العدد 2749 - الثلثاء 16 مارس 2010م الموافق 30 ربيع الاول 1431هـ

البوري: عدم وجود مخطط تفصيلي للمدينة الشمالية دليل على نوايا بإلغائها منذ 4 أعوام

في برنامج «شئون بلدية» الذي يبث اليوم على «الوسط أون لاين»

تناول برنامج «شئون بلدية» الذي يبث على «الوسط أون لاين» كل يوم أربعاء ويقدمه الزميل صادق الحلواجي، موضوع المدينة الشمالية وآخر المستجدات في هذا الملف، وما توصلت إليه لجنة التحقيق في المدينة الشمالية، وتصريحها بأنه لا يوجد مخطط تفصيلي لمشروع المدينة الشمالية.

والتقى البرنامج هذا الأسبوع رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية يوسف البوري، لإشباع الموضوع والأخذ بشتى زواياه، إذ قال: «أنا لم أفاجأ بما توصلت إليه لجنة التحقيق في المدينة الشمالية، كل هذه الأمور كنا على دراية واستنتجناها من خلال متابعتنا وحراكنا لموضوع المدينة الشمالية، وكل النتائج التي توصلت إليها».

وأضاف «وكنت أتمنى من اللجنة أن تكون أكثر شفافية وتضع النقاط على الحروف وخصوصا فيما يتعلق بالإخفاق الذي صاحب مشروع المدينة الشمالية، وتوضح الجهة التي تقف وراء الإخفاق الحقيقي».

وتابع: «نحن كنا ندرك أنه لا وجود لمخطط تفصيلي لمشروع المدينة الشمالية، وهذا لأمر اتضح من خلال التخبط الذي لازم المشروع، والتصريحات المتناقضة من كل الأطراف، (مرة شقق ومرة وحدات)، حتى نوعية الوحدات ومساحتها اتضح للعلن أمرها، ولم نرد أن نصرح به سابقا بأنه كان سرابا، واليوم هذا السراب تحقق؛ مدينة لا يوجد بها مخطط تفصيلي! الأمر كله كان مجرد مهزلة وضحك على العقول وليست هناك جدية».

وقال: «آن الأوان الآن أن نتكلم بكل جرأة وبكل صراحة وبكل شفافية، هذه الأوهام التي سقناها وساقوها طوال هذه السنوات للأسف، يجب الآن أن يطلع عليها المواطن، لأننا اليوم لا نتحدث عن مصير مواطن، وإن كان مصير المواطن له بالغ الأهمية، نتكلم عن 75 ألف مواطن عاشوا أحلاما طوال 9 سنوات وتطمينات وسراب، كل يوم تخرج هذه الجهات وتقول إن هذا المشروع سيولد قريبا، وعاشوا على هذا أمل أن يروا بيت العمر، وإذا اليوم تتضح الحقيقة بأنه لا يوجد مخطط حقيقي تفصيلي لمشروع المدينة الشمالية».

وأردف بأن «الأدهى من هذا -وأنا أتحمل- أن مشروع المدينة الشمالية جُمّد وكان هناك توجه إلى تجميد المشروع وإلغائه بالكامل، وهذا ما أثرناه، ولولا الحراك الذي بذله المجلس البلدي بالتعاون مع النواب ومؤسسات المجتمع المدني لما عادت الروح والتفاؤل إلى هذا المشروع».

واستطرد البوري: «المشروع -للأسف- جُمّد، وما الأراضي التي وُزعت؟ -وهي حقيقة وإن استرجعت فيما سبق- في 2008 استرجعت هذه الأراضي وصدرت الوثيقة آنذاك، هناك كثير من الأسئلة تبحث عن إجابة وما أفصحت عنها للأسف لجنة التحقيق؛ أين موازنة المشروع؟ أين الموازنة التي رصدت للمشروع؟ لا يمكن لمشروع يوضع حجر أساسه في 2001 ولا يرى النور طوال 9 سنوات»، لافتا إلى أن «هذا مؤشر بأنه لا يوجد هناك توجه حقيقي لبناء المشروع، لذلك النية كانت موجودة وبعد سنوات من وضع حجر الأساس كان هناك تراجع حقيقي وتجميد للمشروع».

وأشار البوري إلى أن «حراك المجلس البلدي في 2007 أوجد إحراجا لهذه الجهات وخصوصا حينما تحركنا على أكثر من صعيد، واستخدمنا حركة الشارع للتعبير عن هذا الجانب، وبالتالي أنا لا أرى أن وزارة الإسكان هي المسئولة، وإذا رجعنا إلى سنوات سابقة فإن هذه المهمة أعطيت في العام 2004 إلى لجنة الإسكان والإعمار لتتولى أمر المشاريع الإسكانية ومن ضمنها لجنة مشروع المدينة الشمالية، الذي حدث أنه في 2007، وأنا لن أتكلم في 2005 ارجعوا إلى تصريحات لجنة الإسكان والإعمار والتطمينات، لكن في مارس/ آذار 2007 أنا كنت شاهد عيان في اجتماع لجنة الإسكان والإعمار بأن هناك 3 آلاف وحدة ستبنى في سبتمبر/ أيلول 2007»، مشيرا إلى أن «هذه كلها للأسف تلاشت، رُميت الكرة بعد 4 سنواتفي ملعب وزارة الإسكان، وتولت خلالها لجنة الإسكان والإعمار الأمر وأعادت المشروع كما كان».

وتابع: «اليوم علينا أن نسمّي الجهات بأسمائها؛ وزارة الإسكان للأسف هي كبش الفداء في مشروع المدينة الشمالية، المسئول الحقيقي عن الإخفاق هي لجنة الإسكان والإعمار، كان على اللجنة أن تقرّ بهذه الحقيقة، من عايش تلك الفترة يرى أن وزارة الإسكان كانت غائبة، والأمور تُدار من قبل اللجنة ومقرريها، وفي أواخر 2008 حينما حُلّت اللجنة رُميت الكرة في ملعب وزارة الإسكان، نتحدث عن سنة في عهدة وزارة الإسكان، وعلينا أن نكون منصفين اليوم ونحن نتحدث عن هذا الموضوع».

برأيك إذا؛ ما هو سبب عدم إيجاد هذا المخطط، وخصوصا أنه لا يتعارض مع موازنات أو يتعارض مع قوانين أو تشريعات بحاجة إلى توفيرها أو إيجادها؟

- أنا قلت إنه ليس هناك توجه حقيقي، في البداية كان هناك توجه لإقامة المدينة الشمالية، لكن بعد 4 سنوات من وضع حجر الأساس تبدلت النية وكان التوجه الحقيقي هو إلغاء المشروع وتحويله إلى مشروع استثماري وتوزيع بعض الأراضي الخاصة ووضعها كأملاك خاصة، وهذا ما كشفناه وهذا ما أثرناه في هذا الشأن، تم التراجع حتى مع وجود المستثمرين الذين وُعدوا بالحصول على مشاريع بالمدينة الشمالية، بعضهم راجع المجلس البلدي، وهذه هي الحقيقة، لا يوجد توجه حقيقي لبناء المشروع، وحينما يتضح أنه لا يوجد مخطط تفصيلي لمشروع المدينة الشمالية فهو يؤكد ما قلناه سابقا والهواجس التي كانت تعترينا.

اليوم، النقطة المهمة والأبرز، ما أعلنته لجنة التحقيق هو عدم وجود مخطط تفصيلي، الأمر كان -للأسف- مهزلة، وأعتقد أن هذا المواطن الذي صبر هذه السنوات لا يستحق هذه المهزلة ويطالب اليوم بأن يستعيد شيئا من كرامته وشيئا من حقوقه، ومحاسبة المسئولين ومن كانوا وراء هذا الإخفاق، وأن يكون هناك الآن توجه حقيقي وترجمة حقيقية وسريعة لمسح هذه السنوات وتعويض هؤلاء الذين انتظروا هذه السنوات العجاف وتحقيق حلمهم، عبر تشكيل لجنة لإدارة مشروع المدينة الشمالية وهو ما نادينا به مطلع 2007 بأن تشكل لجنة لإدارة المدينة الشمالية تشترك فيها كل الجهات ذات العلاقة؛ المجلس البلدي، وزارة الإسكان، الكهرباء، الأشغال، الطرق، وكل هذه الجهات، وتحدد المشروع وزارة البلديات وتبيّن بما فيها المشاريع الاستثمارية التي يجب أن تكون تصبّ في مصلحة المواطن وليس على حساب المواطن. اليوم حتى السواحل الموجودة من ضمن المدينة هي جهات خاصة، المشروع كله تحوّل إلى مشروع خاص قبل سنوات ولكن بعد التصعيد الكبير الذي أثاره المجلس كان هناك تراجع. اليوم علينا البدء في إنشاء لجنة لإدارة المشروع حتى يرى المشروع النور، إذا بقي الموضوع مجرد توصيات وأهدي إلى جهة معينة فإن المشروع لن يرى النور أبدا.

