إن ما جرى ويجري في إدارات الأوقاف الجعفرية المتعاقبة ليبعث على الأسى، لحصول التفريط الواضح في كل ما يعود على الأوقاف بالنفع الذي أمَّله «الموقِفون» من أجدادنا وآبائنا الماضين منهم والأحياء، جزاهم الله خير الجزاء.
وقد تنبه الجميع إلى خطورة ما حصل ويحصل، وذلك راجع أولا إلى الجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلها أخونا العزيز السيد ضياء الموسوي تطوعا في سبيل الله، من دون أن ينتظر جزاء ولا شكورا، وهو بهذا الجهد الجبّار يستحق منا كل شكر وتقدير، كما يستحق الشكر والتقدير أيضا أخونا العزيز علي الحداد الذي كشف عن حقائق مذهلة، ما كان ينبغي السكوت عنها طيلة هذه الفترة الزمنية حتى تشعبت وتعقدت وتداخلت حيثياتها ووصلت إلى ما وصلت إليه.
ولكن... هل يكفي الثناء نقدمه إلى الأخوين الفاضلين - الموسوي والحداد - أم يحتاج ذلك إلى أن نشد على أيديهما، ونمدهما بالعون المعنوي - وهو مظهر من مظاهر التعاون على البر - ونقول لكليهما - الموسوي والحداد - لستما وحدكما في هذا الصراع بين الصح والخطأ، بين الخير وعكسه، بل يتحتم على الجميع أن يمدهما بالمزيد من الحقائق التي يملكها، والتي تساعدهما في طريق إحقاق الحق وإزهاق الباطل، وبهذا نكون قد شاركناهما في جهادهما المسلح بالأرقام والتواريخ والأسماء، ومن دون ذلك نكون قد وقفنا إلى جانب الجهة الأخرى، ونكون قد ساندنا المصالح الشخصية وخذلنا المصالح العليا، مصالح الدين والوطن، فهل نعي ذلك عاجلا، ونطبقه من دون تسويف؟
وليعلم الإخوة في إدارة الأوقاف الجعفرية أن كلامي هذا ليس موجها ضد شخص معين منهم، وإنما هو «نفثة مصدور» تتعلق بالوضع الحالي وما اكتنفه من أمور طيلة السنوات الماضية.
ويهمنا أن نقول، بل لابد أن نقول صراحة: كفى إهمالا، وكفى تجاوزا في أوقافنا، وكفى تغليبا للمصالح الشخصية، وكفى إثراء على حساب الأوقاف التي تشرفت بحمل اسم إمامنا جعفر الصادق (ع) وتشتمل على حلول لكثير من قضايا المجتمع، وتحافظ على المؤسسات العبادية والدينية لأتباع أهل البيت (ع).
ونحن واثقون - بل كلنا أمل - في إصلاح الأوضاع في الأوقاف الجعفرية من الأساس، لتعود هذه الأوقاف إلى مزاولة رسالتها المقدسة، فالكل محاسَب ومسئول عما كسبت يداه، وعما فرّط في حق الأوقاف، ولنتذكر جميعا قوله تعالى: «وقفوهم إنهم مسئولون»، (الصافات: 24)
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 575 - الجمعة 02 أبريل 2004م الموافق 11 صفر 1425هـ