العدد 2745 - الجمعة 12 مارس 2010م الموافق 26 ربيع الاول 1431هـ

الدحيم: دعوات الوحدة الإسلامية لم تأتِ بالنتائج المتوقعة منها

خلال منتدى «التوعية» السنوي التاسع... المشعل: الوحدة لا تعني التخلي عن العقائد

الدحيم(يمين) والمشعل (يسار) خلال  المنتدى  (تصوير: أحمد آل حيدر)
الدحيم(يمين) والمشعل (يسار) خلال المنتدى (تصوير: أحمد آل حيدر)

قال المستشار والمفكر الإسلامي السعودي محمد الدحيم: إن دعوات الوحدة الإسلامية لم تأتِ بنتائج على الأرض مثل ما كان متوقعا منها, أو مقارنة بضخامة الجهود المبذولة لتحقيقها.

جاء ذلك في ورقة عمل قدمها الدحيم في منتدى الوحدة والثقافة الإسلامية، الذي أقامته جمعية التوعية الإسلامية للعام السابع على التوالي، مساء أمس الأول (الخميس) في مسجد الزهراء (ع) في مدينة حمد.

وأكد الدحيم أن «العمل الوحدوي الإسلامي موضوع يشغل الضمير الإسلامي منذ أمد ليس بالقصير، ويدفعه إدراك تأخر الموقع الإسلامي عن بقية المواقع الأخرى أو مقارنته بما تحقق لبعض الاتحادات من قوة وتمكين. أو في مواجهة قوة اتحادية تحاربه وتقصيه».

وأوضح الدحيم أن هذه الدوافع الثلاث حركّت العمل إلى دعوة للوحدة الإسلامية، تبنتها اتجاهات مختلفة (...).

وبيّن أن «الوحدة الإسلامية بين الفكرة والتطبيق، قد تكون لديها من التجربة ما يستحق القراءة لفهم ما جرى واستطلاع ما يأتي به مستقبلها، وإذا كانت الحياة والوقائع والأحداث مليئة بالأجوبة، فإن مهمتنا كمفكرين هو البحث عن أسئلة صحيحة تكشف ظروف الفكرة وعمقها ومفهومها».

وأشار إلى أن «الكلام عن الوحدة الإسلامية هو في الأصل كلام عن اجتماع بشري، وللطبيعة البشرية تأثيراتها الفاعلة من نحو التنوع, التنازع, النقص والحيادية»، مبينا أنه «لا يوجد أي عاقل يدعو للتطابق في الأفكار والمعتقدات، فالتطابق يعني إلغاء الآخر».

وأوضح المستشار والمفكر الإسلامي السعودي أن «النص الديني يخاطب البشر لتكميل فطرهم وتعديل سلوكهم وحفظ حقوقهم، لكنهم في تحقيق ذلك وتطبيقه مختلفون في فهمهم وإدراكهم. ومختلفون في قدراتهم وإمكاناتهم».

ودعا الدحيم المؤسسات الدينية والعلماء إلى قراءة ما تحقق من واقع الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، والبحث في أسباب تأخر مشاريع الوحدة، مؤكدا على ضرورة تجاوز كل ما يعطل الوحدة الإسلامية، «فنحن مطالبون بالتفكير فيما نريد، أكثر من التفكير فيما لا نريد».

من جانبه أكد رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيد مجيد المشعل أن الوحدة من المفاهيم الإسلامية الأصيلة والمركزيّة في الإسلام، كما أنّها ضرورة حياتية ترتبط بعزّة الأمّة وكرامتها وقوّتها وهيبتها بين الأمم.

واعتبر المشعل في ورقته المعنونة بـ «دور المؤسسات الدينية في الحفاظ على الوحدة الإسلامية»، أن الوحدة «ممارسة رسالية ترتبط بمسئولية الشهادة على الأمم وتبليغ القيم الإسلامية والإنسانية وحمل رسالة السماء للمجتمعات البشريّة، فالوحدة الإسلامية محور أساسي في المشروع الإسلامي الكبير، وتعبير عن الالتزام بطاعة الله ورسوله، والحركة في إطار المنهج الإلهي القويم وإطاعة القيادة الإسلامية العليا».

