أجمع باحثون ومثقفون شاركوا في جلسات الأيام الثلاثة لمؤتمر العلامة الشيخ حسين آل عصفور:«الرسالة والموقف» الذي اختتم جلسات عمله أمس (الثلثاء) على أهمية فكرة عقد المؤتمر، فيما حرصت أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين على حضور جلسات المؤتمر الذي تميز بطرح 18 ورقة عمل بحثية قيمة.
واختتمت أعمال المؤتمر الذي نظمه مجلس الحاج منصور العصفور ظهر أمس بعد أن شهد اليوم الثالث والأخير تقديم 5 أوراق عمل، ففي ورقته التي حملت عنوان :»فقه الحج عند الشيخ حسين آل عصفور»، استهلها الشيخ محمد الخرسي بالقول إنها لا تطرح تمام آراء الشيخ حسين آل عصفور في الحج على غرار المناسك المعروفة، فإن هذا الأمر تكفلت به أقلام الشيخ في مناسكه وأقلام العلماء والمؤلفين الناقلين للفتاوى المطابقة لآرائه، وإنما نريد أن نثير بعض المسائل في الحج التي وقعت مثارا للجدل حول فهم رأي الشيخ ومعرفة فتواه، منوها إلى أن المسلك في هذا الأمر هو خصوص ما يفهم من كلمات العلامة وفتواه مما هو صريح في ذلك، أو ظاهر لعموم حجية الظواهر في ما يفهم من كلام العقلاء، ويحاول البعض أن يفهم آراء الشيخ وفتاواه من خلال أدلته التي يسوقها ويذكرها أو من خلال مبانيه في الأصول مع عدم التصريح بالفتوى منه.
وفي معرض حديثه، أشار الشيخ الخرسي إلى أن محاولة فهم آراء الشيخ وفتاواه من خلال أدلته أو من خلال مبانيه في الأصول (محاولة غير صحيحة) لأنها اجتهاد واستنباط في آرائه وفتاواه من مبانيه فلا يصح نسبتها إلى الشيخ آل عصفور، لأن الاستنباط والإفتاء كما يحتاج إلى العناصر المشتركة في عملية الاستنباط، فكذلك يحتاج إلى العناصر الخاصة في العملية المذكورة، وقد يتفق الفقهاء في العناصر المشتركة الكلية، ولكن قد يختلفون بسبب العناصر الخاصة الداخلة في عملية الاستنباط، متطرقا إلى عدة مسائل فقهية وأجوبتها.
وبذل الباحث وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشيخ محمد عيسى المكباس جهدا في إعداد الورقة التي جاءت تحت عنوان: «ببليوغرافيا مؤلفات الشيخ حسين آل عصفور»، تناول فيها ما أنتجته مدرسة البحرين، وعلى مدى قرون من مساهمات علمية في مختلف الفنون والمجالات العلمية، ما جعلها مدرسة علمية متميزة ومشاركة في جميع المجالات العلمية سواء في الحديث، أو الفقه وأصوله، أو علم الرجال، أو الكلام والفلسفة، أو الأدب، أو العلوم القرآنية، وغيرها من العلوم التي كان لها الأثر في نشر المعرفة وإثراء المكتبة العلمية.
وقال:»لقد تم جميع ذلك عبر الجهود العلمية الجبارة التي نهض بها علماء وأدباء هذه البلدة الطيبة كأمثال الشيخ علي بن سليمان القدمي الملقب بأم الحديث، والشيخ سليمان بن علي بن أبي ظبية الأصبعي، والشيخ سليمان الماحوزي والشيخ عبدالله السماهيجي، والشيخ أحمد بن ابراهيم آل عصفور وابنه الشيخ يوسف صاحب الحدائق، والشيخ حسين بن محمد العصفور، والسيد عبد الرؤوف الجدحفصي، والسيد ماجد بن هاشم الجدحفصي، والشيخ أبي البحر الخطي، وغيرهم الكثير من العلماء والأدباء».
وأضاف أنه كانت لعلماء البحرين المساهمات الفاعلة في إنشاء المدارس العلمية، وكان بداياتها انطلق من خلال الهجرات العلمية للحوزات والمدارس العلمية خارج البحرين وعلى رأسها المدرسة العلمية الكبرى في النجف الأشرف. واستعرض قائمة من مصنفات ومؤلفات العلامة آل عصفور.
وفي ورقة: «السيميوطيقا في لغة الفقهاء... عيون الحقائق الناظرة في تتمة الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة... للشيخ حسين آل عصفور أنموذجا»، تحدث الشيخ علي جواد كاظم معرفا السيميوطيقا بأنها المصطلح المعرفي الحديث ذو الأبعاد الفكرية المختلفة، الذي يمتد من أدنى دلالة إلى أسماها وأبعدها خيالا، من الإيماءة الخفية إلى نصوص المتصوفة والعرفان عبر اللغة الرمزية، وما بين الإيماءة الخفية والنص الرمزي ما لا يعدّ ولا يحصى من المراتب الإشارية والدلالية مرورا بالعلامات الوضعية إلى العلامات اللغوية إلى المفردات المجازية والى التراكيب المجازية والى النصوص الإيحائية الرمزية، أي من دلالة الألفاظ المطابقية، ودلالاتها الانزياحية والإيحائية تتكون دلالة التراكيب، وفيها ما لدلالة الألفاظ من قرب وبعد في مطابقة الدلالة وانزياحها وتحولها الدلالي إلى تنامى تلك الدلالات بالجمل لتكوّن دلالة النص، ليكون للنص بعده السيميوطيقي والإشاري وعلى مستويات مختلفة، بين (الإنباء) إلى الإيحاءات المتعالية عبر وظائفها الفنية العالية على أن تُقيد تلك المراحل بأزمنتها وأمكنتها وأحداثها وما بين الكل من لغة الروابط بينها.
واستطرد في بيان الدلالة عند أهل المنطق والأصول و اللغة، وأثر ذلك في استعمال الدلالة لدى الفقيه بشكل عام ولدى العلامة آل عصفور بشكل خاص، وبيان دلالة الحرف والاسم والفعل في اللغة والمنطق والأصول، واستعمالات العلامة في التفرقة الدلالية بين الدلالات الثلاث وفي الجمع أحيانا على وفق ما يقتضيه البحث الاستنباطي الفقهي، وتطرق إلى دلالة لفظ (الاصطلاح) عند العلامة وتفرقته بين الاصطلاح القديم والجديد، الذي يسميه أحيانا بالاصطلاح الحادث، مع تفرقته بين الاصطلاح العام والاصطلاح الخاص.
ولكن، ماذا عن الأوضاع السياسية في البحرين والخليج العربي في عصر الشيخ حسين آل عصفور؟ الإجابة طرحها الباحث في تاريخ الخليج العربي الحديث محمد حميد السلمان الذي ساق في بداية حديثه تأكيد معلومة اقتصادية مهمة تصب في مسار البحث عن الظروف التاريخية السياسية التي أحاطت بنهاية عصر (الشيخ حسين آل عصفور)، وما حصل للعائلة العصفورية في البحرين قبل وبعد مقتل الشيخ، وهي مكانة عائلة آل عصفور الاقتصادية المعروفة في الخليج، وخصوصا ضمن عماد اقتصاد ذاك الزمان وهي تجارة اللؤلؤ فقد كان آل عصفور من كبار تجار اللؤلؤ وأصحاب سفن ونواخذة وربابنة غوص، ومن شكلوا قوة اقتصادية لا يستهان بها بجانب مكانتهم السياسية السابقة والدينية؛ لذلك، كان هناك تعاون بين سكان البحرين الأوائل من آل عصفور مع جميع حكام الجزر في فترة هيمنة القوى السياسية في إيران على الحالة السياسية في الخليج والبحرين بالذات، مثل آل مذكور من المطاريش وغيرهم الذين بسطوا سيطرتهم على جزر البحرين لعظم ثرواتها الزراعية والبحرية في ذاك الزمان.وانتقل السلمان في استعراض ورقته الى (الهجرة) فقدم للحضور معلومات تتعلق بهجرة واستقرار آل عصفور في منطقة بوشهر تحديدا بداية دخولهم أراضي إيران بعد الأحداث التي وقعت وأدت إلى مقتل الشيخ حسين، لأنها كانت موضع استقرار المطاريش، وبقوا هناك لسنوات طويلة، ومنهم جاء (الشيخ خلف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الشيخ حسين آل عصفور)، ليكون قاضيا شرعيا في فترة المستشار البريطاني بلغريف، وزاد قوله: «كذلك لابد من القول، وهو قول بناء على ما كُتب، بأن عائلة آل عصفور وبالذات في منطقتي الشاخورة والدراز تعد من أبرز الأسر العلمية في تاريخ الخليج. وكما هو متواتر بأن عدد علمائها يعد بالعشرات، وإن كان بعض الباحثين يحددهم بـحوالي 85 عالما منذ القرن الحادي عشر للهجرة وحتى القرن الحالي، وكان بعضهم من أشهر وأبرز علماء الجعفرية ومراجعها الدينية»، وبناء عليه، فقد كان تركز حكم آل مذكور في البحرين في قرى الشاخورة والدراز وجدحفص والبلاد القديم، العاصمة السابقة للبحرين حتى العام 1783، له علاقة بالصلة القوية بينهم وبين الشيخ حسين آل عصفور حتى رحيلهم من البحرين بعد العام 1783.
