العدد 2746 - السبت 13 مارس 2010م الموافق 27 ربيع الاول 1431هـ

الإنترنت على منصة جائزة نوبل

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إنجاز جديد مميز، وفريد من نوعه، تضيفه «الإنترنت» إلى سجلها، وهو إدراج اسمها في قائمة المرشحين لجائزة نوبل العالمية للسلام. وعلى الرغم من أن الوقت مايزال مبكرا للكشف عن أسماء المرشحين الذين بلغ عددهم هذا العام 273 متنافسا، والذين لا يعلن عن أسمائهم رسميا قبل أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، لكن مدير لجنة نوبل النرويجية جير لاندستاند، أكد لمجلة «كمبيوتر وورلد» ونقلته جريدة المصري «أن ترشيح الإنترنت مؤكد، على الرغم من أن اللجنة لم تعلن رسميا أسماء المرشحين». وأضاف لاندستاند «أن هذا الترشيح يأتي بدعم من عدد كبير من المواقع الإلكترونية، ضمن حملة قادتها مجلة وايرد (Wired ) فى إيطاليا».

ونظرا لتعذر وجود شخص معين يمثل نفسه، أو المؤسسة التي استحقت الجائزة، كما تقضي بذلك اللوائح التي تسير إجراءات الفوز، فقد ولد هذا الترشيح منافسة بين ثلاث شخصيات كان لها دورها المميز أيضا في تطوير الخدمات التي توفرها الإنترنت، وهم، كما اقترحت «وايرد»، لاري روبرتس وفينت سيرف من الولايات المتحدة، والبريطانى تيم بيرنرز.

وأثار ترشيح «الإنترنت» موجة جدل في أوساط الجهات ذات العلاقة بالجائزة، بين مؤيد لذلك الترشيح، نظرا لما للإنترنت، كما يرى هذا الفريق من أدوار إنسانية إيجابية مثل «المساعدة في جمع التبرعات ولم شمل العائلات بعد زلزال هاييتي الأخير، دون إغفال دورها السياسي... وتلعب أيضا دورا بارزا في تعزيز الحوار بين الثقافات»، ومعارض له كما يرى الفريق الآخر الذي يعتبر «وسيلة لتسهيل أمور غير أخلاقية، مثل دعارة الأطفال والإباحية». وبين هذين الفريقين، يقف ثالث محايد يعتبر أن الإنترنت لا تعدو «كونها أداة، غير مسئولة عن الأمور التي يضعها الناس عليها، ولا يجب بالتالي تحميلها المسئولية عن هذه القضايا المشينة».

وليست الصدفة وحدها هي التي تقف وراء ترشيح واحد من هؤلاء العمالقة الثلاثة كي ينوب عن الإنترنت في تسلم الجائزة. فبالنسبة لفينت سيرف ( ‏VintCerf‏)، وهو العالم الأميركي الملقب باسم «أبو الإنترنت»، والذي يشغل حاليا، نائب رئيس شركة غوغل، وهو من كان يقف مع الفريق الباحث عن إمكانية إجراء حوار بين حاسوبين دون أي تدخل بشري، باستثناء إدخال النص في الأولى (المرسلة)، وقراءته من الثانية (المتلقية). وتستمر محاولات الفريق وفينت سيرف في القلب منه، حتى يتوصل إلى صياغة وتحديد مراسم المخاطبة بين الحاسوبين والتي تعرف اليوم باسم (‏TCP/IP‏)، وهو البرنامج الأساسي الذي يسير منصات شبكة الإنترنت. وتجاوزت أبحاثه اليوم تأمين الاتصالات المتقدمة، باستخدام حاسوبين أو أكثر، وباستخدام مراسم الإنترنت، بين قاطني الكرة الأرضية، ليصل، وبالتعاون مع وكالة ناسا الأميركية، إلى مشروع بناء «الإنترنت بين الكواكب»، الأخرى غير الأرض، وكشف فينت سيرف، عن أحدث المشروعات العملاقة التي تعد لها وكالة ناسا الأميركية وهو «الإنترنت ما بين الكواكب»، وقال في محاضرة بعنوان «مستقبل المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات»، ألقاها بمناسبة الاحتفال بإطلاق مشروع «المليون محاضرة»، في مكتبة الإسكندرية بأنه «يعمل على هذا المشروع منذ 10 سنوات، وهو مشروع له علاقة باكتشاف الفضاء، ويهدف لتدعيم أجهزة الروبوت لاكتشاف الفضاء وهو يحمل آمالا بتغييرات في تكنولوجيا المعلومات في المستقبل. إن الفكرة بدأت حينما توقفت الإشارات اللاسلكية التي ترسلها سفينة فضاء على المريخ في مايو/ أيار 2008، وجلسنا مترقبين لا نعرف ماذا حدث لها، وفكرنا في خلق شبكة إنترنت لعلماء الفضاء عن طريق البروتوكولات القديمة للإنترنت، ووجدنا أن ذلك لن يفلح؛ لأنه سيأخذ 20 إلى 30 دقيقة لوصول البريد الإلكتروني، بسبب المسافات البعيدة جدا بين الكواكب وعدم ثباتها، فالإنترنت يتعامل مع دول ثابتة، وقد يكون ناجحا داخل السفينة أو المعمل، لكنه لن يكون كذلك بين الكواكب، وقد عثرنا على بروتوكول جديد يتعامل مع هذه المشكلة TDRSS، وسنحدد معايير الاتصال من خلال النظام الجديد IPN».

أما بالنسبة للشخصية المتنافسة الثانية وهي العالم البريطاني تيم بيرنرز لي (TimBerners-lee)، والذي يسرد سيرته الذاتية موقع الموسوعة الإلكترونية «ويكبيديا»، فقد تخرّج، كما يقول الموقع «من كليّة الملكة في جامعة أكسفورد بإنجلترا سنة 1976، وقضى سنتين مع شركة بليسي للاتّصالات السلكيّة واللاسلكيّة المصنّع الرئيسي لأجهزة تيليكوم في المملكة المتّحدة، وعمل في قسم نظم المبادلات التجارية وسباقات الرّسائل وتكنولوجيا شفرة التّعرّف. وفي سنة 1978 ترك بليسي للانضمام إلى د.ج ناش، إذ كتب من بين ما كتب برامج طباعة للطابعات الذكية، ونظم التشغيل متعدد المهام ومعالج البيانات الشامل (generic macro expander)». وكان على العالم أن ينتظر حتى العام 1990، عندما كان تيم بيرنرز لي يقيم في جنيف حيث مقر عمله في المركز الأوروبي للدراسات النووية سيرن (‏Cern)، كي يزيح الستار عن مراسم الشبكة العنكبوتية العالمية

(WorldWideWeb‏)، ويضع إلى جانبها لغة البرمجة الـ (‏Html) التي تحول البيانات المعالجة إلى مكونات قابلة للعرض على شاشات الحاسوب، أصواتا كانت أم صورا، سوية مع النصوص.

وهنا لابد من التمييز بين (الويب) و(الإنترنت)، كمفهومين لصناعتين مختلفتين، وإن كانتا متكاملتين، وهو أمر يوضحه تيم بيرنرز لي حين يؤكد في أكثر من مناسبة أنه «هو مخترع الويب وليس مخترع الإنترنت، فعندما كان يعمل على مشروعه WWW كان أغلب الأجزاء التي يحتاجها قد تم إنجازها في الماضي من قبل فينت سيرف ومجموعة معه قاموا بإيجاد بروتوكول TCP/IP وقام Paul Mockapetris وأصدقاء آخرون بإيجاد نظام أسماء النطاقات أو ما يعرف DNS. وكان هناك مجموعة من الأشخاص يستخدمون TCP/IP وDNS لتبادل البريد الإلكتروني». ويضيف تيم بيرنرز لي أن هناك خطأ شائعا في نسب «اختراع النص التشعبي (HyperText) لي، في حين ان فكرة القفز من مستند لآخر قام بها أشخاص كُثر قبلي»

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2746 - السبت 13 مارس 2010م الموافق 27 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:16 م

      الإنترنت أصبح وسيلة لتنويع مصادر الدخل

      موظف لديه فقدان لأهلية إجتياز مقرراته الأكاديمية بل ليس لديه التأهيل المهني المطلوب أخذ بمتابعة مواقع الإنترنت وأخذ يطبع المقالات التي تحوي ( Neck Names) ورفعها بإسم مجموعة النخبة الإلكترونية بأن هذا المقال وذاك ينطبق على مسئول في المؤسسة ولهذا السبب أصبح للبعض شأن كبير مع تحيات ( ندى أحمد)

اقرأ ايضاً