العدد 582 - الجمعة 09 أبريل 2004م الموافق 18 صفر 1425هـ

بيوت الإبداع الشعبي بالمحرق

الرفاع الشرقي- جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

أكد الفنان راشد العريفي أن المحرق شهدت ظواهر اجتماعية وثقافية غطت الكثير من جوانب الحياة. فقد مارس أهلوها عدة صناعات متميزة، مثل صناعة الحلي وصناعة السيوف والخناجر، مع صناعة العمارة والزخرفة، اذ كانت هناك بيوت بعينها عرفت بهذه الصناعات المحلية، استطاعت أن تمد ابداعها الى دول الخليج مثل قطر والمنطقة الشرقية، والى خارج الخليج العربي، فعرب فارس مثلا الذين هاجروا من البحرين كونوا لهم حضورا في عمل هذه البيوت والزخارف وكانوا مبدعين في المعمار والفنون الأخرى.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها في جمعية الشعر الشعبي بالرفاع الشرقي تحت عنوان: «بيوت الابداع الشعبي في المحرق» مساء أمس الأول (الأربعاء) 7 ابريل/ نيسان الجاري.

وجاء في المحاضرة «في العام 1915 كان للمحرق سور يحيط بها على شكل قلعة، مشكلا حصنا عربيا وقوميا مهيبا قادرا على صد الاعتداءات، - وتلك حقيقة مدونة في خريطة لدينا نسخة منها وجدت من العام 1918 - وفي داخل هذا السور كثافة سكانية كبيرة كان يشكلها امتداد قبلي كبير، لذلك نجد من سكنة المحرق في تلك الفترة عددا من القبائل - على سبيل المثال وليس الحصر- قبيلة العتوب، الدواسر، البن علي، المقلة، والسادة، هذا فيما يخص القبائل، أما عن العائلات فيمكن ذكر - على سبيل المثال وليس الحصر - عائلة فخرو والعريفي والدوي وبن دينه».

مردفا «في فترة السبعينات تمكنت من التعرف شخصيا على هذه الأعمال، فرأيت هؤلاء المبدعين وهم يمارسون أعمالهم، فتعرفت على البنائين وهم يمارسون الزخرفة والمعمار، وتعرفت على الصائغين وهو يصوغون الحلي والذهب، فهم يشكلون رمزا من رموز الصناعة في البحرين».

ثم أشار العريفي الى خصوصية هذه الأعمال بقوله: «من الملاحظ على الجوانب الزخرفية في هذه الأعمال أنها مستوحاة من البيئة البحرينية، فحتى في زخرفة السيوف نجد مفردات النخلة والشجرة، بينما نجد معمار البيوت الخاصة بالمحرق، على رغم أنها تزخر بالانتاج الزخرفي، فانه مستوحى من الأبعاد الثقافية العربية للبيوت العربية الاسلامية، فهو معمار اسلامي نجد فيه القوس في مدخل البيت والليوان والحوش، كذلك غرفة النوم وغرفة الاستلقاء، امتدادا لهذه البيوت. فقد كان الفنان البحريني كثير الاستفادة من التراث، إذ طوعه بما يناسب ابداعه، ففي البيوت المحرقية نجد مثلا البيت المكون من طابق وآخر من طابقين وثالثا من ثلاثة طوابق، ولكنها جميعا قادرة على مقاومة الرطوبة وآفات الطقس، على رغم وجودها على ساحل البحر، اذ نجد أن عمر بعضها قد يصل الى 100 أو 150 سنة».

مضيفا «أن هذه اللمسات الابداعية من أهل المحرق شأنها شأن وجوه تراثية أخرى، لم يقم المبدع البحريني بعملها اعتباطا أو من دون أسباب حقيقية، فنحن نجد الممارس لبعض الرقصات الشعبية مثلا يقوم بحركات غريبة في أنظارنا، ولكننا لو قمنا بالدراسة لوجدنا أن الكثير من هذه الرقصات فرضته طبيعة الوجود باستمرار على ظهر السفينة، فالبحار الذي يقف على ظهرها وهي تتحرك، يقوم بحركتها نفسها، ليقوم بعد ذلك بأدائها على اليابسة، لتصبح شيئا متوارثا بعد ذلك».

ومشيرا مجددا الى أن هذه الخصوصية التراثية والكثير من أسرار الابداع كان محط أنظار المهتمين من غير العرب أضاف العريفي «أذكر أنني وبعد الدراسة التي قدمتها في كتاب عن العمارة البحرينية، وجدت أحد المسئولين البريطانيين يطلب مني نسخة من هذا الكتاب، فتساءلت لماذا؟ فأجاب انه وجد في هذا الكتاب معلومات شعبية خاصة بهذا الفن البحريني المتميز، ويريد ايداعها في مكتبة الكونغرس»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً