الشارع العراقي يستقبل هذه الذكرى بمزيج من الفرح والحزن، ولكن الجرح العراقي مازال ينزف وحجم المآسي يتفاقم بعد أن كاد يتنفس الصعداء لرحيل كابوس اسمه صدام حسين.

منطقتنا فيها كل الخير، من تاريخ وحضارة ودين وبشر وثروة طبيعية وموقع استراتيجي، ولكنها مازالت من دون انظمة سياسية لائقة ومن دون حكم صالح ومن دون توافق حول النهج الى الاصلاح...

أميركا لها فهمها للاصلاح وهو فهم نتقاطع معه ولكننا في حيرة من امرنا. ما هي أبعاد الاصلاح من الخارج بعد ان عجز الداخل وبعد ان احبطت الانظمة محاولات شعوبها للاصلاح الداخلي؟ وهل ستختلق واشنطن الاعذار الانسانية - كنشر الديمقراطية - للتدخل في شئوننا الداخلية؟ وأية شئون لنا داخلية بعد ان اصبح خبر بغداد خبرا دوليا، وخبر فلسطين خبرا دوليا؟ وأي شأن داخلي بعد ان اصبح الحل لبغداد حلا خارجيا، والحل لفلسطين حلا خارجيا؟

نتطلع ونعمل من اجل الاصلاح وتقف الانظمة في وجوهنا، فيسلط الله علينا من يتدخل في شئوننا باسم الاصلاح، واذا ببعض مسئولينا يتحدثون عن الاصلاح من الداخل وكأنهم لم يملأوا السجون بأهل البلد الذين طالبوا بالاصلاح من الداخل.

عام على العراق والشعوب العربية اكثر تمزقا والجامعة العربية لا تستطيع حتى الاتفاق على أجندة الاجتماع او الاجتماع من اجل مناقشة امورها. عام على العراق والجرح لايزال ينزف... عام على العراق والأمل في الاصلاح يتطلع الى ارادة من الجميع لانقاذ بلداننا من مصير ما اصاب عراق الرافدين وما أصاب دولا اخرى في المنطقة