البحرين تنهض من جديد... نهضة سياسية تتبعها نهضة اقتصادية، وتثبت البحرين بأنها طاقة جبارة كانت تقود المنطقة في مختلف المجالات ولاتزال قادرة على قيادتها أو التأثير فيها بشكل نوعي يليق بمكانة البحرين.
بالأمس كُنت أشاهد أخبار الـ «بي. بي. سي» الدولية باللغة الانجليزية وفرحت كثيرا عندما انتهت النشرة الاخبارية وبدأت النشرة الجوية، وفجأة ظهرت البحرين على الشاشة مع اسم «الصخير» ... نعم «الصخير» ... وورد في مقدمة النشرة ذكر البحرين ودرجة الحرارة في الصخير، مع شعار السباق الدولي «الفورمولا 1» الذي يجري فيها والذي يتم استكماله غدا الأحد.
خرجت إلى «باب البحرين» عصر أمس الاول ولم أكن أصدق انني سأرى المنطقة حيوية بهذا الشكل... استعراضات واستعدادات، وأسر بحرينية منتجة تعرض منتوجاتها للبيع وتجمعات حول هذا الموقع وذاك... وحتى الدعوة إلى الإسلام - وبشكل متحضر - وجدت فرصتها في «الفورمولا 1»، إذ وقفت مجموعة من العاملين في مؤسسة «اكتشف الإسلام» بملابس اسلامية لائقة يوزعون اصدارات باللغة الانجليزية على الزائرين والأجانب عن الرسول (ص) والقرآن الكريم ومفاهيم الإسلام التوحيدية.
شارع باب البحرين عاد بحرينيا بعد أن كاد يختفي بسبب غزو «الفري - فيزا» في السنوات الاخيرة، وبدأت بعض المظاهر الأصيلة تعود مرة أخرى، والأجمل من ذلك النظافة والنظام (مع الازدحام) الذي كاد يتلاشى واذا به يحيى من جديد.
المطاعم مملوءة، وسواق التاكسي يبتسمون للمرة الأولى بسبب الحركة الدؤوبة لم تشهدها البلاد من قبل... وحتى أسواق السمك نشطت لأن المطاعم اشترت كميات أكبر استعدادا للضيوف، والفنادق امتلأت.
ليس هذا فحسب، بل إن الآية انعكست، فدبي التي تفوقت علينا خلال السنوات الماضية أصبحت مرتبطة بالبحرين. فلأن ما لدينا من فنادق لا يكفي احتياجات «الفورمولا 1» استفادت دبي من ذلك وامتلأت فنادقها ايضا، وينتقل الزوار يوميا بين البحرين ودبي مؤكدين بذلك فكرة التكامل. فالتكامل يعني ان «البحرين» القوية هي «دبي» القوية وهي «الدوحة» القوية وهي «الدمام» القوية والعكس صحيح.
نعود إلى الخارطة الدولية بوجه مشرق ونثبت للعالم بأن البحرين مركز للأخبار المفرحة، ومركز للنشاطات الدولية التي تجتذب رأس المال الأجنبي لتنشط به الحركة الاقتصادية. والبحرين اثبتت الآن أنها في طليعة دول المنطقة في السياحة الرياضية بعد ان ابدى المشاركون في السباق اعجابهم بالانجازات التي تمت والخدمات التي يتم تقديمها.
بطل العالم في سباق «الفورمولا 1» مايكل شوماخر قال لـ «الوسط» أمس انه سعيد باستضافة البحرين التي تمثل نقطة انطلاق في المنطقة وهي الآن بوابة الشرق الأوسط بعد ان اثبتت قدرتها على استضافة واحدة من أهم الرياضات العالمية.
«الوسط» فخورة بأنها كانت في الريادة ووضعت نفسها في خدمة الحدث منذ اليوم الأول لإنجاحه، ولم تفكر «الوسط» في المردود المادي بقدر ما فكرت في سمعة البحرين، وعملت على نشر كل المعلومات المهمة عن الحدث منذ نهاية العام الماضي واستمرت مع تصاعد في وتيرة التغطية. قرارنا كان - ولايزال - خدمة البحرين وسمعتها وأهلها ورفع شأنها كجزء من واجبنا تجاه وطننا الحبيب. كل تلك الجهود اصبحت سببا للابتسامة اليوم ونحن نسمع اسم البحرين يدوي في العالم مرة أخرى... وهكذا هي أصالة البحرين وهذه هي السمعة التي تستحقها
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 575 - الجمعة 02 أبريل 2004م الموافق 11 صفر 1425هـ