عشية انعقاد قمة منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك)، الذي تستضيفه العاصمة النسموية فيينا اليوم، عادت قضية الارتفاع التصاعدي لأسعار النفط العالمية إلى طليعة الحوادث مجددا، على رغم الانخفاض الطفيف الذي طرأ على سلة نفط «أوبك» أمس.
وتوقع محللون في حقل النفط أن تشهد أروقة «أوبك» انقساما حادا بشأن آليات معالجة أزمة الأسعار، لاسيما وأن فريقا متناميا يدعو إلى ضرورة خفض حصص الإنتاج، معتبرا أن الأسعار الحالية عادلة جدا مقارنة مع تراجع سعر الدولار أمام العملات الأخرى، في حين يرى فريق آخر أن ارتفاع الأسعار سيضر على المدى البعيد بسوق النفط المضطربة أصلا، بينما يجادل آخرون بأن السوق النفطية قادرة على استيعاب المعروض من النفط حاليا وخصوصا في ظل الزيادة المتنامية من قبل الصين.
وفي هذا السياق قال مستشار الرئيس النيجيري للشئون النفطية ادموند داوكورو: «مازال أمام أوبك وقت يسمح بتنفيذ تخفيضات الإنتاج المتفق على تطبيقها من أول ابريل/ نيسان المقبل بواقع مليون برميل يوميا»، وزاد: «إن الفرصة سانحة دائما فلم يبدأ الربع الثاني من العام بعد»، وأضاف:« أسعار النفط جيدة ولا يمكنني القول إنها مرتفعة جدا».
وعلى صعيد متصل ذكرت تقارير وكالات الأنباء أمس أن ارتفاع أسعار النفط يؤثر سلبا على انتعاش قطاع النقل الجوي الأميركي إذ ان الشركات الكبرى اضطرت إلى رفع أسعار تذاكرها ما جعلها تتعرض لخسائر بالغة في حصص السوق أمام المنافسة الشرسة من قبل الشركات التي تعتمد أسعارا منخفضة، وتعتبر تلك الشركات أن أسعار النفط هذه السنة ستكون أعلى بكثير مقارنة بأسعار العام الماضي، مشيرة إلى أن أسعار النفط زادت بنسبة 85 في المئة في غضون عامين.
وشأن غالب مشكلاتها رحّلت «أوبك» أزمة الأسعار إلى اجتماع اليوم الذي تشير كل الدلائل إلى أنه سيشهد انقساما حادا قبل الوصول إلى حل بشأن أزمة الأسعار المتنامية
العدد 572 - الثلثاء 30 مارس 2004م الموافق 08 صفر 1425هـ