آثار عدم عرض فيلم «آلام المسيح» استياء مسيحيي البحرين (البالغ عددهم نحو 8 آلاف شخص) كون الفيلم لايسيء إلى شخصية السيد المسيح عليه وعلى نبينا السلام، وإنما يتعرض لسرد وقائع قصته الأليمة مع اليهود والرومان، وتحديدا الحوادث التي أعقبت ما يعرف بـ «العشاء الأخير» الذي جمع النبي عيسى (ع) مع الحواريين الاثني عشر قبل ان يخونه احد الحواريين ويبلغ عنه السلطات.
إن منع عرض الفيلم في دور السينما البحرينية من دون مراعاة التعددية الموجودة في مجتمعنا الصغير الذي اعتاد التسامح في التعامل والتفاهم في الحوار مع الطوائف والأديان أمر مستهجن. ومن الغريب أن يحدث هذا في زمن الاصلاح الذي حرصت فيه الدولة (وعلى رأسها جلالة الملك) بضمان حرية الفكر والمعتقد والانتماء... بل وذهبت إلى حد التمثيل الرسمي للمسيحيين واليهود في مجلس الشورى.
لقد منع العرض بحجة حرمة «شخصنة الانبياء» في حين نجد أن صور السيد المسيح عليه السلام وغيره من المقدسين تباع وتعرض في أماكن كثيرة في المنامة وغيرها. ليس هذا فحسب، بل إن عرض الفيلم لم يخضع لتصنيفات واضحة؛ كون عدم عرضه في «إسرائيل» مثلا جاء بسبب اتهامه بمعاداته للسامية وتصوير اليهود بأنهم «قتلة» المسيح (ع).
المتتبع للأفلام التي تعرض في دور السينما في البحرين يعرف جيدا أنه لا يوجد تطبيق للقانون العالمي للتصنيفات. فمثلا فيلم يفترض ألا يدخله الأطفال دون الثامنة عشرة... تجد القاعة مليئة بالأطفال وحتى الرضع؟! فأين الرقابة والالتزام؟ ونحن هنا لا نتحدث عن الأفلام الأجنبية فقط، فالأفلام العربية حدث عنها ولا حرج... إباحة وقلة أدب... تعرض بكل حرية على الناس ومن جميع الإعمار! فيا وزارة الإعلام: قوانين العرض عالمية ومعروفة، ولسنا بحاجة إلى الجديد منها وخصوصا في بلاد تغيب عنها صناعة السينما.
نأمل ان ماقاله لنا بعض المقربين من وزارة الاعلام قبل يومين تثبت صحته، وهو ان الحملة التي قادتها «الوسط» بشأن منع الفيلم أدت لمراجعة القرار وان السينما التي طلبت الرخصة قد تحصل على الموافقة قريبا
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 574 - الخميس 01 أبريل 2004م الموافق 10 صفر 1425هـ