زبدة القول، وفق السلمان، فإن الباحث عن أسباب مقتل الشيخ حسين آل عصفور بقريته (الشاخورة)، كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، ففي الإمكان العثور عليها بكثير من الصبر والتأني وطول البال وسعته وربما لا يعثر عليها، مضيفا :»لذلك، لن أدعي شيئا إلا بعد انتهاء التحقيقات تماما مقرونة بالدلائل، وهذا أمر قد يطول به الوقت. واستدرك الباحث، لكن لنبدأ مما هو متوافر بين أيدينا الآن على الأقل من دلائل وقرائن ومقاربات لنبني عليها تحليلات أولية نبدأها بالظروف التاريخية، وأعني بها السياسية تحديدا، التي أحاطت بعصر الشيخ حسين آل عصفور»، مقتصرا على الظروف التي أحاطت بالسنوات الأخيرة من حياة الشيخ حسين وكذلك بالبحرين وأدت إلى مقتل الشيخ وخسارة العالم الإسلامي لرجل قال عنه الباحثون الكثير وأهم ما ذكروه، وذلك يؤسس قاعدة مهمة في حيثيات بحثنا عن ظروف مقتله العامة والخاصة، إنه كان من ألمع علماء البحرين في القرن الثالث عشر الميلادي أو كما وصفه صاحب (أنوار البدرين) بأنه «خاتمة الحفاظ والمحدثين وبقية العلماء الراسخين الأخباريين».
أكد عضو اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر عبدالكريم منصور العصفور أن التنسيق المشترك بين اللجنة المنظمة وكل من وزارة العدل والشئون الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وإدارة الأوقاف الجعفرية وتعاون اللجان الفرعية، أسهم في إنجاح جلسات المؤتمر وتحقيق المشاركة الكبيرة من داخل البحرين وخارجها. وقال إن محدودية الإمكانات لم تمنع من تقديم مؤتمر للاحتفاء بعالم فذ من علماء البحرين، ضاربا المثل بعمق وشمولية الأبحاث العلمية التي نوقشت على مدى الأيام الثلاثة لانعقاد المؤتمر.وتوجه العصفور بالشكر الجزيل إلى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على ترحيبه ودعمه لفكرة عقد المؤتمر وعلى رأسه سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، والى نائب رئيس المجلس مستشار جلالة الملك لشئون السلطة التشريعية محمد علي الستري، مقدرين جهود الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية خالد عبدالله الشوملي للمساهمة في إنجاح المؤتمر وتسهيل حضور المشاركين إلى مملكة البحرين، واصلا شكره إلى أعضاء اللجنة العليا واللجان المنبثقة عنها لمثابرتهم وعملهم الدؤوب لمتابعة ترتيبات عقد المؤتمر. و تمنى التوفيق والنجاح لجميع الباحثين والمشاركين والحضور، معربا عن سعادته بالدعم الذي حظي به المؤتمر من علماء الدين ومن الجهات الرسمية ومن عموم الجمهور.
العدد 2749 - الثلثاء 16 مارس 2010م الموافق 30 ربيع الاول 1431هـ
وماذا عن البقية ؟
وماذا عن البقية ، كمال الدين ميثم البحراني ، والسيد هاشم العلامة ، والشيخ يوسف العصفور ، والشيخ عبدالله الستري ؟
مؤتمر موفق وناجح
السلام عليكم.. المؤتمر موفق وناجح بكل المقاييس، من التنظيم على رغم الامكانيات وبعدمن ناحية البحوث الزينة والفعاليت.. اللجنة المنظمة ما قصرت على الجهود، وما ننسى دور مجلس حجي منصور الله يرحمه، ومشاركة العلماء الأفاضل والنشاط من كل الأعضاء، ونخص جريدة الوسط بالشكر على دورها، ونخص بالشكر الأخ الصحفي محمدسعيد نحلة المؤتمر مثلما يسمونه على نشاطه ليل ونهار، والشكر للأمين العام ابو بسام احمد المرزوق.
ابو جعفر العصفور الدرازي
البحرين غنية برجالها قديما وحديثا ...ز
البحرين غنية برجالها قديما وحديثا وعرفت بهؤلاء الرجال امثال شيخنا المرحوم العلامة ومن قبله وبعده وهو مفخرة للبحرين وعلامة فخر واعتزاز فحبذا لو يوصي المؤتمرون بمخاطبة الحهات الرسمية لتسمية احدى المدارس باسمه تخليدا له - وان كان غبر مجهول - لكن ليكون قدوة للاجيال القادمة , كما اقترح على المنظمين جزاهم الله خبرا بالاستمرار في هذا المسلسل لاحياء ذكرى امثال الشيخ وهم كثر رحم الله الماضين وايد الباقين وجزى المنظمين والمشاركين والحضور لجلسات المؤتمر كل خير وبارك الله في هذه الارض
شيخنا
رحمك الله ايها العلامه المنسى عند الجيل الجديد
اعنى الافاضل الذين لايذكرون فتيا العلامه
علما ان اهل البحرين يقلدونه