العدد 573 - الأربعاء 31 مارس 2004م الموافق 09 صفر 1425هـ

شاعر الطبيعة والجمال

الوسط- المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

برحيل الشاعر البحريني أحمد محمد آل خليفة طوى الأدب البحريني صفحة من أجمل صفحاته الأدبية التي تغنت بالبحرين في جو من الرومانسية الساحرة، فقد كان الراحل الكبير ومنذ نعومة أظفاره وتعلقه بالشعر شغوفا بالبحرين طبيعة وتاريخا، وقد وجد في البحرين بمزارعها الكثيرة المنتشرة وقتها وبغيطانها وبحرها ورحلات الغوص متنفسا رحبا يمارس فيه قلمه وريشته البديعة رسم كل هذا الجمال.

وبحسب التقديم الذي كتبه منصور محمد سرحان في جمعه واعداده لمادة كتابه عن الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة في سلسلة تكريم رواد الفكر الابداع في مملكة البحرين، «فان الشاعر ارتبط بالرومانسية وجسَّدها بأجلى صورها في معظم قصائده التي ضمنها دواوينه الشعرية التسعة، وأصبح أحد روادها المعروفين على مستوى الوطن العربي. فقد كانت له قدرة مميزة ذات صبغة إبداعية في وصف مظاهر الطبيعة وتجسيدها، وفي وصف المرأة وجمالها والتعبير عن الحب الصادق، فقد وصف البساتين والجداول والطيور والرمال والغدران والمراعي، حتى ليخيل اليك أنك تعيش أمام لوحة رسمتها ريشة فنان مبدع».

وذكر الشاعر في إحدى اللقاءات أنه ومنذ تفتح مداركه على الشعر كان يعرض شعره على الراحل ابراهيم العريض وكيف أن العريض كان يقول له إن طريق الشعر طويل فلا تستعجل، حتى استطاع في وقت قياسي أن يخرج ديوانه الأول من أغاني البحرين في العام 1955 ، عندما ربت ابراهيم العريض على كتفيه مباركا له على شاعريته. وهو قول تؤكده الكلمة التي وردت في الكتاب الآنف على لسان ابراهيم العريض التي يقول فيها «أحمد بين الشعراء الذين تعتز بهم الجزيرة، أقواهم الى الحياة التي يمارسها تعبيرا وأرهفهم بالآلام التي يعانيها في وحدته شعورا، وقد مر شعره في أطوار كثيرة منذ طبع ديوانه الأول، ولم تكن هذه الأطوار غير مسايرة لهذه الحياة نفسها» ويضيف العريض «أما لفظه وموسيقاه فصدى لكل العشاق الذين تتجاوب بلحنهم ودعائهم أرجاء البادية الواسعة».

في الكتاب أيضا مجموعة من المعلومات القيمة عن الشاعر والتي خالط فيها علوي الهاشمي حسه النقدي، فهو يقول عن الشاعر « لقد كتب أحمد محمد آل خليفه الشعر منذ وقت مبكر ومارس كتابة الشعر النبطي قبل الشعر باللغة الفصحى على عادة الشعراء الشيوخ، الذين يتخذون من اللهجة البدوية الأولى طريقا نحو الفصحى بعد أن يتم صقل مواهبهم الشعرية فيها، وكان الشاعر متأثرا في مجموعته الأولى التي تضم قصائد من الشعر الوجداني والقومي والوصفي بعلي محمود وعمر أبو ريشه، وكان لمظاهر البيئة وخاصة طبيعتها العامة وجود ملحوظ في شعره، لذلك يعتبر أول من التفت من بين شعراء البحرين المعاصرين الى مظهر الغوص أو تجربة الغواص».

يبقى اذا الشاعر الراحل أحمد بن محمد آل خليفة رائدا من رواد الفكر والابداع في مملكة الحرين، وأحد الرموز الكبيرة التي لا يمكن تجاوزها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً