاعات قد تصيب وقد تخيب، ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ.
هذه التكهنات تجري في كل الوزارات التي بدأ الناس يتحدثون عن تغيير فيها، وتبقى كل الاقوال قابلة لكل الاحتمالات فلا يوجد خبر راجح على آخر
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 588 - الخميس 15 أبريل 2004م الموافق 24 صفر 1425هـ