العدد 575 - الجمعة 02 أبريل 2004م الموافق 11 صفر 1425هـ

بدر بن عبدالمحسن ظلال وعطر

لا تملك الا أن تحب هذا الصوت... الصوت الذي يحرجنا بحفْره العميق في الذات الإنسانية... يحيل ليلك الى أعراس من النور... يحيل نهاراتك الى لجّة من الضوء... بدر بن عبدالمحسن صوت استثنائي لا تملك الا أن تحنّ الى استفزازه الدائم... يستفزك باختلافك عليه.. بالنادر مما يشبهه.

نذهب الى الدرس مفتونين بالمسافات التي يعبرها ولا يصل... مفتونين بالأسوار التي تقرأك قبل أن تقرأ المتواري فيها... مفتونين بالذكرى التي نقف على شفيرها نتأمل مخلوقاتنا وعذاباتنا ورعايانا الغابرين.

كأنه يصقل ذواتنا... يسهر على حنين كل منا... ليس على حنينه وحسب، بولعه المغاير.. بأحبته الإستثنائيين... بالأرض التي ظل يتغنى بها فرحا ووجعا.. بالظلال الكسيرة والممتلئة... بالعطر المؤجل والمستفز في الدهاليز العتيقة... بالرخام الذي نادرا ما انحاز اليه!

«ارفض الصوره على الرف البعيد

وجهك المحبوس في ورق وحديد

أرفض احساس الحبر

وجرح سكين السطر

أرفض الليل .. الحصار

حبنا خلف الجدار..»

كتبت عن تجربته قبل عقد أو يزيد... وأعود اليه اليوم كأنني لم أكتب عنه حرفا.. وتلك هي فرادته.. ففي العوده الى مشروعاته التي أنجزها أوتلك التي يشتغل عليها تكتشف أنك تتعرف الى الرجل لأول مرة... ربما لأنه بارع في تلغيم تجربته بالمتاهات بحيث ينتابك عمى عن رؤية الكنور كل الكنوز التي تزخر بها مغارته المفتوحة على الشمس والهواء.

«أرفض يكون الإنتظار بكرا

مثل البكا.. حبيبتي تحتاجني.. تحت الظلام

ومثل الفرح.. حبيبتي أحتاجها.. وسط الزحام

الحب علمها السكوت

والحب علمني الكلام..»

لم أقرأ لشاعر في تجربتنا العامية والنبطية يتقصى ما بعد الوجوه وما بعد الأمكنة وما بعد الحضور وما بعد الغياب مثلما قرأت للأمير بدر.. طاقة خلاقة.. بصيرة لا تعرف الحواف والنهايات رصد يتوغل فيما لا يُرى.

«أسند على كفي السما..

واناظر الشمس..

أشرب عن عيونك ظما

أشرب ظما الشمس..

وقلتي عسى.. جفنك عسى ما يحترق

حاولت أنا ما غمّض عيوني

حاولت أنا.. ما نفترق





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً