كل المؤشرات تشير إلى أننا ما زلنا بحاجة إلى التغلغل في أساسيات البناء التربوي في المدارس وإعادة تأسيسه وإصلاح تلك الثغرات التي يظنها الكثيرون بسيطة في حين أنها قادرة على الفتك بذلك البنيان الشامخ في لحظة، ومن مجموعة تلك الثغرات وجود المتنمرين وعصابات المدارس خصوصا في المدارس الابتدائية والإعدادية ما يسبب الكثير من حالات القلق والتعب النفسي لدى الطلاب .
وإليكم مثال :في مدرسة ابتدائية وأقصد بها (الابتدائية الأولى )أي أن الطلاب فيها يدرسون من الصف الأول إلى الصف الرابع فقط أما الخامس والسادس فيكون في مدرسة أخرى ...شكا أحد الطلاب لوالدته وهو طفل في التاسعة من عمره (أي أنه في الصف الرابع ) من وجود طالب يتحرش به يوميا ويتحسس أماكن العفة لديه، وبالطبع فإن الأم لدى سماعها بذلك اعتراها الخوف وعزمت على التوجه إلى إدارة المدرسة لتستوضح الأمر وتوقف ما يجري، لكن الطفل الصغير ابدى قلقا من ذلك وأخذ يرجوها خائفا ألا تفعل وأن تتكتم على الأمر معللا أن في ذكر هذا الأمر أمام الإدارة فيه إيذاء له نظرا لأن الطالب الآخر الذي يتحرش به يكبره بثلاثة أعوام وهو قوي (على حد تعبيره) والجميع يهابه في المدرسة، وأن ذلك المتنمر لو علم بتلك الشكوى سينتقم منه ويضربه، وهو يكبره بثلاثة أعوام لأنه قد رسب في الدراسة ثلاثة أعوام على التوالي.
والمثير هنا: كيف لطالب تعدى مرحلة الابتدائية الأولى (من الأول إلى الرابع) أن يبقى في مدرسة يشارك فيها الطلاب الذين يصغرونه سنا وعقلا وتوجها ؟ فهؤلاء في مرحلة الطفولة أما هو فقد دخل مرحلة المراهقة المبكرة.
ذلك المتنمر ليس حالة استثنائية، فمثله يوجد الكثير وفي كل المدارس وللأسف فإن غالبية ضحاياه يهابون حتى ذكر اسمه ويفضلون أن يتعرضوا للمضايقات من قبله في كل يوم دراسي على أن يعلنوا عليه الحرب ويشكونه للإدارة خوفا من ردة فعله التي بلا شك ستكون قاسية لأنها وليدة انتقام .
ولكن ما هو التنمر ؟
التنمر: وبحسب رأي الدكتورة أميمه محمد عمور، هو استقواء طفل أو مجموعة من الأطفال على زميل لهم في الحي، الحارة، الصف أو المدرسة ... ومضايقته جسديا أو معنويا، وتشير الإحصاءات إلى أن نحو نصف الأطفال قد تعرضوا مرة واحدة على الأقل للتنمر خلال المرحلة المدرسية، كما أن ظاهرة التنمر أو الاستقواء تتزايد حجما ونوعا و أسلوبا بحيث صارت تحدث بمعدلات عالية في شتى أنحاء العالم .
ففي بريطانيا تنتشر ظاهرة التنمر بنسبة 25 في المئة في المدارس الابتدائية و10 في المئة في المدارس الثانوية، لهذا تم إنشاء برنامج خاص يهدف إلى محاربة ظاهرة التنمر في كل مدرسة من مدارس بريطانيا .
وللأسف ذلك لم يعد مقتصرا على بريطانيا أو الغرب وحده، ففي مدارسنا تنتشر ظاهرة التنمر بشكل كبير وواضح، ولكن هل تم التفكير أو التخطيط لإنشاء برنامج خاص لمحاربة هذه الظاهرة ؟ عرفنا ظاهرة التنمر ووقفنا على إحصائياتها بقي أن نعرف من هو المتنمر.
