العدد 2752 - الجمعة 19 مارس 2010م الموافق 03 ربيع الثاني 1431هـ

«أليس في بلاد العجائب» تنازع «أفاتار» على الصدارة

2010 عام أفلام 3D...

لأكثر من 100 سنة رويت قصة الطفلة الفضولية التي سقطت في جحر أرنب لتنتقل من خلاله إلى عالم آخر... عالم العجائب الذي صنعت فيه مغامراتها الشهيرة في قصة «أليس في بلاد العجائب». واليوم، «أليس في بلاد العجائب» مجددا، بعد أن زارتها عندما كانت في التاسعة من عمرها، وها هي الآن تزور هذه البلاد العجيبة مرة أخرى بعد مرور عشر سنوات من زيارتها الأولى، بحسب نص الفيلم الجديد، إلا أن الفرق ما بين الزيارة الأولى والأخيرة، يقدر بما يزيد على 200 مليون دولار، في أول أسبوع من الزيارة.

هذا الرقم هو تقدير أرباح الفيلم على شباك التذاكر الأميركي خلال الأسبوع الأول من عرضه في الصالات، الذي استطاع أن يستقطب عددا كبيرا من المشاهدين في مختلف صالات السينما حول العالم.

الفيلم الذي تجسد فيها ميا واسيكوفسكا دور «أليس»، ويشاركها النجم الأميركي الوسيم جوني ديب في دور «ماد هاتر»، وآن هاثاواي في دور «الملكة البيضاء»، في حين ذهب دور «الملكة الحمراء» إلى الممثلة هيلينا بونام كارت... تفوق بمحصلة أسبوعه الأول على حصيلة الفيلم الأعلى إيرادا في تاريخ السينما في وقت قياسي «أفاتار» للمخرج الأميركي جيمس كاميرون، الذي طرح في آخر أسابيع شهر ديسمبر/ كانون الأول من السنة الماضية 2009، الذي استطاع تجاوز حاجز 2 مليار دولار بعد عدة أشهر من بدء عرضه.

ويرى البعض أن سنة 2010 ستكون سنة الصورة المجسمة (3D)، التي بدأت حديثا تتحول إلى نوع من الموضة لدى المخرجين السينمائيين الأميركان تحديدا، وخصوصا أن غالبية الأفلام التي اتبعت هذه التقنية خلال الفترة الماضية، أو التي حاولت أن تقدم ما يقاربها، حققت أرقاما خيالية في الإيرادات، واستطاعت أن تجمع لها عددا جيدا من المعجبين والمحبين، بجوار مجموعة الترشيحات من الجوائز العالمية الشهيرة.

ولعل إيرادات فيلم «أفاتار» الخيالة، التي يمشي على خطاها كما يبدو فيلم «أليس في بلاد العجائب»، بات يطرح مجموعة من الأسئلة، وخصوصا أن فيلم المخرج كاميرون، لم يحقق في حفل جوائز «الأوسكار» الأخير ما كان متوقعا له، أو على الأقل ما كان يتناسب مع معدل وعدد المتابعين له حول العالم، واكتفى العمل الذي أبهر الكثيرين بإنتاجه، بثلاث جوائز «أوسكار» هي: أفضل تصوير سينمائي وأفضل مؤثرات بصرية وأفضل إخراج فني، ولم يستطع أن يحقق أي إنجاز على مستوى القصة أو الأداء التمثيلي، مما جعل النقاد الذين تابعوا فيلم الصراع على الأرض والخيرات في «أفاتار» يتساءلون: هل سيسقط «أليس» أيضا في المطب نفسه، بتحقيقه إيرادات تعتمد على الإبهار البصري على حساب القيمة الحقيقية للفيلم، من نص وأداء وإبداع وابتكار فني، وخصوصا أن نص الفيلم مقتبس من رواية عالمية تحمل الاسم ذاته، وتعتبر من أشهر قصص الأطفال لعقود؟!

إلا أن طرفا أخر يبرر النجاح الساحق لـ «أفاتار» و»أليس في بلاد العجائب» ومن قبلهما «ملك الخواتم» بأجزائه، وسلسلة الساحر «هاري بوتر»، بأن المشاهد حول العالم يسعى اليوم إلى ثقافة الصورة المبهرة التي تجسد الخيال بكل ما للكلمة من معنى، بطريقة أقرب للواقع، من دون أن يكون واقعا حقيقيا، وفي الوقت نفسه يراعي مسألة أنه لا يبتعد عن ميزاته الخاصة كونه متخيلا غير قابل للتجسيد.

وعلى رغم أن البعض اعتبروا أن فيلم «أفاتار» كان يستحق أكثر مما حقق في «الأوسكار»، فإن هذا لا ينفي أن العمل على رغم تميزه وتقديمه لفتح جديد في مجال السينما المجسمة، لم يقدم أي جديد أو فريد على مستوى النص، وهذا ما يقف أمامه الآن فيلم «أليس» الفتاة الطائشة التي ستخوض الكثير من المغامرات، بعضها في بلاد العجائب، وبعضها على شبابيك التذاكر حول العالم، وأخرى على صفحات النقاد والمتابعين.

العدد 2752 - الجمعة 19 مارس 2010م الموافق 03 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً