مع اقتراب موعد التكريم المنتظر لأصحاب الإنجازات من العام 2007 وحتى نهاية 2009، لايزال الكثيرون ينتظرون ذلك الموعد لمعرفة حجم التكريم المتوقع أن يحصل عليه لاعبو المنتخب الوطني الأول لكرة اليد بعد تحقيقهم لأكبر إنجاز للعبة جماعية بالتأهل إلى المونديال العالمي، حتى أن البعض قام بفتح صفحة على «الفيس بوك» للمطالبة بتكريم أحمر اليد العالمي تكريما لم يسبق له مثيل.
تفاعل الشارع الرياضي في البداية مع ذهاب رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة إلى بيروت مباشرة في اليوم الذي تلى فوزنا على السعودية، الفوز الذي أعلن تأهل منتخبنا إلى نهائيات كأس العالم، وإعلان كابتن المنتخب الوطني قبلها عن حصوله على مكافأة عبارة عن سيارة تصل قيمتها إلى 37 ألف دينار بحريني، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن التكريم سيكون سخيا.
ومع وصول رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة إلى بيروت تناقل المحيطون باتحاد اليد أن اللاعبين سيتسلمون تكريما مبدئيا يصل إلى 3 آلاف دينار، وأخذ البعض يتحدث عن أن اللاعبين قد تسلموا فعلا هذا المبلغ، ولم يكن يعرف أن المظاريف التي سلمت لهم من يد رئيس المؤسسة عبارة عن 250 دينارا فقط مكافأة الفوز التصاعدية، ليصاب اللاعبون والجمهور بصاعقة.
ومع تناقل الأخبار هنا وهناك عن أن مبلغ التكريم الذي سيحظى به أفراد المنتخب في التكريم المنتظر لن يتعدى 4 آلاف دينار فقط، أصيب اللاعبون بالصاعقة وأصيب الجمهور هذه المرة بالضحك المفرط، والسبب هزالة التكريم المرتقب.
يستحق أفراد منتخبنا لكرة اليد أن يحصلوا ولو على نصف ما حصل عليه لاعبو فريق كرة القدم، التي لم تأتِ بإنجاز حقيقي واقعي، نناشد الدولة والمسئولين وقادة البلاد أن يتم تكريم منتخب كرة اليد ماديا قبل أي تكريم آخر. يستحق كل أفراد المنتخب التكريم،فجميعهم ساهموا في الفوز.
المقارنة التي رفضها رئيس لجنة المنتخبات لكرة القدم بين إنجاز كرة اليد والقدم في تصريحات سابقة، صحيحة 100 في المئة، ذلك أن الأخير لم يحقق وعلى ما يبدو لن يحقق ما تصبو إليه نفوس الجماهير المتعطشة لإنجاز كبير، فيما حقق منتخب اليد ما عجزت عنه أقدام لاعبيه، وهو يعرف أن هذا الإنجاز كان أقرب لولا التدخلات والظلم المعروف للجميع الذي عانته كرة اليد من الاتحاد الآسيوي لكرة اليد منذ سنوات طويلة، وليس الآن.
نعم نقولها، تلك هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وبالتالي إذا ما أخذنا «مجبرين» مبدأ الأفضلية والشعبية، فإن منتخب كرة اليد يجب أن يتحصل على أقل التقادير على نصف ما يتحصل عليه لاعبو كرة القدم بمجرد لعبهم لقاء حاسما في أية بطولة، فإن تكريما سيكون كما هو المتوقع، سيكون فضيحة ومدعاة للسخرية والضحك، ندعو من خلالها بالتالي لأن تعين المؤسسة العامة للشباب والرياضة أو حتى اللجنة الأولمبية مستشارا لتحديد كل تكريم تتطلبه إنجازات المنتخبات الوطنية.
الموقف الذي ذكرته في أعداد سابقة لأحد لاعبي منتخباتنا الوطنية الذي طلب تغيير لعبته المفضلة والانتقال لمزاولة لعبة كرة القدم رغبة منه في الحصول على وظيفة تكرم به الدولة لاعبيها، وهو يرى جميع لاعبي منتخب الكرة وقد عملت أكبر الجهات الرياضية والحكومية على توفير وظائف لمن لا يعمل، قبل خوضهم غمار الملحق الأخير لنهائيات كأس العالم، من دون أن يحققوا الهدف المنشود بالتأهل للمونديال العالمي أو يحققوا إنجازا أيا كان، في مقابل تحقيقه هو والآخرين لإنجاز تلو الإنجاز وبقائه يصارع من دون وظيفة، هذا الموقف يبين مدى التمييز الذي تحس به بقية الألعاب في مقابل كرة القدم، والذي من شأنه التأثير على مستوى المشاركات المقبلة، على رغم عدم شكوكنا في وطنية هؤلاء في تقديم أفضل المستويات في كل المشاركات كحق وواجب على كل مواطن لهذه الأرض المعطاة، إلا أن على الدولة أيضا تنفيذ واجباتها المفترضة لمن يحقق لها الإنجاز ويرفع الراية، فمن غير المنطقي أن يقوم اللاعب بمساعدة الدولة على تحقيق الإنجاز لها، من دون أن تقوم هي بمساعدته بتوفير وظيفة كريمة كما هو الحال لكثير من لاعبي منتخب اليد والمنتخبات الأخرى، وكأنهم الحكومة التي تنفق على دولتها.
ما نطلبه نحن وجميع المواطنين أنْ تقف الدولة ومسئولوها مع أبطالنا المواطنين، وأنْ يقدّموا كل ما هو دعم لهؤلاء الذين يرفعون علم البحرين عاليا خفاقا في المحافل العالمية كافة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2749 - الثلثاء 16 مارس 2010م الموافق 30 ربيع الاول 1431هـ
RSG
شكرا على الموضوع بس أسمح لى انت
تصزخ بصوت عالى فى صلاة الصبج وناس نيام