تمضي حكومة العدو قدما في مشروعها التهويدي الاستيطاني، فيما يمضي العرب نحو مزيد من الانكسار إلى قمتهم الجديدة التي لن تحمل الجديد في بيانها الختامي المعد سلفا، ولن تعلن التمرد على وحش الاحتلال المدعوم أميركيّا إلى آخر المستويات، حتى وإن شعر الأميركيون على مستوى الإدارة بأن العدو أحرجهم عند بعض المحطات...
وهكذا ينطلق اليهود المحتلون لإنتاج كنيسهم... كنيس الخراب، فيما يعم الخراب السياسي واقع الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية. وبينما تُقفل أبواب الأقصى الشريف في وجه المصلين المسلمين، يرتفع البنيان الاستيطاني على حساب أهل الأرض، ويندفع المستوطنون إلى بقية الزوايا في مدينة القدس ليملؤوها بخرافاتهم ووحشيتهم وحكايات التاريخ المزعوم، وليعملوا على طرد الفلسطينيين من آخر المعاقل فيها، وسط صمت عربي مريبٍ وتخاذل إسلامي رهيب.
لقد استقبل الصهاينة المبعوث الأميركي «ميتشيل» بالإعلان عن بناء 1200 وحدة سكنية في القدس المحتلة، ثم استقبلوا نائب الرئيس الأميركي بالإعلان عن المصادقة على بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية، وها هم يعلنون عن بناء 50 ألف وحدة سكنية استيطانية تكون بمثابة الإعلان الحاسم عن تهويد القدس بشكل نهائي وتام... إنهم يضعون القواعد لبناء مشروعهم القاضي بالإعلان عن يهودية الكيان وتغيير الهوية العربية والإسلامية واقعيّا وعمليّا، وطمس كلّ معالم التاريخ، ومصادرة كلّ المواقع الجغرافية في فلسطين... ليذهب حلم الدّولة الفلسطينية أدراج الرياح.
أمّا الإدارة الأميركية التي أوحت إلى بعض المحللين والكتبة بأن يثيروا الحديث عن خلافات كبيرة مع حكومة العدو، فقد سارعت إلى الإعلان عن أنّ كيان العدو يمثل الحليف الاستراتيجي الذي لن تتخلى عن صداقتها وتحالفها معه مهما كانت الظروف، لتبعث برسالة جديدة إلى الأنظمة العربية، مفادها أنّ عليهم أن يتكيّفوا مع الواقع الجديد الذي يتواصل فيه الزحف الاستيطاني التهويدي للقدس والضفة الغربية، فيما تتواصل فيه التنازلات العربية، والزحف التنازلي إلى المنحدر الأخير من منحدرات التسوية، والذي يُعلن فيه عن دفن القضية الفلسطينية بشكل رسمي ونهائي...
إننا، وأمام هذا الواقع الخطير الذي يعكف فيه العدو على تغيير الهوية الدينية في فلسطين والقدس الشريف، بعدما عمل على تغيير هويتها السياسية وواقعها الديموغرافي، نستغرب صمت المرجعيات والأحزاب ومواقع القوة في الأمة العربية والإسلامية، ونشعر بالأسى جراء هذا الإصرار على رفض التداعي من كلّ حدب وصوب لاتخاذ الإجراءات العملية الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس... ونعتبر أنّ كلّ من هم في مواقع المسئولية الدينية والشرعية والسياسية، مسئولون عن تدمير الواقع الفلسطيني لحساب العدو، إن لم يهبّوا هبّة رجلٍ واحدٍ للذود عن البقية الباقية في فلسطين...
وإننا في الوقت الذي نُكبر هذه الوقفة البطولية لشعبنا في فلسطين المحتلة، الذي استعصى على التهويد والاقتلاع، ونقدر حركة الشباب الفلسطيني المجاهد في الدفاع عن الأقصى والمقدسات في القدس تحديدا، ندعو هذا الشعب إلى مواصلة حركته في إقلاق العدو، حتى لا يشعر بالراحة في احتلاله وعدوانه وإرهابه الوحشي والاستيطاني.
ونحن في الوقت عينه الذي نرصد اتساع دائرة المؤامرة الدولية ضد الشعب الفلسطيني، نلمح حركة أميركية وإسرائيلية ودولية مماثلة لإحكام الحصار السياسي والإعلامي على الجمهورية الإسلامية في إيران بحجة السعي لامتلاك أسلحة نووية، وهي مقولة باطلة لا تملك أيّ أساس واقعي، وأيّ دليل ملموس، ولكنها تستبطن تحشيد كلّ المواقف والأصوات في المنطقة بوجه إيران، لتهميش الخطر الصهيوني من جهة، وتسليط الضوء على خطر مزعوم على الأمة يأتي من داخلها...
