موسم آخر تتطلع فيه آمال الفريق البريطاني العريق فودافون ماكلارين - مرسيدس لبسط سيادته على بطولة العالم للجائزة الكبرى والتي تنطلق في عامها الجديد بجائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا1 والمقرر إقامتها في الفترة من 12 وحتى 14 مارس/ آذار الجاري.
الماكلارين عجز عن تحقيق بطولة الصانعين منذ 12 عاما، وذلك بتحقيقه آخر فوز كفريق في العام 1998 حين قاد الفنلندي ميكا هاكينن فريقه لتحقيق بطولتي السائقين والصانعين بمساندة زميله البريطاني ديفيد كولتهارد.
ولعل أبرز إنجازات الصانع البريطاني في السنوات العشر الماضية، تحقيق المركز الأول في بطولة السائقين عن طريق السائق الشاب لويس هاميلتون والذي شق طريق نجوميته كالبرق مذ وطأت قدماه عالم الفورمولا1.
وسيحمل الفريق هذه المرة مهمة تحقيق إنجاز طال أمده بخطب لقب الصانعين لطالما تمكن من ضمان مقعديه لاثنين من أبطال العالم، أحدهم صاحب لقب الموسم الماضي جنسون باتون، والآخر لايزال متعطشا لمزيد من الألقاب وهو الذي يبلغ من العمر 25 عاما فقط ممثلا في لويس هاميلتون.
بطولة أخرى وتحد جديد يبدأ هذا العام من أرض مملكة البحرين في «السباق الأول»، ويتوقع له أن يشهد انطلاقة قوية لفريق الماكلارين الذي بسط سيطرة نسبية على التجارب الحرة الأوربية قبيل بدء الموسم.
تأسس فريق الماكلارين على يد بروس ماكلارين الذي بدأ مسيرته في سباقات السيارات منتصف الخمسينيات من القرن الماضي قبل الولوج إلى سلسلة منافسات الفـورمولا2 العام 1958 غير أن نجاحاته ظهرت في الموسم التالي واستطاع الفوز بسباق سيبرينغ ليكون بذلك اصغر سائق يفوز بالسباق وكان يبلغ حينها من العمر 22 سنة.
بعد عدة سنوات استطاع بروس ماكلارين الوصول إلى سباقات الفورمولا1 قبل أن يؤسس شركته الخاصة لإنتاج السيارات الرياضية والمحركات وكانت تمتاز بسمعة وتقنية وأداء عال جدا.
وفاز بروس بأول نقطة لفريقه في بريطانيا العام 1966 عندما حل سادساَ رغم انطلاقه من المركز الثالث عشر. بعدها ساعد السائق ديني هولم الفريق وقاده إلى خمسة انتصارات وبيتر ريفسون إلى اثنين بين عامي 1968 و1973 اللذان وضعا الأسس بنجاح، وفي السنة التالية فاز الماكلارين ببطولة السائقين والصانعين و كان لها النجاح الكبير في موسم 1976.
اشترى رون دنيس حصة من الشركة لتبدأ صفحة جديدة من البطولات والإنجازات للفريق بعدما استطاع إدخال تطويرات كثيرة على الفريق واستمر فريق الماكلارين في الهيمنة على معظم الثمانينياتَ وأوائل التسعينيات. بعد إنهاء علاقتهم الطويلةِ مع محركات الفورد التي تعود إلى 1970.
وفي موسم 1984 /1985م فاز الماكلارين ببطولةَ السائقين والصانعين مع نيكي لودا وآلان بروست على رغم أن الماكلارين خسرت الفوز ببطولة الصانعين لصالح الويليامز في موسم 1986/1987 إلا أن آلان بروست فاز ببطولة السائقين في موسم 1986م في موسم 1988 كانت الماكلارين في قمةَ قوتهم مع محركات هوندا عالية الأداء واستمر الفريق بهذا النجاح وفاز ببطولة الصانعين ثلاث مرات متتالية بالتّسلسل بين عامي 1988 و1991 مع سينا وبروست ولم يفرط بلقب السائقين وهذه هي المرة الأولى التي تحصل في تاريخ الفورمولا1، وبعد فوز آيرتون سنا في أديليد في موسم 1993 لم يسجل الفريق أي فوز لثلاث مواسم متتاليةِ، وبعد سلسلة البيجو غير المنافسةِ ومحرّكاتِ فورد.
وفي العام 1995 وقعت الماكلارين مع دايملر كرايسلر (مرسيدس بنز) ومعها بدأت صفحة جديدة من تاريخ الماكلارين وجاء الفرج مع ديفيد كولتارد لإنهاء الجفاف في ميلبورن في موسم 1998 وقد أصبح كل شيء مفهوما للماكلارين عندما ضمنوا بطولةَ الصانعين بتسعة انتصارات وبطولة السائقين للفنلندي الطائر ميكا هاكينن.
في موسم 1999 فاز الماكلارين ببطولة السائقين ثانية، وخسر بطولة الصانعين لصالح المنافس الرئيسي فيراري وبعد أن اشترت دايملر كرايسلر 40 في المئة من أسهم الفريق عزمت الماكلارين على حصد لقب السائقين للمرة الثالثة على التوالي في موسم 2000 بالإضافة إلى استرداد بطولةِ الصانعين من الفيراري، ولكن مع بدايةِ موسم 2000 كان تطور الفريق المنافس فيراري ملفتا. كما أن الثقة المفرطة واللامبالاة من هاكينن وكثرة الأعطال تركت الماكلارين تتخلف عن الفريقِ الإيطاليِ بمقدار 30 نقطة تقريبا بعد ثلاث جولات. لكن ومع تقدم الموسم بدأ الفريق يعود شيئا فشيئا مع هاكينن وكولتهارد ويمسكان خيط الانتصارات في منتصف الموسم ولكن الوقت قد فات لتدارك أخطاء البداية.
أما العام 2001 فكان يحمل آمالا جديدة، ويمكن الاعتماد على ميكا وديفيد لاسترجاع الألقاب السابقة. لكن سيطرة الفيراري المطلقة بقيادة مايكل شوماخر وغياب الحماس عند ميكا هاكينن قد سمحا للفيراري بالابتعاد بفارق شاسع عن الفرق الأخرى، واحتل فريق الماكلارين المركز الثاني مع 102 نقطة حيث برز ديفيد كولتارد مكان هاكينن الذي أعلن العام 2002 وداع الفورمولا1.
بعدها وجد الفريق نفسه مضطرا لإجراء تغييرات على السائقين بعد رحيل ميكا، ووقع الاختيار على مواطنه الفنلندي كيمي رايكونن الذي كان يبلغ من العمر حينها 22 سنة فقط لكن الفريق لم ينال المطلوب ليحتل المركز الثالث، وفي ذلك الموسم استطاع الماكلارين أن يفوز بسباق واحد فقط مع كولتهارد وكاد كيمي أن يحصد فوزه الأول في موسمه الأول مع الفريق بأول سباق له إلا أن انزلاق سيارته حال دون ذلك ليستغل شوماخر ذلك الخطأ ويفوز بالسباق.
وفي موسم 2003 أخذت الأمور منعطفا آخر. فظهر بوجه مغاير تماما عن الموسم الماضي وبدأت السيارة تتطور وتكون سيارة تنافسية فاستطاع كيمي مجاراة شومي على رغم فارق السن والخبرة حتى السباق الأخير لكنه في نهاية البطولة احتل المركز الثاني والأمر الغريب في ذلك الموسم والمثير للدهشة أن الفريق لم يستطع أن يبدأ الموسم بسيارته الجديدة MP4-18 بسبب مشاكل تقنية كانت تلازمه ولكن سيارة الماكلارين القديمة MP4-17D لم تخيب الظن وكان أداؤها أكثر من رائع.
أما موسم 2004 فقد كانت السيارة سيئة وبعيدة جدا عن المنافسة مع محرك ضعيف كثير الأعطال فقررت الشركة تحسين وإجراء بعض التعديلات على السيارة في منتصف الموسم حتى تكون قادرة على المنافسة. وقد أثمرت هذه التحسينات بفوز كيمي في سباق بلجيكا ولكن بدأت المشكلات تظهر مرة أخرى فأجبرت الفريق على الانسحاب في كثير من السباقات رغم أداء كيمي الرائع والانطلاق من المركز الأول لـ 12 مرة وهذا رقم كبير إذا أردت أن تكون منافسا في البطولة.
بعدها وفي موسم 2005 حل الكولومبي خوان بابلو مونتويا محل البريطاني كولتهارد وبذلك أصبح الماكلارين فريق ينافس على اللقبين وبقوة فحقق عشرة انتصارات من أصل 19 سباقا مقابل 8 سباقات للرينو التي فازت بالبطولة.
وفي موسم 2006 كان موسما يتطلع إليه الفريق للفوز باللقبين لكن السيارة أظهرت ضعفها وعدم قدرتها على المنافسة برغم الأداء الرائع من كيمي إلا أن السيارة لم تساعده بسبب ضعف المحرك واحتراقه في كثير من السباقات.
بالإضافة للأخطاء الكثيرة التي وقع فيها فريق مرآب الصيانة عند دخول السيارة والوقت الطويل الذي كان يستغرقه، وفي ذلك الموسم أيضا تم تغيير مونتويا بالإسباني بيدرو ديلاروزا إلا أن الأخير لم يقدم أي شيء يذكر ليخرج الفريق من الموسم ثالثا.