وأوضح المشعل أن «الوحدة الإسلامية لا تعني التخلّي عن القناعات العقائدية والفكرية والتاريخيّة والفقهية الخاصّة، ولا تعني الاندماج بين المذاهب، وإنّما تعني الحفاظ على الكيان الواحد للأمّة من خلال الالتفات للنقاط المشتركة بين المذاهب الإسلامية، وهي كثيرة جدا، إلى جانب السعي لتحكيم المحبّة والألفة بين المسلمين».

ولفت إلى أنّ الاختلاف في القناعة لا يمنع أبدا من الاحترام المتبادل، والتعاون على البر والتقوى، والتوحّد في المواقف المصيرية التي تهمّ الأمّة.

وذكر المشعل أن «على جميع أفراد الأمة وجوب الحفاظ على الوحدة الإسلامية وتجنّب التفرقة بين المسلمين، وهذه المسئولية متوجّهة للمجتمع المسلم أفرادا وجماعات، أشخاصا ومؤسسات، فعلى جميع المسلمين، وخصوصا العلماء والمثقفين، أن يكون كل واحد منهم مشروع وحدة وتقارب، لا أن يكون معول هدم وعنصر فتنة وتنازع».

وأفاد رئيس المجلس الإسلامي العلمائي أن مسئولية الوحدة الإسلامية تتضاعف على المؤسسات الدينية، فهذه المؤسسات التي تمثل الواجهة للأمة، وتعبّر عن مساحات واسعة من المجتمع، يفترض أن تحمل هموم الأمّة وتحافظ على وحدتها وهيبتها وكرامتها... وتعمل على تقديم البرامج التقريبية والوحدوية، وأن تكون لسانا للوحدة والمحبّة بين المسلمين. وهذه الفعالية (هذا المنتدى الوحدوي) الذي تنظمّه جمعيّة التوعية الإسلامية يمثّل حركة واعية ومسئولة في هذا الاتجاه.

واستشهد المشعل بالمجلس الإسلامي العلمائي، كأحد «النماذج الناجحة في مجال الوحدة الإسلامية، وتبنّي القضايا المصيرية للأمّة وفي مقدمتها الحفاظ على الهويّة الدينية، والدفاع عن الوحدة الإسلامية، والانحياز لمصالح الأمّة الأساسية»، متطرقا في ذلك إلى الأهداف الرئيسية التي انطلق من خلالها المجلس.

وفي كلمة جمعية التوعية الإسلامية التي ألقاها الشيخ جاسم المطوّع، أكد دور علماء الأمة ومفكريها ونخبها الثقافية وسائر مكوناتها، من أجل زرع بذور الإخاء والوحدة وريها بأخلاق النبي محمد (ص)، وحمايتها، برفض كلمات الفرقة وأبواق الفتنة وحفظها بردع خطابات الإساءة والتجريح. وقال: «لا ينكر أحد أن الكثير من العقبات تقف أمام الوحدة الإسلامية، فاختلاف الثقافات وتنوعها وتعدد الرؤى وتباينها من جهة، والمصالح السياسية والفئوية والعرقية من جهة أخرى، وما يحيكه الأعداء المتربصون بالأمة لتوسيع الفجوات وإذكاء نار الخلافات من جهة ثالثة»، معتبرا أن «كل ذلك وغيره يحول دون تحقيق الوحدة الإسلامية ويصّعب الطريق نحوها، والخشية كبيرة أن ينفلت الزمام أكثر فأكثر مؤديا بالأمة إلى المزيد من التشرذم والشتات».

