فورمولا 1 على الأبواب، وبدأنا نصل إلى مرحلة الصفر ليبدأ هذا الماراثون الاقتصادي الكبير وهذه التظاهرة الرياضية الكبرى... كلنا في انتظار هذا الحدث الكبير الذي يحتاج - بلاشك - الى مناخ هادئ، فالاقتصاديون يقولون: رأس المال جبان، وكلنا نعلم أن هذه التظاهرة الرياضية العملاقة هي من أكبر الاختبارات العملية للمشروعات الاقتصادية التي ابتدأها ولي العهد فهي تستحق الدعم والمؤازرة وذلك لما لها من مردودات اقتصادية ايجابية على السمعة الاقتصادية للبلد. كما أن لهذا السباق مردودات ايجابية على النشاط الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي وغيرها من القطاعات الحيوية، فبإمكان المواطنين استغلال هذا الحدث الرياضي الكبير للتسويق التجاري ولاشك أن حضور الآلاف من السياح سيعمل على تنشيط حركة المطاعم والمجمعات والأسواق الشعبية وغيرها. هذا اذا عملنا بذكاء اقتصادي لكسب السياح سواء العرب منهم أو الأجانب فيجب ألا نفوت الفرصة في ذلك. ولاشك أن هذه الفعالية الرياضية ستكون نقطة ذهبية ستسجل في رصيد المملكة بل وفي رصيد منطقة الخليج والعالم العربي. بعض الإخوة الذين زاروا بعض دول الجوار مثل «دبي» وجدوها في حال استنفار سياحي غريب من أجل الاستفادة من مشروع فورمولا 1 وراحت تقدم تسهيلات وعروضا سياحية للاستفادة من المشروع، فاذا كانت دبي وهي ليست المعنية بهذا الحدث تعمل للاستفادة استثماريا منه، فكيف بنا نحن؟ للأسف الدعاية الاعلامية لأهمية هذه التظاهرة الرياضية الكبرى لم تكن بمستوى الحدث. كان من المفروض أن تتم توعية المواطن بأهمية الحدث استثماريا قبل هذه المرحلة بأشهر، ولكن على رغم ذلك نقول للبحرين: مبروك لهذا المشروع الضخم الذي نتمنى أن يستفيد منه جميع المواطنين.
لاشك أننا بحاجة في مثل هذه الأيام إلى تهيئة الظروف لاستقبال هذا المشروع ولاشك أننا عندما نشجع وندفع باتجاه انجاح هذا المشروع... فسيكون موقفا وطنيا يحسب الينا كمجتمع بأننا سباقون لانجاح المشروعات التي تخدم البلد. سيكون ما يتمخض عن هذا المشروع من أموال في موازنة الدولة وسينعكس على تلك الاصلاحات المعتمدة لتقوية البنى التحتية في المدن والقرى وسينعكس على مستوى الوزارات الخدمية، فكل قطاع حيوي لاشك انه سيستفيد هو الآخر من هذا الحدث، وهذا ما نتمناه: أن ينعكس نجاح المشروع على دفع عجلة إصلاح بعض من البنى التحتية.
أما بالنسبة الى الشق السياسي فيجب أن نرفع الصوت عاليا لكل المواطنين أن يتآزروا مع المشروع وأن ينجحوه بتفاعلهم واحتضانهم له، وبدعمه بشتى الوسائل والسبل وان يتم توقيف الفعاليات السياسية ولو للفترة الزمنية التي سينطلق فيها السباق. لهذا نهيب بأبنائنا عدم الذهاب لأية مسيرة تنطلق في ظل هذه الظروف كما دعت الى ذلك الجمعيات السياسية حفاظا على هذا الحدث ولأجل المصلحة العامة فإن هذا المشروع دفعت أمواله من الموازنة العامة وأية خسارة ستنعكس عليها ستكون على حساب الجميع. علما أن هناك دولا كانت تعمل من أجل كسب هذا المشروع فيكون في اراضيها إلا أن البحرين هي التي فازت به.
الحفاظ على الأمن مسألة في غاية الاهمية فيجب على الجميع أن يحافظوا على الأمن وأن يتحروا الدقة في ذلك ونهيب بهذا الشعب الكريم لمواقفه السباقة السلمية الحفاظ على المسيرة وسلامة الاجواء ودعم الاقتصاد فالأمن السياسي يأتي بالأمن الاقتصادي والأمن المجتمعي... وهكذا لم يبق الا يومان ليبدأ هذا المشروع الضخم، وما الفعاليات الشعبية والمهرجانات التي تقام الا دليل على شوق الجميع لهذا المشروع الكبير
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 574 - الخميس 01 أبريل 2004م الموافق 10 صفر 1425هـ