قامت الدنيا ولم تقعد في اليابان عندما اختطف ثلاثة من الصحافيين اليابانيين، اهتزت اليابان كلها، المظاهرات في كل مكان، شنت المعارضة اليابانية هجوما عنيفا على رئيس الوزراء يطالبون فيه بإعادة الجنود اليابانيين الذين ذهبوا إلى العراق للانضمام إلى الجيش الأميركي ليشاركوا في جريمة جورج بوش باحتلال العراق رغبة من الولايات المتحدة في تخفيف العبء عن جنودها من جهة وجعل جريمة غزوها مشتركة بين دول العالم لتخفف الإثم المنصب على دماغ إدارتها مع قرب فترة الانتخابات الأميركية، تحركت كل اليابان شعبا وحكومة من أجل ثلاثة صحافيين تم اختطافهم، وزارة الخارجية بعثت وفدا يرأسه نائب وزير الخارجية إلى الأردن، أقرب النقاط إلى العراق علها تستطيع أن تقوم بعمل شيء.
وجاء جواب المختطفين أن الشريعة الإسلامية تفرض حسن معاملتهم وإطلاق سراحهم لأنهم لا يمثلون حكومتهم المتضامنة مع جورج بوش وبناء على دعوة هيئة علماء المسلمين وطالبوهم بدعوة حكومتهم لسحب جنودها من العراق. اللافت للنظر في هذا المشهد كله أن هناك شعبا حيا في هذه البلدان يمكنه الضغط على الحكومات لعدم ترك مواطنيها يذهبون ضحايا من دون بذل الجهود الممكنة أو شبه المستحيلة من أجل إنقاذهم وأن الحكومات تستجيب لإرادة شعوبها وتحترم مطالبها وتعي أهمية مثل هذه الخطوات وإعطائها الجدية المطلوبة لأنها دول ديمقراطية حقيقية تعرف أن الشعب هو الذي أتى بها وهو الذي سيسقطها إذا خالفت إرادتها، والمشهد الآخر كان التعاطف الشعبي والاهتمام الحكومي بثلاثة من الصحافيين إذ يعتبرون هذه الفئة من المواطنين رموزا مشرفة لهم، لهذا جاء الضغط بشكل مكثف فهم ضمير الأمة وواجهتها.
أما الجانب الآخر من هذا المشهد فتم تصويره في العراق عند رجال المقاومة، واتضح لنا أنه ليس كل المشاركين في المقاومة فوضويون لا ضابط لهم وهم يدركون هدفهم جيدا وهو إخراج المحتل، وهم لا يخلطون الأوراق إذ يعتبرون عدوهم الحقيقي هو الغازي الأميركي ولهذا تم إطلاق سراح اليابانيين.
هذا المشهد تكرر في الكويت من قبْل حين تم إلقاء القبض على كويتي وأودع في السجون السورية ولم ينم السفير والخارجية الكويتية حتى أطلقوا سراحه.
ترى هل لو كان الصحافيون اليابانيون مواطنين في بعض الدول الخليجية كانت تقوم قيامة الدولة ولا يقولون (قلعتهم)؟ سؤال أترك إجابته لكم
العدد 587 - الأربعاء 14 أبريل 2004م الموافق 23 صفر 1425هـ