اندلعت اشتباكات أمس (الجمعة) حول مجمع المسجد الأقصى في الوقت الذي فرضت فيه إسرائيل حظرا على دخول المصلين المقدسيين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما إلى الحرم القدسي، ومنعت سكان الضفة الغربية من دخول القدس. ووقعت مصادمات بين رماة حجارة فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية داخل وحول الحرم القدسي الشريف. وبعد هذه الحوادث فرض الجيش الإسرائيلي إغلاقا عاما على الضفة الغربية أمس، إذ أغلق نقاط التفتيش الرئيسية ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى مدينة القدس. واستند بيان الجيش إلى ما أسماه «تقييم الوضع» كسبب للإغلاق... وفي البحرين، اعتصم حشد من البحرينيين ظهر أمس أمام جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير استنكارا للاعتداءات والانتهاكات التي تقوم بها «إسرائيل» داخل المسجد الأقصى. وردد المشاركون في الاعتصام الذي دعت إليه جمعية مناصرة فلسطين العبارات الاستنكارية على استمرار الصمت العربي إزاء ما يحدث من استباحة للمسجد الأقصى، إلى جانب حملهم أعلام البحرين وفلسطين، واليافطات التي تعبر عن تضامن الشعب البحريني مع نظيره الفلسطيني.

البحرينيون يعتصمون استنكارا لاستباحة المسجد الأقصى وتهويده

الجفير - محرر الشئون المحلية

اعتصم العشرات من البحرينيين ظهر أمس (الجمعة) أمام جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير، وذلك استنكارا على الاعتداءات والانتهاكات التي يقوم بها العدو الصهيوني داخل المسجد الأقصى.

وردد المشاركون في الاعتصام الذي دعت إليه جمعية مناصرة فلسطين، العبارات الاستنكارية على استمرار الصمت العربي، إزاء ما يحدث من استباحة للمسجد الأقصى، إلى جانب حملهم أعلام البحرين وفلسطين، واليافطات التي تعبر عن تضامن الشعب البحريني مع نظيره الفلسطيني.

وشارك في الاعتصام عدد من رجال الدين من مختلف الجمعيات الإسلامية. في حين استغرب النائب ناصر الفضالة من اجتماع الوزراء العرب بمسئولين في الكيان الصهيوني.

وجاء في البيان الختامي للاعتصام أنه «هذه المرة الأولى التي يغلق فيها الاحتلال أبواب المسجد الأقصى بشكل كامل أمام المصلين منذ احتلال شرقي القدس في العام 1967، فيما يفتحها أمام المتطرفين اليهود، ما يعني أن المتطرفين اليهود وجنود الاحتلال كانوا يتجولون وحيدين في باحات الأقصى دون رقيب طوال فترة الاقتحام، التي تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ المسجد منذ الاحتلال».

وأوضح البيان أن «الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى تهدف إلى بناء تجربة تراكمية لدى الاحتلال وجنوده و مستوطنيه، وذلك للتمكن من مواجهة كافة الاحتمالات والتكيف مع أي طارئ عند فرض تقسيم المسجد بشكل فعلي».

واعتبر البيان أن «هذا الاقتحام تحديدا مثّل اختبارا لقدرة الاحتلال على تفريغ ساحات المسجد الأقصى من المصلين بشكل كامل، وفتحها أمام المتطرفين اليهود حصرا، مع فرض حصار كامل على المسجد يمنع دخول أي من المصلين إليه من أي جهة كانت».

وقال البيان: «لم يعد موقف السلطة الوطنية الفلسطينية في منع المظاهرات وقمع المقاومة في الضفة الغربية مجرد تكتيك تفاوضي، أو جزء من معادلة تصفية الحسابات الداخلية، بل تجاوز ذلك ليصبح مسهلا ومساعدا للاحتلال في إجراءات تهويد المسجد الأقصى و سائر المقدسات في فلسطين». واعتبر البيان أن «ردود الفعل العربية والإسلامية المتواضعة على المستويين الرسمي والشعبي، يشجعان الاحتلال على تسريع إجراءات التهويد في القدس والمسجد الأقصى، مستغلا حالة السكون غير المسبوق التي تواجه بها أفعاله، ولا يمكن في ظل الوضع الحالي للفعاليات الشعبية العربية أن تنتظر تحرك الداخل الفلسطيني لتلحق به، وإنما يجب أن تأخذ زمام المبادرة في مواجهة استهداف المسجد الأقصى».

وأكد البيان أن «الاحتلال بات يعتبر العام 2010، عام حسم مصير القدس، وندعو جماهير الأمة العربية والإسلامية، لاستلهام الدروس من المرابطين في ساحات القدس والخليل، ليساهموا بشكل حقيقي و فعال في حماية المقدسات من خلال هبات تصاعدية لا موسمية، وليسهموا في تثبيت المقدسيين على أرضهم، من خلال دعم ملموس على نطاق واسع».

