أطلقت المكسيك خطة وطنية لمكافحة البدانة التي يعاني منها نحو52 مليون مواطن من إجمالي تعداد البلاد البالغ 107 ملايين، وذلك إضافة إلي المصابين بزيادة الوزن، ما أهّل المكسيك لشغل المرتبة الثانية في قائمة البدانة وزيادة الوزن في العالم بعد الولايات المتحدة.
فقد اعتمدت حكومة الرئيس فيليبي كالديورن برنامج «الإتفاق الوطني للصحة الغذائية واستراتيجية مكافحة زيادة الوزن والبدانة»، بموازنة قدرها 19 مليون دولار، للتشجيع على اتباع عادات غذائية صحية، وممارسة الرياضة البدنية، وتطوير خدمات مراكز معالجة الأمراض المترتبة عليها.
يذكر أن السمنة تعد واحدا من أكبر المشكلات الصحية في المكسيك؛ إذ يعاني 70 في المئة من أهاليها إما من البدانة أو زيادة الوزن وفقا للبيانات الرسمية، وهو ما وضعها في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في هذا المجال.
كما تحتل المكسيك المركز الأول على قائمة دول العالم من حيث عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن، البالغ 4,5 ملايين طفل وطفلة تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 سنة؛ أي 70 في المئة من مجموعهم.
كذلك تعتبر البدانة وزيادة الوزن أحد أكبر أسباب الوفيات بين المكسيكيين، فيما تقدر تداعياتها على أداء العمل بنحو 1,700 مليون دولار سنويا.
وعلى رغم النوايا الحكومية لمكافحة البدانة وزيادة الوزن، فلم ينص برنامجها الجديد على حظر ما يسمى بـ «الوجبات السريعة» المسببة لمرض البدانة، وذلك خشية رد فعل شركات الوجبات السريعة واسعة النفوذ، وفقا للمنظمات غير الحكومية.
وقالت مديرة منظمة «الكونسوميدور» (المستهلك) المستقلة والناشطة في الدفاع عن حقوق المستهلكين أدريان لابارديني، أن «الرئيس كالديرون ركز على العادات الغذائية الرديئة في المكسيك، لكنه يواصل الدفاع عن الشركات بحجة حرية الإنتاج».
وأضافت في حديثها مع وكالة إنتر بريس سيرفس أن «هناك تصرفات لا تحتاج إلى موازنة، وإنما لمجرد أن تتولى الحكومة الدفاع عن الأمور التي يجب أن تدافع عنها ألا وهي الصالح العام، من خلال عدم السماح ببيع المأكولات السريعة في المدارس».
لكن البرلمان المكسيكي يبدو أنه لا يميل بدوره إلى اعتماد قوانين بشأن المأكولات السريعة وبيعها وتناولها في المدارس. فمنذ العام 2006 عرض عليه 65 مشروع قانون لمكافحة زيادة الوزن والبدانة بين الأطفال، مازالت جميعها في أدراج مكاتب البرلمانيين المكسيكيين.
هذا وشنت مجموعة من المنظمات من بينها «الكونسوميدور» وأوكسفام حملة لإلغاء المأكولات السريعة، وهي الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، من الوجبات المدرسية.
العدد 2749 - الثلثاء 16 مارس 2010م الموافق 30 ربيع الاول 1431هـ