بون شاسع بين دم ملوث يقضي على الحياة، ودم زكي طاهر يبعث الحياة في شرايين البشر وعقولهم، وليس هناك أغلى وأعز من دم الشهادة المنبعث من أشلاء المجاهدين في سبيل الله والوطن.
إن الدم الذي سفكته «حثالة البشر» للمناضل الشهيد الشيخ أحمد ياسين وغيره من المجاهدين الأبرار طيب الله ثراهم، سيظل يناشد أمم الأرض ويبعث فيها النخوة والشهامة، ألا تسكت على ضيم أبدا، ويعلمها الحفاظ على الشرف والكرامة ليس وقفا على شاب أو شيخ أو امرأة أو طفل، فالكل مطالب بأن يحمي عرضه وأرضه، ويصون مقدساته ومعتقداته بكل ما يملك وعليه أن يتخذ المناضل الشيخ أحمد ياسين قدوته وهو يشق طريق الجهاد والشهادة، غير مكترث بأية معوقات. فشيخ مقعد عن الحركة، لا يملك سوى العقل والقلب واللسان - وهي أثمن ما لدى الإنسان - ضرب أروع الأمثلة في الاقدام والذود عن حياض الوطن والأمة حتى آخر لحظة من حياته، لجدير أن يعلق اسمه اكليلا على جيد كل فتى وفتاة، ويشعل شمعة تنير الدرب للسالكين، ومهندا تجزر به رقاب الأعداء والخائنين، بل هو جدير أن يتخذ رمزا لكل السائرين في درب الجهاد والشهادة لتحرير الشعوب من ذل الظلم والظالمين.
لقد قدم الشيخ أحمد ياسين دمه الغالي قربانا رخيصا من أجل فلسطين وكل أرض المسلمين، الذي بفضله ستنقلب الموازين اذ ستودي شهادته - بإذن الله - الى توحد وتلاحم الفصائل الجهادية، وكذلك القوى السياسية داخل فلسطين وخارجها من أجل تطهير أرض الأقصى كلها من دنس المحتلين (الغاصبين) وعندئذ يفرح المؤمنون بنصر الله (المؤزر) وما ذلك على الله بعزيز.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 573 - الأربعاء 31 مارس 2004م الموافق 09 صفر 1425هـ