عريقات: أبلغنا واشنطن بأن التفاوض «صعب جدا»

مواجهات وغضب في القدس بسبب بناء استيطاني

القدس المحتلة - رويترز، د ب أ

أغلقت إسرائيل الضفة الغربية وحشدت قوات مكافحة الشغب في أنحاء المدينة القديمة والأحياء العربية في القدس المحتلة خلال صلاة الجمعة في مواجهة الغضب الفلسطيني بشأن التوسع الاستيطاني اليهودي.

وبعد أسبوع استنكر خلاله نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن أثناء زيارة للمنطقة موافقة إسرائيل على خطة جديدة لبناء استيطاني في الوقت الذي تضغط فيه واشنطن على حليفتها الرئيسية بالمنطقة لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين قالت الشرطة إن خطة لتجنب تكرار الاشتباكات التي أصيب خلالها العشرات يوم الجمعة الماضي قد نجحت.

وقال متحدث باسم الشرطة إنه جرى اعتقال أربعة فلسطينيين للاشتباه في إلقائهم الحجارة على الشرطة وإن ضابطين أصيبا بجروح طفيفة في القدس. وشاهد مراسلون من وكالة «رويترز» محتجا يتلقى العلاج. ومنعت إسرائيل الفلسطينيين من العبور من الضفة الغربية إلى إسرائيل والقدس كما منعت الرجال من دون سن الخمسين من دخول المسجد الأقصى.

ومع تدفق مئات الشبان خارجين من صلاة الجمعة من مسجد في حي رأس العامود شاهد مراسل من «رويترز» رجالا يقذفون سيارة تقل يهودا بالحجارة. وحشدت الحركات الإسلامية في قطاع غزة المحاصر أنصارها للاحتجاج على السياسات الإسرائيلية في القدس. وهتفت الحشود متوعدة بأنها ستسترد المسجد الأقصى بدمائها.

وأحرق المتظاهرون العلمين الأميركي والإسرائيلي، وحث القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم القطاع، خليل الحية، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس المقيم في الضفة الغربية بالعدول عن قراره بالدخول في محادثات غير مباشرة مع إسرائيل من خلال وسطاء أميركيين بعد توقف دام 15 شهرا.

وقال الحية أمام الحشد إن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة توفر غطاء «للعدوان الصهيوني» على الشعب الفلسطيني وأرضه.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني الغاضب يطالب المفاوض الفلسطيني بالتراجع عن تلك المفاوضات التي تشجع على بناء مزيد من المستوطنات وتهويد القدس.

إلى ذلك أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات أمس أن الرئيس الفلسطيني أبلغ الأميركيين بأن التوجه إلى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل «صعب جدا» إذا لم تتراجع عن قرارها بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية. وقال عريقات «إن الأميركيين على علم بأن الرئيس يعتبر أنه من الصعب جدا التوجه إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة من دون وقف تام للاستيطان، وخصوصا أنه يجب إلغاء قرار بناء 1600 مسكن استيطاني في القدس الشرقية». وأضاف أن «هذا الموقف الفلسطيني أبلغ به الجانب الأميركي رسميا وهو على علم بالموقف وتفاصيله تماما».

في هذه الأثناء، توقع دبلوماسي أميركي أمس أن يقوم المبعوث الأميركي الخاص بالسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل بزيارة إلى إسرائيل والضفة الغربية الأسبوع المقبل، على رغم الغموض الذي يكتنف مصير محادثات السلام الجديدة بعد إعلان إسرائيل حديثا عن خطط لبناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية.

وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية في تل أبيب كورت هوير إنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد الزيارة، ولم يشر إلى ما إذا كان ميتشل سيتوسط في إجراء أول جولة للمحادثات غير المباشرة، أو موعد ومكان ذلك. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي خلال إيجاز صحافي بوزارة الخارجية أن ميتشل أجرى اتصالات هاتفية أمس الأول (الخميس) لإقناع القادة في المنطقة بعدم سحب دعمهم للمحادثات غير المباشرة.

وأضاف كراولي أنه ليس لديه علم بأن الفلسطينيين أبلغوا الولايات المتحدة أنهم بصدد الانسحاب من محادثات التقارب، وأن التقرير الذي أورد ذلك لم يكن صحيحا.

في سياق آخر، أفادت مصادر أمنية في حركة «حماس» وشهود عيان أن طائرات إسرائيلية قصفت في ساعة مبكرة أمس هدفين في جنوب قطاع غزة، لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

وذكرت المصادر أن طائرة من طراز «إف 16» أسقطت صاروخين على ما وصف بأنه مصنع لتصنيع أنابيب الأكسجين المحلية يخدم المستشفيات في مدينة القرارة شمال شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع. وقال شهود عيان إن ألسنة لهب هائلة اندلعت داخل المصنع الذي أكدوا أنه تعرض لأضرار بالغة. وتمكن رجال الإطفاء من إخماد النيران ولم يعلنوا وقوع أية إصابات.