المشروع بهيئته الحالية بشكل عام، ألا يعتبر ذلك مشككا في صدقية الكثير من الوعود بشأن إنشاء الوحدات الإسكانية، بالإضافة إلى زيارة رئيس الوزراء أكثر من مرة للمشروع قبل فترة؟

- طبعا لابد أن زيارة رئيس الوزراء أوجدت نوعا من الخدمات، يمكن من خلال محطة الكهرباء الرئيسية وما إلى ذلك، اليوم المواطن يشعر بالإحباط، ونحن كمجلس نشعر بالأسى لأنه هذه الحقيقة، وإن كنا أدركناها في وقتٍ ما، ولكن اليوم المواطن يشعر بالإحباط، وكثيرة هي الوعود، وفيما سبق قلنا بأن بلادنا تسير على الوعود ووعود ووعود، وهو من أكبر المشاريع التي كان يحلم بها المواطن وأكثر مشروع رُوّج له وأعطيت له تطمينات تلو تطمينات، الوعود لم تعد تدغدغ مشاعر المواطن اليوم، لأنه يسمع كثيرا ولا يرى إلا القليل.

العدد 2749 - الثلثاء 16 مارس 2010م الموافق 30 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:40 ص

      الى الزائر رقم 4

      حبيبي .... أنت ليك رايك وأحنا لينا راينا ... حتى المحبة غصب!!! ... يا أخي بتدافع عن أخوك ولا عمك ولا نسيبك أنت كيبفك .... بس تغصب على الناس بعد هذي مشكلة !!!!
      حجي ما قلنا شي غلط ؟؟؟ قلنا شبعنا حجي وعلى قولة حسين عبد الرضا بسنا يا حسين !!!
      والكلام مو بس عن الغوري .. سوري أقصد البوري .. الكلام على كل من يهر ويجرش !!!

    • زائر 4 | 3:43 ص

      حفظك الله يالبوري

      جزيل الشكر للاستاذ البوري على هذه الجهود العظيمة حقيقة بل والجبارة المبذولة في جميع المجالات ولجميع النواب العاملين باخلاص من اجل تحقيق الخير لهذا الشعب ....الدور الباقي على هالحكومة وعلى اتباعها ويا زائر 2 و 3 البوري وفيروز وغيرهم يسوون اللي يقدرون عليه ما يقصرون صراحة روح شوف من المقصر؟؟

    • زائر 3 | 2:46 ص

      لعبة الوقت التنازلي

      هرج ومرج وتصريحات كثيرة
      وزير يصرح فيروز يصرح وبوري يصرح وكل من له صلة بالاسكان يصرح
      ولكن أين التنفيذ بعد كل هذه التصريحات

    • زائر 2 | 12:25 ص

      بسك يا البوري !!!

      أسمعني زين ... ترى أنت ما فيك إلا هرارك !!!

    • زائر 1 | 10:09 م

      المدينة الشمالية خربت البلد

      مشروع المدينة الشمالية خرب البلد. فقد قضى على البيئة البحرية والعُشب المرجانية وأثر سلباً على مصادر المياه وأمحى تلك السواحل الجميلة وغير ذلك. جغرافية البلد هي من صنع الله جل شأنه وهو الأعلم بمصلحة البشر. الآن دفن البحر من أجل ما يسمى المدينة الشمالية. السؤال ماذا بعد. في المستقبل سوف نرى أن المدينة الشمالية هي أيضا أصبحت بعيدة عن البحر.

اقرأ ايضاً