العدد 2754 - الأحد 21 مارس 2010م الموافق 05 ربيع الثاني 1431هـ

من السيارات إلى الحلويات

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أوردت وكالة (ا ف ب) ظهر أمس خبرا من العاصمة الكورية الجنوبية (سيول)، عن مسئولين حكوميين بأن فرع شركة دايو التابع لمجموعة «جنرال موتورز» الأميركية، سيسحب 58 ألف سيارة من الأسواق، بسبب عيوب في الإنتاج.

وزارة النقل والشئون البحرية والبرية أوضحت أن العيوب توزعت على عدة موديلات، بعضها يتعلق بالمقود، وبعضها في أنابيب الوقود، بينما أنظمة إطفاء الحريق في سيارات أخرى غير كافية. هذه السيارات بيعت في كوريا الجنوبية، وسيجرى سحبها من دول أخرى صُدّرت إليها.

الخبر بات عاديا على إذن القارئ هذه الأيام، فقد سحبت آلاف السيارات من موديلات أخرى في الخليج طوال الأشهر الأخيرة. وليست المشكلة في سحبها أو عدم سحبها، فتلك سحابة صيف، سرعان ما تمرق في السماء ليعود الخليج مكبا لكافة أنواع النفايات الصناعية.

السائق الخليجي عندما يشتري السيارة من الوكيل، يكون مطمئنا من خلوِّها تماما من العيوب والأعطال. ولو لم يكتشفها المنتجون أنفسهم لما علمنا نحن بوجودها أصلا، ولبقينا نُرجع كل الحوادث المميتة إما إلى السرعة القاتلة أو القضاء والقدر. ونحن لا نملك طريقة أصلا لمعرفة ما سببته الأعطال من حوادث قاتلة في هذا الجيل أو سابقه من السيارات. وهذا هو قدر الأمة التي لا تلبس مما تنسج، ولا تركب مما تصنع، ولا تأكل مما تزرع... فكل همّنا بناء العمارات والعقارات.

قبل أشهر، أثيرت زوبعة «انفلونزا الخنازير»، واستبدَّ القلق بالجميع، وخلال أسابيع نفدت كل أنواع المطهرات وخلت رفوف الصيدليات من المعقمات. الأطقم الإدارية والطبية في وزارات الصحة عاشت تحت ضغط شديد، ووزارات التربية عانت من الإرباك والتخبط وتأخير الدراسة، فما أسرع ما يصيب الهلع هذه البلدان بالشلل. فلا الوزارات مهيّأة لاستقبال الكوارث الطبيعية أو غير الطبيعية، ولا الرأي العام. ولا داعي لاستدعاء إرث المؤامرة ومكائد شركات الأدوية، فالبلدان التي لا تنتج دواءها بأيدي أبنائها وكيميائييها... تكون عرضة دائما للتلاعب والابتزاز.

لا تطلبوا العدل ولا الرحمة والشفقة من الغرب، فالغرب لا قلب له. المثل والقيم تركها الغرب للشرقيين. الغرب ينام على إرثٍ استعماري قديم، بنى أمجاده وازدهاره الاقتصادي على امتصاص خيرات المستعمرات في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية. فهل تنتظرون أن تغيّر الحيّة الرقطاء جلدها؟

تصل بين يومٍ وآخر رسائل من القراء بالبريد الإلكتروني، بعضها يحذّر من وجود مواد ضارة أو دهون خنزير في بعض المأكولات أو الحلويات، وبعضها يحذّر من وجبات تحتوي على لحوم غير مذكّاة تباع في المطاعم العالمية هنا وهناك. وبعضها مرفقٌ بمقاطع فيديو منقولة من قنواتٍ غربية، توضّح طريقة الذبح غير الإسلامي أو التخزين غير الصحي. قد تكون المقاطعة طريقا للخلاص الفردي من هذه الإشكالات، لكنها لن تحل مشكلة أمةٍ عاجزةٍ حتى عن صنع حلوياتها بأيديها، وتناول لحوم ماشيةٍ ربّتها في مراعيها، لا في مراعي وسهوب نيوزيلندا واستراليا. تقلّ الأمطار في أستراليا فيرتفع سعر اللحوم في بلدان النفط ويجوع فقراؤها.

أنظمةٌ أضاعت فرص تحقيق الاستقلال الحقيقي على شعوبها، وأورثتها تنمية اقتصادية مشوّهة، وتمييزا وعنصرية بين أبنائها وطوائفها، ومزيدا من الفساد والاستئثار بالثروة والمال.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2754 - الأحد 21 مارس 2010م الموافق 05 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 5:18 م

      يا سيد عليك بفضح ما يصير في الزراعة

      نريدك يا سيد فضح التهميش و الطائفية التي تحصل اليوم في وزارة البلديات و الزراعة
      ترقيات محسوبيات و غيرها
      نريد تسليط الضوء عليها
      ورفعها للجهات العليا في البلد
      اذا كان هذا يرضيها بما يحصل في مهنة الاباء
      من تهميش و تميز واضح مثل اشعة الشمس

    • زائر 13 | 8:47 ص

      REEMA

      الخمول والاتكالية وعدم الاعتماد على النفس والشعور بأن الآخر هو الأفضل والأجود على الدوام وايهام أنفسنا بأننا لسنا قادرون على مجاراة الآخرين هو ما أدى إلى وصولنا لهذا .. اصحى أيٌّها العربي!

    • زائر 12 | 7:31 ص

      العرب

      فالحين بس في سرقات أموال وأراضي شعوبهم اما الصناعة فهى صناعة الدعارة نحن في المراكز المتقدمة

    • زائر 11 | 6:27 ص

      صح يا زائر 6

      نعم يازئر 6 والدليل مفاعل كرزكان النووي وابوك الي كان يدرسنه مادة تخصيب اليورانيوم في الجامعه.

    • زائر 10 | 5:57 ص

      ولد المحرق

      اننا متطورون جدا الم تقراء عن صواريخ شهاب وفجر ووووووو الذي سيزلزل اعداء الاسلام المحمدي الاصيل سيزلزل امريكا واعونها باذن الله

    • زائر 9 | 5:54 ص

      من ولد المحرق الى المتطفل زائر 5

      نحن عندما يتكلم الجهال نحزن لحالهم هل هي هذه عقليتهم ام انهم باعوها بثمن بخس :::ثانيا نحن عندما نحي ذكرا الحسين انما نستذكر مبادئه وقيمه ورفضه للظلم عندما رفض ان يبايع يزيد الظالم شارب الخمر الفاسق الفاجر هو ومن يسير على نهجه اقول اننا سائرون على درب الحسين درب العزه و الكرامه والاستشهاد وهيهات منا الذله

    • زائر 8 | 5:50 ص

      للأسف لانستطيع صناعة أبسط الاشياء اللي نستخمها

      الشكر والتقدير للأستاد القدير قاسم حسين...وللأسف أحنى مو قادرين نصنع متاي أو جبس أبو نص ربيه بنصنع سيارات.الله على أللي كان السبب...

    • زائر 7 | 5:10 ص

      زائر5

      في الوقت اللي البحارنة يتفوقون في كافة المجالات والأصعدة ويثبتون وجودهم في جميع الاماكن المتاحة لهم رغم التضيق والخناق والتمييز من قبل الدولة يأتي الأخ المجنس أمثال زائر 5 من البراري ينتقد الشعب الأصلي وهو لا يجيد الكتابة ولا القرائ شخص أمي حاقد طائفي دائما يخلط المواضيع ويضيع البوصلة فيا غريب كن أديب أو أرحل عن ديارنا فلا أهلا ولا سهلا فوجود أمثالك هو ما أرجعنا الى الوراء

    • زائر 6 | 3:16 ص

      امة ضعيفة

      احنه بس امة فالحة في تصدير الخرافات والبدع مثل العزيات الي تشبه السيرك في حركاته الحيوانية والتخلف ناس مجانين وينه وين التطور والصناعة قضية اخد له 14 قرن.

    • زائر 4 | 2:49 ص

      خيرنا لغيرنا

      سلمت يداك ياقاسم، لو اعتمدت بلادنا وبالخصوص منطقة الخليج على مصادرها لما تعرضنا للنصب والخداع من الدول الغربية التي همها الوحيد تحصيل المال وكبت الثروات لنفسها غير محاولات القضاء على دول الشرق. لماذا لا نستطيع على الأقل تحقيق جزء من الأكتفاء الذاتي في أحد فروع الصناعة أو التجارة؟؟وحتى لو تحقق ذلك سوف يضم تجارة استهلاكية بسيطة كصناعة الأغذية ليس كصناعة السيارات رغم إحدى المحاولات البحرينية لتصنيع أو تركيب السيارات.

    • زائر 3 | 2:02 ص

      التخدير

      لا خير يرجى لأمة ترتجي من عدوها أن ينصفها

    • زائر 2 | 1:18 ص

      مثل كويتي .. مفيد في هذه المداخلة

      ما يحك ظهرك غير ظفرك

    • حسين العليوات | 12:06 ص

      نفطنا وغيرنا يعمل به

      بوركت يا قاسم وبورك قلمك، حتى نفطنا لربما لسنا من نستخرجه من اراضينا وانما بجلب شركات غربية هي من تساعد في استخراجه فأتذكر حقيقة قصة الغاز الطبيعي في تلك السنة والشركة الغربية التي قدمت للبحرين من اجل البحث عن آبار الغاز، هههه لربما في الايام المقبلة سنعتمد باقتصاد البلد على آيسكريم القرصان أو شيبس كركري ،

    • زائر 1 | 11:20 م

      حين يكون التمييز في محاربة الفساد

      لم يكن هو الوزير الوحيد التي تحوم حوله الشبهات وربما ارثه قد حمله معه للوزارة وليس تخلق في مرحلة التوزير اما كثير منهم يعلم الرضيع انه مفسد بل و مفرخة فساد مع ذلك يسرح و يمرح ولن يطاله القانون الذي يتقازم حين يصل لامثاله.

اقرأ ايضاً