الخبر الذي سربته إحدى الصحف الزميلة أمس عن تجميد المحادثات بين البحرين وإيران بشأن استيراد الغاز الطبيعي (بعد التصريحات التي صدرت من شخصية إيرانية رفيعة المستوى ومست من خلالها موضوع السيادة) كان متوقعا حدوثه في أي وقت، وخصوصا مع استمرار سيل من التصريحات غير المسئولة، والمدانة، تجاه البحرين.
وفي الحقيقة، فإن صحيفة «الفايننشال تايمز» كانت قد أشارت في تقرير لها عن البحرين نشر في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 وذلك تعليقا -حينها- على اقتراح البحرين لإنشاء منظمة شرق أوسطية تشمل الدول العربية مع «إسرائيل» وإيران، إذ طرحت الصحيفة سؤلا عن «جدية» المفاوضات مع إيران بشأن الغاز، وخصوصا أنها ستكون خارج المعهود ولن ترضي قوى استراتيجية في المنطقة... وكانت الردود الرسمية دبلوماسية، ولكن فحوى التقرير كان يشير إلى أن المفاوضات بشأن الغاز لن تكلل بالنجاح.
وكانت هناك أيضا تعليقات «غير رسمية»، بأن مد البحرين بالغاز الإيراني قد يكون شبيها -لو تحقق- بما يحدث لأوكرانيا التي تستورد الغاز الروسى، لأن التدفق هناك مرتبط بقرارات سياسية أكثر منها اقتصادية.
وعليه، فإن تسلسل الأخبار منذ بداية العام كان يشير إلى التوجه لإيقاف المفاوضات... ففي 15 فبراير/ شباط الجاري أعلنت وزارة شئون النفط والغاز أن «18 شركة عالمية تقدمت مبدئيا لتنفيذ مشروع استكشاف الغاز العميق بالبحرين»، وأن الشركات سترسل فريقا خاصا تابعا لها للحصول على المعلومات المطلوبة وهذا مؤشر على جدية هذه الشركات للدخول فى مناقصة الاستكشاف. وقالت الوزارة إنها تقوم بحملة ترويج للمشروع فى الأسواق العالمية، فى أميركا وبريطانيا.
وفي 2 فبراير الجاري تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة شئون النفط والغاز وشركة «شل للغاز والطاقة المحدودة العالمية» لإعداد دراسة جدوى حول عدد من المبادرات بشأن الفرص التى تدعم الاحتياجات والمتطلبات الضرورية اللازمة للغاز في البحرين، ويشمل ذلك الحلول قصيرة الأمد لإمدادات الغاز والخيارات الاستراتيجية المحتملة طويلة الأمد فى البحرين بما فى ذلك مشاريع الغاز الطبيعى المسال وأنابيب استيراد الغاز.
وسبق ذلك إعلان وزارة شئون النفط والغاز إجراء الدراسات لتشييد مرفأ لاستقبال الغاز المسال المستور إلى البحرين... وكل تلك الأخبار كانت تشير إلى أن الإعلان عن تجميد المفاوضات كان بانتظار الفرصة المناسبة، ولاسيما مع استمرار سلسلة من التصريحات الإيرانية المرفوضة التي تشوش الأجواء ولا تبعث على الارتياح
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2358 - الأربعاء 18 فبراير 2009م الموافق 22 صفر 1430هـ