بالرغم من موقعه في أسفل ترتيب النقاط في موسم 2007 إلا أن الماكلارين كان فريقا مختلفا في هذا الموسم مقارنة مع أدائه في المواسم السابقة. كان الفريق سريعا منذ البداية وبدا الأفضل في غالبية السباقات. فهو لم يتخلص من مشاكل جدارة التشغيل فحسب بل فعل ذلك بدون تعريض السرعة لأي نقصان. كان هذا الفريق الأكثر تقدما في العام 2007. كان من المفترض أن يفوز بلقب الصانعين بفضل سائقٍ جديد هو لويس هاملتون الذي تألق في موسمه الأول وتصدر غالبية البطولة إلى أن خسرها في السباق الأخير بفارق نقطة أمام كيمي رايكونن من الفيراري، وهذا ما حصل أيضا مع زميله بطل العالم السابق فرناندو ألونسو الذي توترت الأجواء بينه وبين رون دنيس ما أدى به إلى مغادرة الفريق بعد انتهاء الموسم للعودة إلى رينو.
لكن الذي جرى خارج أرض الحلبة أفقد الفريق جميع نقاطه وعرضه لغرامة 100 مليون دولار بسبب إدانته بالتجسس على الفيراري.
في العام 2008 خسر الماكلارين مجددا بطولة الصانعين أمام فريق الفيراري واحتل المركز الثاني رغم فوز سائقه الشاب لويس هاميلتون ببطولة السائقين بفارق نقطة واحدة فقط عن البرازيلي لويس هاميلتون.
وفي 2009 احتل الماكلارين المركز الثالث بعد تأثر الفريق بجملة التغييرات التي أجراها الاتحاد الدولي على قوانين البطولة واستفادة فريقا براون جي بي (الهوندا سابقا) وريد بول من تجهيزهما للسيارة منذ منتصف العام 2008 في الوقت الذي انشغل خلاله الماكلارين والفيراري بصراع البطولة ليحتل بذلك الفريق البريطاني المركز الثالث على رغم بدايته المتعثرة في الموسم والعودة بالأمتار الأخيرة من البطولة.
بدأت ملامح الرغبة على الفريق البريطاني بتحقيق بطولة الصانعين مع انتهاء الموسم الماضي حين انتشرت إشاعات عن قرب تعاقد الماكلارين مع بطل 2009 جنسون باتون قبل أن يجسد الفريق هذه الإشاعات إلى حقيقة ضاما بذلك بطلي عالم تحت كنف فريق واحد.
وخلف باتون في الماكلارين السائق الفنلندي هايكي كوفالاينن بعد أن كان مرشحا للمقعد الثاني في ماكلارين مرسيدس من نصيب الفنلندي الآخر كيمي رايكونن بطل العالم في 2007 لكنه لم يتوصل إلى اتفاق مع فريقه السابق ماكلارين الذي تركه في نهاية موسم 2006 ما دفعه لاتخاذ قرار الابتعاد عن الحلبات الموسم الجديد والانتقال لمنافسات الرالي.
ولم يكن قرار انتقال باتون إلى ماكلارين مرسيدس مفاجئا بتاتا لأن مفاوضاته مع براون جي بي، ومالكه روس براون لم تكن مثمرة بعدما طالب السائق البريطاني بزيادة راتبه السنوي إلى 6.5 مليون يورو، وهو مبلغ لم يكن براون مستعدا لدفعه.
وفي خطوة أخرى كشف فريق الماكلارين عن سيارته الجديدة MP4-25 والتي خطفت الأنظار منذ الوهلة الأولى لتصميمها المغاير عن بقية السيارات واحتوائها على بعض التفاصيل في قطع الانسياب الهوائي علاوة على جناحها الخلفي المثير في الشكل والذي تسبب في الآونة الأخيرة ببعض اللغط بعد تقديم فريق ريد بول شكوى تفيد بعدم تطابقه مع قوانين الاتحاد الدولي.
وبدا الماكلارين واحدا من أكثر الفرق قوة في التجارب الحرة الأوروبية التي خاضتها الفرق استعدادا لبطولة الموسم 2010 ما يرجح بشكل كبير تألقهم في الجولة الأولى من بطولة العالم 2010- جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا1.
ويمكن للراغبين في حضور سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا1 للموسم الجديد شراء تذاكرهم عبر الموقع الإلكتروني لحلبة البحرين الدولية www.bahraingp.com والذي يتضمن أيضا مزيد من خدمات الشراء الخاصة بالتذاكر وعروض الحلبة المختلفة أو الاتصال بالخط الساخن 17450000. أو من خلال مراكز البيع التابعة لحلبة البحرين الدولية والمتواجدة في مجمع السيف والبحرين سيتي سنتر.
العدد 2742 - الثلثاء 09 مارس 2010م الموافق 23 ربيع الاول 1431هـ