أثبتت التجربة ان وزارة الصحة لا يمكن ان تستقر ويكتب لها النجاح إلا بوجود وزير فاعل وقدير يستطيع ان يلتقط كل الأخطاء الماضية، وكل التراكمات فيعالجها بوعي من دون ان يعتمد سياسة حرق المراحل فيؤدي بذلك إلى سقوط القلعة الصحية... لا يكفي ان يكون الوزير إداريا أو يكون طبيبا وهو يفتقد القدرة على الإدارة، أو يكون كلاهما ولكنه يفتقد الوعي السياسي أو يكون واعيا سياسيا ولكنه بأذنين، صغيرة لا تسمع وكبيرة تسمع كل شيء. الحَوَل في الطب يؤدي إلى نسيان المقص ليس في معدة المريض فقط بل حتى في مطبخ القرار الطبي مما يكون له عواقب كبرى، فتسقط إدارات وتقوم أخرى على انقاضها... قد تعشعش المحسوبية اذا ما كان الوزير - أيا كان الوزير - يعيش تضخما في حب العائلة أو عشق الاصدقاء. كثير من القضايا التي مرت على الصحة كانت صحيحة، ولكن القضية ليست في ذلك، وإنما في الذي سينقذ الصحة من أية نزاعات.
الوزير الحالي حاول التصحيح فنجح في بعض المواقع وأخفق في الطرح في مواقع أخرى والذي نأمله تصحيح الوزارة بسياسة الخطوة خطوة.
أعتقد انه آن الأوان لوزارة الصحة كي تستقر، ليس الاستقرار الساذج والتجمل بالمساحيق على طريقة «كل شيء تمام يا فندم» ولكن بالطريقة الموضوعية والعلمية.
الاطباء تعبوا، أطباء الأسنان، الأطباء البحرينيون غير المثبتين، المقيمون في مستشفى السلمانية ويبلغ عددهم ما يقارب 300 طبيب. أزمات كبرى: الكادر الوظيفي، التمييز، ضياع حقوق العمال والمستخدمين وغيرهم، قلة الأسرّة في العناية القصوى، تداعيات الخلاف الذي عصف بالصحة لمدة عامين تقريبا، شحة المراكز الصحية وتبدد الطموحات بمركز في باربار والنويدرات وو...
هناك تسريبات وتكهنات بمن سيكون المنقذ للصحة بعد كل هذا الفزع وكل الارباك، ولا شك في أن الجميع يطمح إلى ان يكون طبيبا قبل كل شيء حتى يستطيع ان يضع خطة واضحة المعالم واستراتيجية طبية. فالازمة ليست أزمة إدارية فقط بل هي أزمة إدارية وطبية و... الخ. هناك أخبار تشير إلى ان من سيعتلي عرش الاطباء طبيب محل قبول عدد كبير من قبل الوزارة ذاتها ومن قبل المجتمع، وحتى الجهات الرسمية ولكن الاسم الى الآن لم يسرب، وهذا ما يتمناه الجميع. هناك وزراء كانوا يتماشون مع ايقاع الاصلاح لهذا فرح الناس ببعضهم وخصوصا من عملوا لأجل تصحيح مثل هذه الوزارات، والأمل ان يكون - على فرض تغيير الوزير الحالي للصحة - القادم رجلا تصحيحيا، طبيبا كما يشاع وإداريا، يحمل ثقافة طبية وقريبا من نبض هذه الوزارة الحساسة التي تحتاج الى عقلية واعية منفتحة تحمل آفاقا معرفية وروحا شفافة، نقول ذلك حتى لا نخرج من مأزق لنقع في آخر.
الأمل - وفي ظل مشروع الإصلاح - ان يكون القادم لهذه الوزارة رجلا بمستوى وزير الاشغال في التخصص ورحابة الصدر والقدرة على الأداء كوزير الأشغال ولكن في الطب والإدارة.
تكهنات كثيرة وعلى فرض التغيير من عدمه يبقى الهم واحدا هو تصحيح الوزارة فإن بقي الوزير فهو والصحة والأطباء معنيون بالتصالح لصالح الوزارة والناس وإن غُيِّر الوزير نتمنى أن يكون القادم المسيح الجديد والمرتقب.
إشارات
- ملف الأوقاف يحتاج إلى متابعة وهناك بعض الحقائق التي سنقوم بطرحها عبر مجلس الشيخ عبدالأمير الجمري ليلة الثلثاء المقبل.
- نشكر وزارة التربية على إعطاء درجات لعدد من المراسلين ولكن هناك مراسلون أيضا يستحقون مثل هذا التكريم وهم قد خدموا الوزارة لسنين طويلة أيضا
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 587 - الأربعاء 14 أبريل 2004م الموافق 23 صفر 1425هـ