العدد 575 - الجمعة 02 أبريل 2004م الموافق 11 صفر 1425هـ

الفورمولا1 ... ما له وما عليه

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

يصب احتضان البحرين للفورومولا 1 في مصلحة الاقتصاد، إذ يساهم السباق في تحريك الكثير من القطاعات الاقتصادية وإيجاد وظائف جديدة إلا أن هناك بعض السلبيات للمشروع مثل التسبب في رفع الدين العام. ولنبدأ الحديث عن الإيجابيات ومن ثم السلبيات.

أدى المشروع إلى بث الحركة في الكثير من الفعاليات الاقتصادية مثل المقاولات والبناء والضيافة ولاشك أن ذلك سيضاف للنمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي. وتوقعت دراسة لمركز البحرين للدراسات والبحوث أن يبلغ المردود الاقتصادي للمسابقة في حدود 28 مليون دينار.

ساهمت الفورومولا في تطوير مناطق أخرى من البلاد خارج المنامة. يذكر أنه يوجد اقتراح بإنشاء مشروع سياحي في منطقة الصخير بالقرب من موقع حلبة البحرين الدولية بالتعاون بين بيت التمويل الخليجي والحكومة البحرينية بقيمة 226 مليون دينار. ومن المتوقع أن تشجع الفورومولا 1 قيام مشروعات جديدة مثل الفنادق والمطاعم وخدمات مساندة أخرى.

الفوائد الأخرى للمشروع تشتمل على وضع البحرين على خريطة الرياضة العالمية إذ تعتبر مسابقة «الفورومولا 1» ثالث أشهر مسابقة رياضية بكأس العالم لكرة القدم والأولمبياد. وهذا الأمر بحد ذاته يفيد القطاع السياحي إذ من المحتمل أن يقوم زوار آخرون بالسفر للبحرين للاطلاع على حلبة البحرين الدولية.

ولكن لابد من الإشارة لبعض سلبيات الفورومولا. إذ إن تمويل المشروع يضاف إلى مديونية البحرين، فالحكومة استصدرت في بداية العام 2003 سندات بقيمة 500 مليون دولار في الأسواق العالمية لتمويل عدة مشروعات خصص منها 200 مليون دولار أي نحو 76 مليون دينار لتمويل «الفورومولا 1» لإنشاء الحلبة والشوارع والخدمات الأخرى. وبداهة الحكومة مطالبة بإرجاع رأس المال مضافا له الفائدة هذا أولا.

وثانيا، لم يتم التخطيط بشكل سليم لاستضافة «الفورومولا 1» بدليل وجود نقص في الغرف وسيارات التأجير للزوار. ومعنى هذا أنه لن يكون بمقدور البحرين الاستفادة القصوى من المشروع إذ يدور حديث مفاده أن بعض الزوار فضل المكوث في فنادق دبي. وطالما ان الحديث يدور عن أهمية التخطيط للمشروعات فقد علمت حديثا أن دبي تخطط لاستقطاب مسابقة الأولمبياد في العام 2016 ومن المتوقع ربط الإمارة بشبكة قطارات في العام 2009 أي قبل تقديم أوراق الترشيح.

ثالثا، تم توظيف الكثير من الأجانب على حساب المواطنين. إذ أعلن الشيخ فواز بن محمد آل خليفة أن البحرينيين شكلوا 15 في المئة من العاملين في المشروع. ربما كان من الأفضل أن تكون النسبة 50 في المئة نظرا لأن المشروع وطني وحصل على تمويل حكومي والأهم من ذلك أن الاقتصاد يعاني من بطالة تصل إلى 15 في المئة من القوى العاملة.

كما ان هناك الكثير من النواقص الأخرى من قبيل أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة لم تعمل على الاستفادة بشكل صحيح من الطاقات المتوافرة في البلاد مثل الصناعات التقليدية في صنع مصوغات للذكرى، أيضا لم تعمل المؤسسة على تثقيف المجتمع البحريني بما فيه الكفاية عن «الفورومولا 1» والمعروف أن المسابقة جديدة على ثقافة البعض في البحرين.

بصرف النظر عن السلبيات يمكن اعتبار الاقتصاد البحريني المستفيد الأكبر من «الفورومولا 1» فضلا عن أن المسابقة تقع ضمن دائرة السياحة النظيفة. صراحة لم يؤد مشروع تبنته الحكومة في الآونة الأخيرة حركة في البلد كالفورومولا

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 575 - الجمعة 02 أبريل 2004م الموافق 11 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً