العدد 580 - الأربعاء 07 أبريل 2004م الموافق 16 صفر 1425هـ

عبدالله الزايد... نوافذه ونوافذنا

باطلالة جميلة على شعر عبدالله الزايد وقصيدته الأخيرة التي كتبها على فراش الموت، ومع الذكريات الجميلة التي عبقت بها جدران بيته ونوافذه القديمة، تطل علينا الفنانة بثينة فخرو في معرضها الجديد «الزايد: نوافذه... ونوافذنا» والذي أغلق أبوابه بتاريخ الاثنين 5 ابريل/ نيسان الجاري.

ومع كل لوحة من لوحات المعرض همس يتخلل الألوان، وصورة تبدو ملامحها مع شباك كل نافذه، كأنما كتب عليها بالحبر السري تلك الأبيات الشفافة التي رثى بها الزايد نفسه، حين قال وهو على فراش المرض الأخير وقبل أن يسلم الروح:

خليلي صبّا عليّ الثرى

وصفا الحصى وأقيما الحجر

وعودا سريعا الى حفرتي

فاني أخشى حلول الضجر

ولا ترويا لي عن العالمين

ولكن عن الشعرا والسمر

أود لو أني قبيل الغروب

أناجي الملائك دون البشر

المعرض كان فهما آخر ورؤية من زاوية أخرى لبيت وشبابيك عبدالله الزايد، ومحاولة للولوج الى اللحظات الأخيرة التي عاشها الزايد والتي طبعت انتاجه بصور الموت والفناء والأسف على الحياة التي تسربت منه وهو لمّا يبارح عمر الشباب، وكأنما يعيد الزايد حكاية مالك ابن الريب الشاعر الذي رثى نفسه متأملا صورة قبره وصورة جسده الملقى، لتعيد الفنانة بثينة فخرو قراءة تجربة الزايد ولكن بلون ومنعطف آخر، فقد اختارت النوافذ التي كان يرى منها العالم مدخلا للولوج الى عالم الزايد.

لماذا عبدالله الزايد؟! تجيب بثينة فخرو «ان عنوان المعرض يعكس الاجابة على هذا السؤال، فقد وجد الزايد في وقت لم تأخذ فيه البحرين صورتها الثقافية التي عليها اليوم، ولكنه كان يمتلك رؤية متقدمة على عصره، فهو أول من أدخل الطابعة وأول من أنشأ صحيفة، فهذا المعرض محاولة لايجاد رؤية ثانية، فمادام هناك مشروع لاحياء البيوت القديمة، إذ إن هذا البيت وهو بيت الزايد لتراث البحرين الصحافي يعتبر أول مركز صحافي في المنطقة العربية، فلا أقل من تسليط الضوء من قبلنا نحن الفنانات على ثقافتنا وتراثنا».

وتضيف الفنانة «وقد انطلقت في هذا المعرض من تلك القصيدة المؤثرة التي نظمها الزايد وهو يصارع المرض، فقد كانت مؤثرة جدا وخلقت في نفسي الرغبة في معرض يحاكي التجربة القاسية التي مر بها في وجوده في هذا البيت الذي كان في حال مزرية ومحتاج الى عناية حقيقية، وقد احترت طويلا في طريقة التناول وفي طريقة اخراج الموضوع، فجاءتني فكرة النوافذ والشبابيك، وارتأيت اخراجها بشكل جديد بالمزج بين الشعر وصورة النوافذ والطريقة الفنية الحديثة، فعملت على عدة خامات... فمجموعة على الجرافيك والشاشة الحريرية وأخرى على الألوان الزيتيه والمائية، وبعضها كان على القماش، فقد كان من المهم أن تكون هذه التجارب في متناول الناس بحسب أذواقهم، فلا تحمل خامة واحدة فقط، وكان من المهم أيضا الانطلاق من أشياء بسيطة، لذلك جاء المعرض مرتكزا على رمز لشباكين





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً