كشف رئيس مجلس الأعمال السعودي - البحريني خليفة الدوسري عن اقتراح سعودي بفتح خط ملاحة بحري بين السعودية والبحرين، كما كان يعمل فيه بالسابق بواسطة عبارات لنقل الركاب والسيارات بحيث يعاد تشغيل ميناء الخبر من جهة السعودية.

وقالت صحيفة «اليوم» السعودية في عدد أمس (الأحد) إن الاقتراح السعودي هو الاقتراح نفسه الذي سبق أن طرحته «اليوم» في تحقيق صحافي مطول بعددها رقم 13178 بتاريخ 14 يوليو/ تموز 2009 م بعنوان «مسئولون وصفوها بالحل «السحري» لأزمات الجسر ... الرحلات البحرية تغرق في «دوامة» الصراعات».

وقال الدوسري في اجتماع المجلس يوم الأربعاء الماضي: «إن الاقتراح لقي ترحيبا من الجانب البحريني وإثر ذلك طرح البحرينيون إنشاء رصيف في الجهة المقابلة من جهة البحرين، وتم بحث الخيارات القابلة للتطبيق للمساهمة في تخفيف العبء على جسر الملك فهد»، منوها إلى أن «هذا الإجراء سيساهم مستقبلا في نقل البضائع بين المملكتين، وتقليل الضغط على الجسر ويشجع على زيادة السياحة بين البلدين». موضحا أن المجلس ناقش ربط البلدين بخط سكة حديد، فيما ذكر الجانب البحريني أن تنفيذ الخط سيكون نواة لربط دول الخليج بالسكك الحديد، فيما سيتم ربط الإمارات وقطر بالبحرين.

وقالت «اليوم» إنها نشرت تحقيقا أشار لزيادة التبادل التجاري بين المملكتين وتصاعد الضغط على جسر الملك فهد وتحول شاحنات النقل إلى خطر حقيقي على سلامته على المدى البعيد وهو ما يضاعف الحاجة لتوفير وسائل نقل بديلة من أبرزها الرحلات البحرية بالعبارات بين أقرب نقطتين في البلدين الخبر والمنامة لنقل الأفراد، إضافة لعبارات نقل البضائع.

ووصف عدد من المسئولين الرحلات البحرية بأنها حل سحري لازمات واختناقات جسر الملك فهد، وخاصة مع قرب المسافة بين المملكتين.

وطرحت «اليوم» فكرة إعادة تشغيل ميناء الخبر بشكل تجاري وسياحي على المعنيين بالأمر واتفق معظمهم على جدوى إعادة تشغيل الميناء وتسيير العبارات فيما اعترض حرس الحدود على الفكرة من أساسها. بينما أيد مدير عام ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ورئيس مجلس اتحاد الموانئ العربية نعيم النعيم، إعادة تسيير العبارات بين الخبر والمنامة بجميع فئاتها.

وقال النعيم لـ «اليوم»: «إن ميناء الخبر مجهز برصيف ومنشآت من شأنها تدعيم تشغيله مباشرة ولا يمنع هذا تطوير الميناء كحال أية ميناء يعاد تشغيله وخاصة أنه يقع في وسط مدينة الخبر وهذا سيعطي أهالي وزوار مدينة الخبر فرصة الاستفادة من خدماته».

وقال النعيم: «إن المدن العالمية التي تتمتع بجسور مثل جسر الملك فهد الذي يربط المملكة بمملكة البحرين الشقيقة، تضم بدائل مثل تشغيل عبارات لنقل الأفراد والسيارات الصغيرة والبضائع وعبارات تنقل سيارات النقل الثقيلة بما لا يقل عن 100 سيارة نقل «تريلا» وهذه العبارات موجودة وتستخدم بجميع دول العالم وستكون حلا مثاليا لإنهاء تكدس «التريلات» على الجسر ومن البديهي عندما يحدث تكدس للأفراد أثناء المواسم والعطل الصيفية فإنهم سيتجهون لاستخدام العبارات ما سيؤثر بلا شك إيجابا على مستوى خدمات الجسر المقدمة للعابرين».

وأوضح أن «أكثر من شركة ملاحية تحدثت معه في وقت سابق وأبدت رغبتها في تشغيل العبارات من ميناء الدمام ولكن الأولى أن يتم تشغيل ميناء الخبر»، مؤكدا استعداد المؤسسة العامة للموانئ لتشغيل ميناء الخبر مباشرة وتأمين جميع متطلباته في حالة تم تسليمه إليها.

وأضاف «نحن نؤيد فكرة إعادة تشغيل العبارات بين الخبر والمنامة وعلى استعداد تام للمشاركة في أي اجتماعات بهذا الخصوص متى طلب منا ذلك». مشيرا إلى أن عمق الميناء يسمح بتشغيل العبارات بمختلف أنواعها.

وأيد رئيس اللجنة الوطنية للنقل البري نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي البحريني رجل الأعمال عبدالرحمن العطيشان فكرة إعادة تسيير العبارات بين الخبر والبحرين، قائلا: «أؤيد وجود خط بحري بين الخبر والمنامة أو أي ميناء قريب بالبحرين يعمل على مدار الساعة»، مؤكدا أن وجود عبارات تنقل مواد البناء من حديد وخرسانة سيكون له أثر فعال في حماية التجارة بين المملكتين والمحافظة على عملاء الجانبين وسيكون لهذا الخط أيضا أثر إيجابي في تخفيف الضغط على جسر الملك فهد وربما تكون هذه سابقة قبل بدء تشغيل الجسر الذي يربط الجانب البحريني بالجانب القطري.

وأكد العطيشان أن «الجدوى الاقتصادية لعمل العبارات كبيرة، كما أن نقل الركاب سيكون له أثر كبير في دعم الجانب السياحي بالدرجة الأولى وخاصة إذا ما استخدمت العبارات السريعة المتطورة التي تعمل في مختلف أنحاء العالم وأتمنى تفعيل الفكرة وسرعة الانتهاء من دراستها وبدء العمل بها في أقرب وقت لأنها الحل الأمثل للقضاء على التكدس بالجسر وخاصة من الجانب التجاري».