العدد 579 - الثلثاء 06 أبريل 2004م الموافق 15 صفر 1425هـ

«لا شرف مع سوء الأدب»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الشرف هو اكتمال العقل وتكامله مع مكارم الأخلاق والآداب، ولذلك فإن الامام علي (ع) يقول «لا شرف مع سوء الأدب» لأن الشرف يفترض وجود عامل الأخلاق والآداب الذي يرشد عقل الانسان ويبعده عن توجيه طاقاته الى ارتكاب السوء. الإمام علي (ع) يربط مباشرة بين الشرف ووجود الأدب (مكارم الأخلاق)، وأي شخص يسيء الأدب فإنه يفقد شرفه الانساني الذي كرّمه الله به، بحسب قول الإمام.

مشكلتنا في البحرين أن البعض قد فقد الأدب منذ بداية عهد الانفتاح وشرع في تأسيس وادارة مواقع الكترونية تشتم وتشهر وتستخدم كل أنواع اللغات البذيئة لشحن الأجواء في كل جانب.

في بداية الأمر كان موقف الكثيرين هو تجاهل هؤلاء والسكوت عنهم لأن ما يفعلونه عندما كانوا يشتمون الشيخ عبدالأمير الجمري (قبل مرضه) ويوقعون مايكتبونه ذلك بأسماء مزورة (راصد، شيعي، الخ) ثم يشتمون اي شخص يرغبون في شتمه ، وثم يشتمون رموز العائلة الحاكمة، فإنهم انما يكشفون عن حقيقتهم لأن «المرء مخبوء تحت طي لسانه»، على حد تعبير آخر للإمام علي (ع)، فمايكتبونه يعبر وبصورة مباشرة عن محتواهم وخلفياتهم ولسان حالهم.

وهكذا بدأ الجميع يسكت عن هذه القلة، على رغم معرفة الجميع بهويات هؤلاء وخلفياتهم وأساليبهم غير الحكيمة التي دفعتهم لمثل هذا العمل، ولكن السكوت أصبح صعبا الآن لعدة أمور، منها ما يأتي:

من جانب، أصبح كثير من الرموز والشخصيات يخشون على أنفسهم من الشتم الذي سينهال عليهم من هذا الموقع الإلكتروني أو ذاك من قبل أشخاص يدخلون على الموقع من أي مكان، والبعض يدخل من الأماكن التي يعملون فيها ويقضون أوقاتهم في الشتم بدلا من العمل. وكان أحد أسباب استقالة اثنين من ادارة جمعية الوفاق مؤخرا هو ما كانت تكتبه هذه القلة على هذا الموقع أو ذاك، فأكثرية الناس ليس لها مزاج الدخول في صراع مع من فقد أدبه وأخلاقه.

سبب آخر يدعونا إلى عدم السكوت بعد اليوم، وهو أن عددا من الجهات الرسمية بدأ يعتبر هذا الموقع أوذاك وكأنه المتحدث الرسمي للطائفة الشيعية البحرينية. ولذلك فإن هذه الجهات تقارن ما يقوله مثلا رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان من أن «التعرض للعائلة المالكة أمر غير مقبول» مع الشتم المجاني الذي تشنه هذه المواقع كل دقيقة وساعة وتتعرض فيه لرموز العائلة الحاكمة بالشتم. فالشتم (وخصوصا الشتم القبيح) بدأ ينتشر ويطال الجميع على رغم أن هؤلاء عندما بدأوا بالشتم كان الشيخ الجمري من أوائل الأشخاص الذين تسلموهم بقلة أدبهم. أعرف ان كثيرا من الذين يدخلون على هذا الموقع أوذاك هم من المخلصين الذي يودون التحاور فقط، ولكن الأقلية التي سنت سنة سيئة هي صاحبة الصوت الأعلى اليوم.

آن الأوان أن نقول لهذه القلة إنكم لاتمثلون إلا أنفسكم والناس تعرفكم وتعرف خلفياتكم، لم ولن تكونوا ممثلين الى الطائفة الشيعية في يوم من الأيام. آن الأوان أن نقول هذا في الصحف وعلى المنابر لكي نحمي بلادنا وأهلنا من البلاء الذي تجره هذه القلة على نفسها وعلى غيرها. آن الأوان أن نقول إن الذين امتهنوا الشتم والأسلوب البذيء انتهوا الى لا شيء، وانكم ستنتهون الى لا شيء. آن الأوان أن «نصدع» بقول كلمة الحسنى ونقف أمام كلمة السوء التي لا تمثل إلا أصحابها الذين فقدوا كل موازين الأخلاق الاسلامية وهم يشتمون بدلا من أن يتحاوروا. ان اعلان البراءة من هذه القلة يعني ارسال رسالة الى الجهات الرسمية بأن المعارضة (التي يمثل الشارع الشيعي جزءا رئيسيا منها) لديها رسالة وأن رسالتها محفوفة بمكارم الأخلاق

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 579 - الثلثاء 06 أبريل 2004م الموافق 15 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً