العدد 581 - الخميس 08 أبريل 2004م الموافق 17 صفر 1425هـ

عام على سقوط الدكتاتورية: لا لطاغوت آخر!

بغداد يومك لايزال كأمسه...

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

حيدر محمد

«يا بلادي الحبيبة يا منبع الثوار، جددي إشراقة للسلام، ينفض الشارد يديه، ينجاب ليل الحطام»... هكذا يع 

فبالتأكيد أن التاسع من ابريل/ نيسان لم يعد يوما كسائر الأيام، إنه يوم تمازجت فيه دموع الفرح بآهات السنين. يوم عانق فيه العراقيون نسيم الحرية - ولو لسويعات قليلة - من سطوة الطاغية وعملائه الذين استباحوا العراق كل العراق... العراق بحضارته وشعبه وبنهريه وتراثه الإنساني الزاخر.

مع صبيحة هذا اليوم من العام الماضي لم يكن يدور بخلد أحد منا على الاطلاق أن امبراطورية الرعب التي شيدت على انقاض العراقيين بالدم والقوة والنار ستشهد هذه النهاية بهذه السرعة، فالشعوب نامت على وقع الحقن المخدرة التي أطلقها وزير الزيف والتضليل في نظام الطاغية، مدعيا أن القوات العراقية ستقلب المعادلة صباحا على رؤوس الجميع، ولكن الرجل صدق ربما للمرة الأولى في حياته من حيث يدري أو لا يدري، فهذا ماحدث فعلا في اليوم التالي.لا وجود لتلك الجحافل المجندة، وبدت قصور «الرئيس المناضل» خاوية على عروشها. هل هو حلم آخر من أحلام اليقظة؟ هل شرد بنا خيالنا الواسع بعيدا هذه المرة؟ أم أنها لحظة الشعوب الموعودة؟ آلاف من العراقيين يقفون بالقرب من تمثال ضخم للزعيم الأوحد وفارس الأمة منتصبا في ساحة الفردوس وسط بغداد، التي أصبحت منذ هذه اللحظة محج كل العراقيين والعالم الوافدين إلى ديار الرافدين.

ولكن زهوة النصر تلك، لا يجب أن تشغلنا ولو للحظة عن الغول الآخر، الذي يرتدي بزة «المحرر». بالأمس سقط ولدها واليوم أتت الأم بذاتها لتطلب ثأره وميراثه. أميركا، نعم أميركا هي من أجلست الطاغية على كرسيه، وهي من أمدته ليتمادى في غيه، وهي من أرجعته الى نشأته الأولى طريدا لا مأوى له، لتبني امبراطوريتها المصطنعة على هزيمة ابنها المدلل!

لعل من المفارقة المبكية/المضحكة في الآن ذاته أن يعيش العراقيون الذكرى الأولى لسقوط الطاغية، على وقع رصاصات بريمر الرخيصة لتحصد أرواح 80 منهم في مدن العراق ومحافظاته بين عشية وضحاها، لتصنع كعكة التحالف على جماجم و دماء الأبرياء أيضا وبصورة أكثر قسوة من ذي قبل. هذه إذن أميركا التي عهدناها دائما، أزاحت اللثام عن وجهها القبيح، وكأن شيئا لم يتغير. وهنا ربما لن نجد أبلغ من الخطيب العراقي الراحل الشيخ الوائلي ليصف لنا هذا الواقع في مطلع قصيدته «بغداد.. يومك لايزال كأمسه!»، لكن ما لا يقبل الجدل على رغم كل ذلك اللغط وخلط الأوراق هو أن صدام وبعثه ذهبا إلى محرقة التاريخ بلا رجعة

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 581 - الخميس 08 أبريل 2004م الموافق 17 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً