العدد 587 - الأربعاء 14 أبريل 2004م الموافق 23 صفر 1425هـ

مكتبة رأس الرّمان... دعوة عامة إلى الكتاب والكمبيوتر

بمركز شباب رأس الرّمان الثقافي، وسط حي شعبي متواضع، باب يلج بنا إلى مكتبة عرفت عند الأهالي بمكتبة رأس الرّمان العامة. وللوهلة الأولى قد يبدو اسم المكتبة عاديا فهو يشير الى مكتبة عامة، وخصوصا أن الداخل إليها يجدها جديدة في قاعة متوسطة الحجم تتميز بتهوية واضاءة مناسبة وأثاث مكتبي وطاولات متوسطات الحجم مع ثلاثة من أجهزة الكمبيوتر وكتب صفت بشكل جميل. ولكن الشيء الملفت في هذه المكتبة وعلى رغم تميزها هذا، كونها قد خرجت للنور بجهد أهلي فالقائمون عليها شريحة من أهالي المنطقة أحسّوا بمقدار الحاجة إلى مكتبة عامة تكون ملاذا آمنا للشباب وتربية النشء. وهم إذ يدشنون هذا العمل التطوعي الثقافي يحدوهم الأمل في أن تحظى مكتبتهم هذه بالرعاية من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة.

يقول رئيس مجلس إدارة مركز شباب رأس الرّمان عضو مجلس أمناء المكتبة ماجد الماجد «كانت الحاجة الى مكتبة عامة تخدم أهل القرية والقرى المجاورة حاجة ملحة، ذلك أن هذه المكتبة يمكن أن تضيف إلى عقول الشباب الشيء الكثير إلى جانب مساهمتها في تنمية عقول النشء، لذلك وبعد أن كانت الكتب مكدسة لدينا في البداية قمنا بفرزها حسب تصنيف ديوي، حتى إذا اكتملت المكتبة نسبيا بمساعدة الأهالي افتتحناها تجريبيا بتاريخ 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2003 بتخصيص وقت للذكور وآخر للإناث، مع الالتزام بجملة من التعليمات وملأ استمارات الاشتراك، وقد وصل عدد الأعضاء حتى اليوم الى 75 عضوا يستطيعون استعارة الكتب أما الآخرون فيمكنهم القراءة داخل المكتبة».

ويضيف «ولكننا غير مرتاحين لهذا العدد من الزائرين فهو ضئيل بالنسبة إلى ما نؤمله، ولكننا نعلم مقدار أهمية الوقت لنجاح المكتبة، فنحن في شهور الصيف ومنطقة رأس الرّمان في هذا الوقت من السنة، تخلو من كثير من عوائلها الذين ينتقلون الى مناطق أخرى، كما أننا ندرك أن أوقات زيارة المكتبة قد لا تتناسب مع ظروف ومشاغل الكثيرين، فالاقتصار على ساعتين أو ثلاث للذكور والنساء أمر ربما شكل مشكلة لدى البعض منهم، دون اغفال طبعا إلى أهمية الجانب الاعلامي، فغيابه كان له الأثر السيئ في هذا الحضور المتواضع فنحن بحاجة الى وسائل الاعلام لتضيء هذا المشروع الرائد، كما أننا بحاجة الى المساعدة من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة، فنادي رأس الرّمان هو أول من لبى الدعوة إلى الدمج بين المراكز الشبابية، وهو حقيق بالالتفات من قبل المؤسسة، إذ نأمل أن نتلافى كل هذه المشكلات في الأيام المقبلة».

ولماذا لم يتم الاقتصار على مكتبة للأطفال؟

- يجيب الماجد «ان الاقتصار على مكتبة للأطفال أمر يتنافى مع الهدف الذي أسست من أجله المكتبة، فنحن عندما دشنا العمل في المكتبة كان هدفنا امتصاص الطاقة التي لدى الشباب فيما يعود عليهم بالنفع بدلا من اهدارها فيما لا ينفع وبما يعود عليهم بالضرر، ولكننا مع ذلك لم نغفل الأطفال فهنا ركن خاص بالطفل، وبه مجموعة من القصص والكتب الثقافية والتربوية، وهو أكثر الزوايا قبولا من قبل المترددين على المكتبة ونحن نسعى جاهدين لتطويره فلا بأس بالاهتمام بالطفل الى جانب الاهتمام بشريحة الشباب».

وماذا عن مكتبة إلكترونية ربما كانت ذات فائدة أكبر من الكتاب المطبوع؟

- «انشاء مكتبة الكترونية طموح نسعى إلى تحقيقه، ولكننا لا نستطيع ذلك الآن، لذلك كان من المهم أن تتوافر في المكتبة بعض الكمبيوترات التي يستطيع من خلالها الشاب أو الطفل الدخول على شبكة الانترنت، التي وفرنا استخدامها بسعر رمزي هو 300 فلس للساعة الواحدة، هذا إلى جانب أن الموقع الالكتروني للمكتبة وفّر تعريفا لأكثر من ستين كتابا من المكتبة، كمرحلة أولى، وان كنت أرى أن المكتبات الالكترونية كثيرا ما قادت الشباب الى المواقع الإباحية فكانت سببا في تراجعهم، أما بخصوص السؤال عن تراجع الكتاب فلا أتصور ذلك فلا يزال الشباب البحريني قارئا للكتاب، والمعارض العامة للكتاب تشهد بذلك، فالانترنت لا يمكن أن يغني عن الكتاب شيئا».

وكيف تقيمون تواصلكم؟

- «لا شك في أن هناك تواصلا مع وزارة التربية والتعليم وتحديدا مع رئيس عام المكتبات العامة بوزارة التربية والتعليم منصور سرحان الذي زار المكتبة وأبدى اعجابه بها وساهم مساهمة بارزة برفدنا بالكتب وبعض الأجهزة، هذا إلى جانب التواصل مع الآخرين من أشخاص ومؤسسات والذين ساهموا مساهمة مشكورة في نجاح المكتبة».

مراقب المكتبة حمد عبدالحسن أضاف للكلام السابق «اننا نقوم دائما بعمل احصائية مع نهاية كل شهر، وقد وجدنا حقيقة أن المترددين على المكتبة هم من الأطفال ومن هم دون الثانوية العامة وان غالبيتهم من الاناث، ولكن لا اعتقد أن ذلك حكما عاما، فمن الطبيعي أن تقل فترات زيارة المكتبة أوقات الامتحانات. ولكن هذا في الواقع ليس ما نطمح إليه، فالكتب الموجودة في المكتبة تلامس توجهات الشباب أيضا وتعنى باهتماماتهم»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً