مازلت أتساءل كثيرا عندما أتصفح نماذج متنوعة من رسوم الكاريكاتير لرسامي كاريكاتير من بلد واحد، وجوهر سؤالي هو ما هو السبب الرئيسي في التشابه إلى حد المطابقة بين خطوط وتقنيات رسم الكاريكاتير عند أكثر من رسّام في ذاك البلد إلى درجة أنك لا تستطيع أن تعرف الرسام الذي نفّذها من غير أن يوقع أسفل لوحته، هذه الظاهرة تتكرر في الكثير من دول العالم ولا تختلف عند رسامي الكاريكاتير الأميركيين أيضا.
إلا أن عند الرسامين الأميركيين لربما الوضع مُختلف، عندما ـ بحسب أحدهم الذي التقيناه في رحلتنا إلى أميركا قبل عامين ـ سألته عن هذا السبب فأفادني من أن تاريخ الكاريكاتير في أميركا ينتقل من حقبة إلى أخرى بهذه الطريقة والتي تصل إلى أن القارئ الأميركي لا يقبل رسم من غير المدرسة الكاريكاتيرية السائدة في تلك الحقبة.
ففترة الحيوانات (السابق) لديهم تختلف عن فترة رسم الرؤساء بطريقة فاضحة (الآن)، وهم يعتمدون قاعدة «السوق عايز كده»!
إلا أن هذه الحالة لم أجدها لدينا في البحرين رغم وجود عدد ليس بقليل من رسّامين الكاريكاتير المشتغلين في الصحف اليومية وغيرهم، فتجد كل رسّام يتبع مدرسة مختلفة جدا عن غيره طوّر ويطوّر مهاراته في هذه المدرسة ويضع بصماته عليها ويتميز بها، ولم يتأثر بمدارس رسامين الكاريكاتير القدامى... وهذا ما أعتقده الصحيح.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2745 - الجمعة 12 مارس 2010م الموافق 26 ربيع الاول 1431هـ