المتنمر :هو شخص يعاني حرمانا عاطفيا منذ طفولته وتنقصه الثقة بالنفس وفي الغالب يكون فاشلا دراسيا وبالتالي فإنه يحاول تعويض كل ذلك بتعذيب أقرانه سواء أكان التعذيب نفسيا أم جسديا وهو بذلك يستشعر لذة الانتصار الوهمي،أما الضحية :فهو شخص مسالم، هادئ الطباع، يحاول دائما تفادي المشاكل بينما يظنه المتنمر ضعيف الشخصية .
في الفصل تتمكن المعلمة في الغالب من السيطرة على مثل تلك المواقف ولكن قبل بداية الدوام المدرسي وفي ( الفسحة ) يكون الأمر متاحا للمتنمر وعصابته للتعرض للطلبة وإيذائهم نفسيا وجسديا ...فهل تلك البيئة مناسبة للدراسة ؟
وهل تتلخص حاجة المدارس إلى المدرسين واثنان أو ثلاثة من المشرفين فقط ؟
لم لا يتم زيادة أعداد المشرفين الاجتماعيين للمراقبة والضبط والتوجيه ؟ وهم موجودون بكثرة، لكنهم عاطلون عن العمل ...
إليكم مثال آخر :طفل في الثامنة من عمره (في الصف الثاني الابتدائي) يرفض الذهاب إلى المدرسة، وأصبح ذكرها بالنسبة له كابوسا يهدد أمنه وسلامته، وهذا ما أثار قلق والديه، ولدى سؤاله عن السبب أحجم عن الإجابة واكتفى بالصمت ونظرات الخوف الغامضة، ولدى تحري والديه عن الأمر بسؤال زملائه بالصف تبين أن الطفل يتعرض يوميا للإيذاء اللفظي والجسدي من متنمر في الصف الثالث وكان المتنمر ينادي الضحية بألقاب معيبة معرضا إياه لسخرية الجميع، وعندما يلتزم الصمت فإن المتنمر ينهال عليه بالركل والضرب.
سؤال يطرح نفسه هنا :ترى كم عدد ضحايا التنمر في مدارسنا ؟ وكم طفل بيننا يرفض الذهاب إلى المدرسة ؟ وهل يعرف أولياء الأمور سبب عزوف الأطفال عن الذهاب إلى مدارسهم ؟
بالطبع ليس كل طفل يكره المدرسة أو يرفضها يكون السبب وجود متنمر يترصد له، ولكن يكون ذلك سببا في الغالب، ذلك أن ضحايا التنمر في الغالب يتكتمون على الأمر خوفا وتحسبا من العواقب .
يرجع علماء النفس التربوي سلوك التنمر عند الطفل لعدد من الأسباب منها: رغبة الطفل في لفت الانتباه إليه أو عدم شعوره بالأمان أو كوسيلة للتعبير عن مشاعر الغيرة، أو التنفيس عن الإحباط الذي يعيشه نتيجة ظرف ما، ويسهم الأهل أيضا في هذه الظاهرة من خلال تشجيع طفلهم على ضرب من يضربه أو من خلال استخدام الضرب كوسيلة عقابية له، كذلك مشاهدة أفلام العنف تؤدي أيضا إلى الأفعال العدوانية إضافة إلى تساهل إدارة المدرسة في اتخاذ الإجراءات النظامية ضد الطلاب العدوانيين والمتنمرين .
والحل ؟
بالنسبة لأولياء الأمور: يجب تشجيع الطفل على تكوين صداقات وعلى ألا يبقى وحيدا بمفرده إذ يميل المتنمرون إلى عدم إزعاج من يكون ضمن مجموعة، أما إذا علمت أن طفلك هو المتنمر فيجب الوقوف على أسباب إقدامه على ذلك لأن فهم أسباب التنمر هي الحلقة الأولى من سلسلة تعديل سلوك التنمر عند الطفل، مع أهمية أن يشعر الطفل بحب الأهل له واهتمامهم بمشاعره والإنصات له باهتمام .
أما بالنسبة للمدارس :فحبذا لو يتم تكثيف الرقابة المدرسية بين الحصص وفي الفسحة وحتى حين انصراف الأطفال، ولتكن تلك وظيفة المشرفين الاجتماعيين (الإضافيين ) فعددهم مازال قليلا في المدارس فيما لو قارناها بالحاجة الملحة إلى فرض الرقابة بالشكل الذي يمنع انتشار تلك الظاهرة .وأخيرا: ندعو لأولادنا كما دعا سيد الداعين، الإمام زين العابدين (ع) حين قال :اللهم أمدد لي في أعمارهم، وزد لي في آجالهم، وربِ لي صغيرهم وقوِ لي ضعيفهم، واصح أبدانهم وأديانهم وأخلاقهم .
نوال الحوطه
اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت أن تبسط على والداي وأختي وجميع موتى المسلمين من بركاتك ورحمتك ورزقك حتى يهنأوا بالمعيشة واختم لهم بالمغفرة حتى لا تضرهم الذنوب اللهم لا تجعل لهم ذنبا إلاغفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولهم فيها صلاح إلا قضيتها اللهم ولا تجعل لهم حاجة عند أحد غيرك اللهم وأقر أعينهم بما يتمناه لنا في الدنيا اللهم أسعدهم بإحسان إلى يوم الدين. القلب يحزن والمدامع غزيرة في جوفي نار من لهبها بكيت والدار ظلام من دونكم حيث كنتم منيرينها والآن تفطر قلبي على فراقكم المرير والموت حق وكل له مصيره أبشروا بدعواتي لكم الكثيرة كلما ذكرتكم وللرحمن صليت وأنا أنظر إلى عالمنا اليوم الذي أصبح مغلفا بالماديات أجد نفسي تعود للوراء حيث كان الناس أكثر رحمة ورأفة ببعضهم البعض والعوائل متقاربة ولا يوجد بينهم منازعات كما هو حال هذه الأيام نعم ما لدينا تغير في حياتنا هذه حيث أصبحت أكثر يسرا عما كانت عليه سابقا حيث انقلبت وأصبحت هذه الحياة علاقات تشبه متقطعة ومنفصلة ولا يوجد ترابط بين البيت فلا الأخ يزور أخته ولا الأخت ترى أخاها ولا الابن يرى والديه، فمن الطبيعي أن الأبناء لا يرون ولا يزورون أهلهم وهذه نعمة لا يعرف قيمتها إلا من عرفها وفقدها ولله الحمد رحم الله أمهات المسلمين الأحياء منهم والأموات.
والسلام عليكم ورحمة الله
ابنتكم التي لن تناساكم
نعيمة السبيعي
قيل أن العمل الخيري لا يقوم بصورته الحقيقية إلا بإشراك العقل والعاطفة الإنسانية معا، وقيل أن الفصل بينهما لا يصب إنسانيا و لاماديا في صالح العمل الخيري، وقيل في حال تغلب العقل على العاطفة الإنسانية أو تغلب العاطفة الإنسانية على العقل، سيكون له انعكاسات وخيمة على واقع الأسر المتعففة خاصة وعلى وضع العمل الخيري بصورة عامة، وقيل لا بد أن يتواجد العقل والعاطفة الإنسانية بنفس النسبة في حال القيام بأي عمل خيري أو إنساني، وقيل لا العقل وحده يستطيع إنجاز الأعمال الخيرية على أكمل وجه، ولا العاطفة الإنسانية وحدها قادرة على أداء العمل الخيري بأفضل ما يكون.
لأن العقل الذي وظيفته التنظير ووضع الخطط إذا ما تفرد في العمل الخيري قد لا يسمح بإعطاء الحقوق كاملة لمستحقيها، وبالقدر نفسه لو سمحنا للعاطفة الإنسانية التي وظيفتها تنفيذية، وحدها التي تقود العمل الخيري، قد تعطي من لا يستحق وتحرم من يستحق، أو قد تبالغ في تقييم الحالات، وقيل أن التوازن بين الاثنين يوصلنا إلى عمل خيري متكامل نوعا ما، من الطبيعي عند الوقوف أمام حال الأسر المتعففة بعواطفنا الإنسانية الرزينة والمتزنة في أحكامها، من المؤكد أنها ستتحرك بعقلانية ووعي باتجاه إنقاذ هذه الأسرة أو تلك من الحرج من دون أن تتلكأ.
لهذا في بعض الأحايين قد تجد مثلا رئيس اللجنة الاجتماعية يتحمس ويصر على تقديم مساعدات للأسر المتعففة بمقدار معين، وآخرون من الأعضاء لا يرون أن تقديره للحالات غير صائب بدرجة معينة، بسبب عدم استيفاء كل بنود دراسة الحالة، السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا يحدث مثل هذا الاختلاف عند المشتغلين في العمل الخيري الواحد على رغم أنهم جميعا جاؤوا بدوافع إنسانية أو عاطفية لخدمة هذه الفئة من المجتمع ؟
وجميعهم يمتازون بالإخلاص والتفاني والحرص على تقديم المساعدات المجزية إلى الأسر المتعففة، وجميعهم تركوا أعمالهم الخاصة وعلقوا الكثير من ارتباطاتهم الأسرية وعلاقاتهم الاجتماعية وأعطوا جل أوقاتهم وبذلوا الجهود الكبيرة من أجل رسم البسمة على شفاه الذين ضغط عليهم الفقر بأنيابه، ولا أحد منهم يجزم ويؤكد أن المساعدات التي تقدمها الصناديق الخيرية للأسر المتعففة تفي أو تكفي لتلبية أبسط الاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة.
ولكن باستطاعتهم أن يؤكدوا على أن الأموال التي تأتي إلى الصناديق الخيرية لم تأت إلا بقوة تحرك العاطفة الإنسانية في نفوس المتبرعين، ويعلمون أن أولئك الذين لم يقدموا مساعداتهم وصدقاتهم إلا من أجل أن تصل إلى مستحقيها في أقرب وقت ممكن لتحقيق الهدف الذي من أجله قدموا الصدقات أو التبرعات الخيرية ، ويعلمون أن كل ما في الصناديق الخيرية هو من حق الفقراء والمساكين، وأنهم ليس لهم الحق في حجبها أو منعها أو إيداعها بمسميات كثيرة في البنوك والمصارف أو وضعها في مشاريع استثمارية متنوعة مادام هناك فقير بحاجة إلى المساعدة والعون.
ويعلمون أن لو هناك فقراء لم تصلهم الصدقة في الوقت الذي تتكدس فيه الصدقات في الصندوق يتحملون المسئولية أمام الله جل شأنه، ويعلمون أن المتصدق يطمح أن تصل صدقته للفقير في أقرب وقت ممكن لنيل الأجر والثواب، ويعلمون أن ترك الفقير يبيع ماء وجهه ويتذلل من أجل أن يعطى من حقه الشيء القليل فيه إشكالات شرعية كثيرة، ويعلمون أن ليس من السهل على الفقير الذي يطلب الغوث من الصندوق الخيري ولا يغاث، ويعلمون أن المؤسسات الخيرية ما أسست إلا من أجل تقديم الخدمات المتنوعة للفقراء بأيسر الطرق وأسهلها ، ويعلمون أن تأخير إغاثة الفقير قد تنجم عن ذلك الكثير من المشاكل المنغصات، ويعلمون أن الإفراط في طلب المعلومات وملء البيانات يؤخر العطاء، والتفريط في عدم طلبها يسبب الحرج للمؤسسة مع الكثير من الفقراء، فلهذا يقولون أن العمل الخيري يجب أن يسير بخطوط متوازية لا إفراط فيه ولا تفريط ويكون بين الأمرين، مطلوب التعرف على الحالات ومطلوب التعرف على نوع الحاجة ومطلوب الإطلاع على الحالات بعقلانية وبإنسانية، حتى نتمكن من تحديد قيمة المساعدة التي تفي لسد حاجة الفقير بنسبة لا تقل عن 60 في المئة على أقل تقدير، ليس لأي مؤسسة خيرية الحق منع الصدقة عن فقير ثبت بالدليل والبرهان وبالعاطفة الإنسانية أن هذا الفقير أو ذاك بسبب ضعفه المادي وسوء حالته المعيشية يرسل أولاده وبناته إلى المدرسة من غير مصروف يومي كسائر أقرانهم من الطلبة.
فالمؤسسة الخيرية عليها أن تبادر في تأمين احتياجات أبناء وبنات الفقير الأساسية قبل أن تطلب الأسرة منها ذلك، حتى لا تعرضهم إلى الحرج أمام أقرانهم، فهناك أخلاقيات وأدبيات كثيرة للعمل الخيري يعرفها كل مشتغل في هذا المجال الإنساني، من أخلاقياته تحسس أحوال الأسر الفقيرة وتلبية احتياجاتها في أسرع وقت ممكن، وأن لا يكون سبب تأخيرها عن إغاثة الفقراء هو عدم اكتمال المعلومات والبيانات التي طلبتها المؤسسة ، ويجب أن تبحث المؤسسة الخيرية عن الأسباب التي أدت إلى عدم اكتمالها، هل ما تطلبه مناسبا أم غير مناسب ؟ وإذا كانت المطالب مناسبة وغير مبالغ فيها، لعل المانع هو عدم توفر وسيلة مواصلات للأسرة المتعففة توصلها إلى أماكن استخراج المعلومات، أو بسبب عجز الفقير لكبر سنه أو لسوء حالته الصحية أو غير ذلك من الأسباب الموضوعية الأخرى.
التشدد في هذا الجانب قد يحدث مصاعب للأسر الفقيرة بشكل لا يخطر على بال أحد من الناس، يجب أن نضع أمامنا الهدف الذي نريد تحقيقه من وراء طلب كل تلك المعلومات، إذا كنا نتمكن الوصول إليها ببعض البيانات، لماذا أتعب الفقير إلى حد يشعر بالمهانة من كثرتها، لماذا أطلب منه هذا الكم الهائل من المعلومات ؟ أليس المسألة تتعلق بنسبة الاطمئنان، هل المتقدم لطلب المساعدة فقيرا أم لا ؟ أليس يمكننا تحقيق هذا المطلب بأيسر المطالب و الطرق وبأبسط الأساليب التي لا تجعل الفقير يشعر بالمذلة؟ وجدنا أن بعض الفقراء عندما يطلب منهم إحضار المعلومات والمستندات والبيانات التي تحتاج منهم أن يتنقلوا من مكان إلى آخر حتى يوفرونها، يصابون باليأس والإحباط، وفي أحايين كثيرة يقولون للمؤسسة، والله ولو لا الحاجة لما أتينا إليكم، وبعضهم يفضل ان يبقى يصارع الفقر في بيته ويبكي بصمت على حاله وحال عياله ولا يقبل الذهاب إلى الصندوق الخيري ليطلب لنفسه ولعياله حقه من الصدقات، هذا النوع من الفقراء المتعففين قد لا يقبلون القيام بتلك الإجراءات، ويقولون لمن يدعوهم للذهاب إلى الصندوق، لم يبق لنا في هذه الدنيا إلا الكرامة والعزة، ويعتقدون أن ذهابهم إلى الصندوق يفقدهم هذه الميزة في هذه الدنيا، ويرددن على أسماع من يعرض عليهم هذه المسألة، فمن يريد مساعدتهم من غير القيام بتلك الإجراءات فليساعدهم، ومن يصر على تلك الإجراءات نصبر ونحتسب أمرنا إلى الله حتى يأتي الفرج من رب الأرباب، وهذه الشريحة من الفقراء قد تحرم من العطاء بأسباب كثيرة، منها قد لا تكون المؤسسة مطلعة على حالهم، أوقد تكون مطلعة على وضعهم المعيشي ولكنها تشترط عليهم ملء استمارة الطلب وجلب كل المستندات اللازمة لعمل ملفات خاصة بهم، أوقد تكون هناك أسباب اجتماعية تمنعهم من التقدم بصورة علنية لطلب المساعدة والعون من الصناديق الخيرية.
ما أردنا قوله، أننا جميعا نعلم أن المؤسسات الخيرية غير ربحية، فهي بصورة أساسية تعتمد على عطاءات المحسنين وعلى دعم القلة من الشركات والبنوك والمؤسسات التجارية، يعني أن جميع العناوين لتلك الموارد المادية والعينية وجدت من أجل أن يستفيد منها الفقير المعوز، وكل ما يطلب من المؤسسة هو تدوين الإيرادات والمصروفات بدقة وتحديد الجهات التي استفادت من تلك الإيرادات وتحديد نوع الاستفادة، ويطلب منها إصدار تقرير دوري أو سنوي لحركة الإيرادات والمصروفات وعرضه على الجمعية العمومية في اجتماعاتها العادية وغير العادية ونشره في أوساط المجتمع للاطلاع عليه، والاستماع إلى الملاحظات القيمة والبناءة التي ترد عليه من أفراد المجتمع، ولا نعتقد أن أحد من الناس يطلب منهم أكثر من ذلك، يكفي أن تعمل جاهدة على توفير مصادر متنوعة للفقراء، ويكفي أن تقوم بتطوير خدماتها التي تقدمها للأسر المتعففة، ويكفي أن تذلل الصعاب وتزيل العقبات عن كاهل الأسر، ويكفي أن تسعى بجد في تطوير ونماء دخل الأسر الفقيرة بشتى الطرق والأساليب المشروعة.
سلمان سالم
فدموعي هذه منثورة
تتلظى مثل الزلزال
بضميرٍ تبقى محفورة
تخلق وعيا للأجيال
في الطفِ أرسمها صورة
تتدفق مثل الشلال
بدماءٍ أمست مهدورة
والكونُ أصبح ولوال
آياتُ السبطٍ مشهورة
رتلها كل الأبطال
سادت أرجاء المعمورة
فالأسودُ أمسى سربال
بمراثٍ تبقى مذكورة
بحُسينٍ وكذا والآل
عبدالله جمعة
آحِـسْ بِـالآهْ وَتْأَلَـمْ مَعاكُـمْ
إِذا صابَـكْ أَذى صابْنِـي أَذاكُمْ
يا رَبِّـي احْفُظْ اِلْغالِي وُسَلْمِـهْ
شِفا جِسْمِي تَرَى هُوْ مِنْ شِفاكُمْ
@@@
أَنا الجاسِيْتْ ظُلْمْ اِلظالِمِيْنِـي
وَانا اللي ما يَهابْ اِلقَلْبْ فِيْنِي
أَنا حَبِّيْتْ مِنْهُوْ كـانْ مِثْلِـي
عَفِيْفْ اِلنَفْسْ مَرْفُوْعْ اِلْجَبِيْني
@@@
عَلَى القانُونْ عَرَفْ كِيْفْ يْتِحايَلْ
وُمِنْ مالْ اِلْحَرامْ يَمْشِي ايْتِمايَلْ
يِظِنْ الناسْ مـا تَدْرِي بِفِعْلِـهْ
صُبَحْ مَفْضُوْحْ وِالبِيْتْ إايْتِهايَلْ
@@@
عَلَي شاهِيْنْ وُعِنْدْ غِيْرِي حَبارَهْ
خَسارَهْ اِلْوِدْ في شَخْصِكْ خَسارَهْ
يا ظالِمْ لا تِجافِيْنِي يا ظالِــمْ
دَعا قَلْبي عَلِيْكْ لِيْلْ وُنَهــارَهْ
@@@
إاكِلْ وِاشْبَعْ وُسَمْ بالله بادِي
وُقَلْبُكْ طَهّرَهْ مِنْ كِلْ سُوادِي
وُحِبْ اِلخِيْرْ وُاكرِمْ مِنْ تِحِبِّهْ
تِنالْ اِلعِزْ مِنْ رَبْ اِلعِبادِي
@@@
سَلِيْبْ اِلْحَقْ مَحَّـدْ لَـهْ يِعِيْنِهْ
جَرِيْحْ اِلْقَلْبْ دَمْعاتِـهْ بِعيْنِـهْ
يِدارِي اِلْعِيْشْ لا يِقْطَعْ وُصالَهْ
ذِلِيْـلْ اِلْنَفْسْ آلامِـهْ دِفِيْنِـهْ
@@@
سَلَفْ وُدْيُوْنْ مِتْحَمِّـلْ وُبَلْــواتْ
هذا حالْ الْفَقِيْرْ حِرْمانْ وُحَسْراتْ
يِحِسْ بِاْلْـذِلْ فِي مَـدَّتْ يِدِيْنِــهْ
وِيِمْسَحْ مِنْ مَجارِي اِلْعِيْنْ عَبْراتْ
@@@
ظَلامْ اِلظُلْمْ أَعْمى لَهْ عِيُوْنِهْ
يِظِنْ الناسْ كِلْهُمْ يِكْرُهُوْنَـهْ
صُبَحْ يِنْحازْ حَقْ أَهْلِهْ وُرَبْعِهْ
وُيَحْرِمْ ناسْ مِنْ حَقٍ يَبُوْنَهْ
@@@
شُفُوْفْ وُمِيْــلْ وُاْلْتَمْيِزْ ضَـرْنِي
وُعَنْ شَمْسْ اِلْقَهَرْ يا فْلانْ ضَرْنِي
أَنـا مالِـي ظَهَرْ يَرْفِــقْ بِحالِي
أَنـا هَالحـالْ مَرَّضْنِي وُقَهَرْنِـي
@@@
عَطايا الخِيْرْ لِلْمَظْلُوْمْ صابَتْ
نَوايا الشَـرْ لِلأشْرارْ خابَـتْ
يا ظالِمْ تُوْبْ وِاسْتَغْفِرْ لِرَبُـكْ
وُكَوْلْ يارَبْ نَفْسِي اليوم تابت
@@@
لِسانِكْ خالَفْ إِلْلي وُسْطْ قَلْبُكْ
وُطَبْعُكْ يا عَدو يا شِيْنْ طَبْعِكْ
دِعِيْتْ الله يَهْدِي مِنْهُـوْ مِثْلَكْ
لِدَرْبْ اِلْحَقْ وُيْصْبَحْ هَوَّ دَرْبُكْ
@@@
سَألْتْ الناسْ مِنْ هُوْ ما عَلِيْهْ دْيُوْنْ
سِــــمَعتْ اِلاهْ وُشِفْتْ اِلدَمْعِهْ بِعْيُوْنْ
وُكِلْ واحِدْ شِــــــكَى حالِهْ وُأَمْــــرَهْ
وُكِنْتْ آظِنْ أَنا الْلى بْرُوْحِى مَدْيُـوْنْ
@@@
سَلَفْ وُدْيُوْنْ مِتْحَمِّـلْ وُبَلْــواتْ
هذا حالْ الْفَقِيْرْ حِرْمانْ وُحَسْراتْ
يِحِسْ بِاْلْـذِلْ فِي مَـدَّتْ يِدِيْنِــهْ
وِيِمْسَحْ مِنْ مَجارِي اِلْعِيْنْ عَبْراتْ
خليفه العيسى
العدد 2744 - الخميس 11 مارس 2010م الموافق 25 ربيع الاول 1431هـ
كلامك عين الصواب يا نوال
صح لسانج يا اخت نوال
عساج عالقوه
بانتظار جديدج