وبيّن المطوع أن «أعداء الإسلام يوحدون كلمتهم ويجمعون طاقاتهم للوقوف في وجه كل تقدم للمسلمين في أي مجال وميدان، ويكيدون بالأمة دون تفريق بين سني وشيعي وعربي وأعجمي، فما زالوا يقطفون ثمار عدوانهم على العراق وأفغانستان ويعيثون الفساد في غيرهما من الأوطان». وأضاف «ما زالوا يحاصرون إخواننا في غزة ويهددون ويتوعدون لبنان، ومازال المسلمون يُستضعفون في بلاد الغرب بقوانين وأنظمة ظالمة مجحفة تحرمهم من كثير من حقوقهم الإنسانية فيجرم ارتداء الحجاب ويمنع بناء المآذن والقباب، فلا يسعنا والحال هذه أن نغض الطرف ونترك الحبل على الغارب، بل لابد من حث الهمم ولملة الصفوف».

العدد 2745 - الجمعة 12 مارس 2010م الموافق 26 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 1:37 م

      اي وحدهاسلامية

      الامنيات لامكان لها هنا الغالبيه ضد الوحده لان الحكومات لاتريدها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 7 | 6:51 ص

      الدحيم

      انتم تنادون بالوحدة وغيركم يسب ويشتم ويكفر ويفتي بعدم السلام ويقترح البصق في الوجوه لذلك ((دعوات الوحدة الإسلامية لم تأتِ بالنتائج المتوقعة منها))

    • زائر 6 | 6:48 ص

      زائر 1

      محاربة وانتقاد المجلس العلمائي لا يأتي الا من ضعاف النفسية التي تنتمي الى نظام العوائل المحددة وذات النفود ....عدم اتفاق بعض الاسماء مع المجلس العلمائي لا يستصغر من شئنه ومن ايجابياته وهو الذي اصبح محط رحال كبار العلماء

    • زائر 5 | 4:31 ص

      سامحك الله ياشيخ الدحيم

      أين الضمير الاسلامي ياشيخ؟وهل يوجد ضمير اسلامي وهناك المزيد من الدعاة على منابر صلاة الجماعة في أبام الجمع يدعون للطائفية والتمييز وتسمية الطائفة الكريمة بالصهاينة,وهناك الكثير منهم يحرمها أمام البقيع المقدس؟ويضربون هذه الطائفة بشتى انواع ما ملكت أيديهم,أين هو ما تدعون اليه بالتقارب الاسلامي والمذهبي؟ وأنكم تفككونه! سامحدم الله.

    • زائر 3 | 3:27 ص

      ما هو طريق الوحدة ؟

      الزهراء عليها السلام تجيب عن السؤال المهم ( و طاعتنا نظاما للملة )
      فسبيل الوحدة هو التمسك بحبل الله المتنين وهم أهل البيت عليهم السلام و لا سبيل غير ذلك ، فهم الذي أوجب الله محبتهم و طاعتهم و السير خلفهم كما أوصى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بذلك في كثير من مواقفه و أحاديثه الشريفة
      تحياتي / أبو سيد حسين العلوي

    • زائر 2 | 2:41 ص

      وتعاونوا على البر والتقوى

      اللهم وحد كلمة المسلمين مع وجود الطغيان الامريكي و الاسرائيلي

    • زائر 1 | 1:35 ص

      الى رئيس المجلس العلمائي

      لا يصح ان تضرب بالمجلس مثلا للوحدة فهو فشل حتى في استقطاب من يتفق معهم من علماء طائفته فضلا عن فشله في استقطاب من يختلف معهم من الطائفة أو من الطوائف الاخرى.اين المقداد ؟ اين الربيعي؟ اين سند؟ اين شاكر الفردان؟ اين العريبي؟ اين المدني؟ اين العصفور؟ اين المحفوظ؟ اين الماجد؟ اين المبارك؟ اين النجاتي؟ اين الستري؟ اين المحمود؟ اين يعقوبي؟ اين القطان؟ اين.... ؟ اين ...؟

اقرأ ايضاً