إننا نعتقد أنّ هذه اللعبة باتت مكشوفة، وهي تستهدف عقد المزيد من صفقات الأسلحة مع الدول العربية، وخصوصا الخليجية، لإراحة اقتصاديات الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، ولإشعارها بالحاجة الدائمة إليها. ولذلك ندعو هذه الدول إلى الخروج من دائرة الاستضعاف السياسي الذي حكمت فيه على أنظمتها وشعوبها بالخضوع والاستسلام، إلى دائرة الفعل السياسي، وإلى مواقع الممانعة التي من شأنها وضع حد للعدو، وقطع يد الاحتلال في المنطقة كلها.
أمّا لبنان الذي يُرادُ له أن يغرق في هوامش القضايا الداخلية، لينسى المسئولون فيه أو يتناسوا مسئولياتهم أمام الشعب في قضاياه المعيشية، وهمومه الحياتية، وليهرب المعنيون فيه من مواقع تأدية الخدمة للناس، فقد أضحى فريسة للاختراق الصهيوني التجسسي، وللاختراق الأميركي الذي يحمل عنوان المساعدات للدولة والجيش، ويستبطن استباحة الأمن السياسي والعسكري والاجتماعي للبنان لحساب العدو، وتدمير السيادة اللبنانية على جميع المستويات.
إننا ندعو اللبنانيين إلى التماسك والتآزر في مواجهة الأخطار المحدقة، ومواجهة كلّ محاولات الاختراق الخارجية، لتأمين الحماية الاستراتيجية للبلد والأمة.
إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"العدد 2752 - الجمعة 19 مارس 2010م الموافق 03 ربيع الثاني 1431هـ
14 نور
فهل يكون لقولي صدى , يا من تقرأ وتسمع , يامن كنت معي في قولي أو ضدي , قبل الحكم تبصر وتفهم وتعقل فيما قلت فلا أعتقد بأنك للدين كاره ولا لنصرة المستضعفين غير راغب فما منقلبنا إلى الله وبعد المنقلب حساب عسير في أي درب كنت تسير أأعمت عينك حقود الجاهلية أم غيبتك الهموم الغبية أم تراك وقفت فما فهمت وضعت فما وصلت, محاسب أنت يا أخي عما يكون منك فإن كنت لله مريد فقوله جلي وركنه قوي فإن قلوبنا في الله وليست في الشيطان و ما فرقتنا التي قتلت من قتلت ونهبت من نهبت إلا من عمل الشيطان, فدعوتي لكم هي حبي لكم.
14 نور // يتبع
والغرب يدفعنا للإنجراف بمهاترات طائفية تجعل المسلمين في تناحر وهم بالحانب الآخر يخططون ويضربون وسفهاء القوم لدينا بما لديهم فرحون
وكأنهم طبول قد طرقت يسمع صدى طرقها الجميع ونعيشها نحن ويديرونها هم كأننا نعاج وهم الراعي لا هم لدينا إلا كسب قوتنا ومقدساتنا تذهب وديننا يغيب ومن العجيب من إن تغييبه يكون منا ومن دولنا أولاً حكامنا لا يخافون الى على الكراسي وهذا بالظبط ما جر علينا المآسي وجعلنا نقاسي والكلام في ذلك كثير فدعوتي بأن نرص الصفوف ونصفي النفوس ونساهم بتحرير أنفسنا من ضنك المهاترات .
14 نور
تستحق تقبيل الأنامل على الدوام يا تاج الرؤوس على مداخلاتك القوية فمنحنى قولك وتحذيراتك كانت على الدوام صحيحة ولكن أصحاب العقول الفظفاظة لم تكن تستمع بقدر ما كانت تهاجمك فها هي فلسطين تنازع الموت الذي كان من ذي قبل بطيئً وأصبح الأن سريعاً بناء المستوطنات الذي هو في إزدياد مصادرة المقدسات والآن بناء الهيكل والناس عن هذا غافلون فحكوماتنا منشغلون بالرقصات التي زادتنا بدانة عن الحراك لنصرة المستضعفين وجعلت أغلالاً على السوق والأعناق ديننا يسب و متدينوننا في المهب لا يتكلمون إلا بالخلاف والغرب
تقى البتول
محفوظ من رب السماء ياسيد ودمت لنا دخر وسند يا نسل الطاهرين .