أحرز فيلم The God Father (1972) لفرانسيس فورد كبولا الفائز بجائزة أوسكار - وهو جزء من ثلاثية ممتعة - مكانه في الثقافة الأميركية كفيلم حديث ايقوني يتطرق إلى العنف والسطوة والفساد والولاء العائلي والانتقام.

ويسيطر في البداية على عائلة كورليون الاجرامية في منهاتن في أواسط الأربعينات عرّاب / بطريرك عاقل «دون» فيتو كورليون، زعيم إحدى خمس عائلات أميركية من أصل إيطالي تدير عصابة إجرامية في مدينة نيويورك.

ويظهر كورليون في المشهد الافتتاحي الطويل في مكتب منزله المظلم يؤدي عمله بقوة وبشكل مثير للإعجاب أثناء حفل زفاف ابنته كوني (تاليا شاير)، والذي أقيم في الشرفة الخارجية المشمسة. ومن العادة أن يقوم والد العروس بتقديم خدمة لجميع المتقدمين بطلبات بعرائض والذين يظهرون الولاء والتقدير. وتفشل العدالة الأميركية في المكتب المظلم الذي تم تصويره باتقان.

ويبدو «دون» ظاهريا رجلا لطيفا هادئا في الثانية والستين من العمر يجلس خلف مكتب حجرة دراسته.

وتبدو على وجهه ملامح القوة ويتحدث ببطء بصوت مرتفع أجش ولهجة تتسم بالتمتمة الخشنة التي تبدو كأنها تصدر من الحلق.

وتوجد على حجره قطة يقوم بلمس رأسها برقة ومودة. ومع أنه يتحرك بثبات فإنه يستخدم قوة هائلة عندما يقرر تطبيق العدالة - من يستحق العقاب ومن يستحق الثواب، ويستمع إلى طلبات المتوسلين الذين يريدون مساعدة قانونية ويقرر كيف يقدم عروضا لا يستطيع الآخرون رفضها.

ومن سلسلة اللقطات القصيرة التي لا تنسى في الفيلم مشهد الرأس المقطوع لحصان سباق قيِّم في فراش منتج فيلم هوليوود العنيد جاك وولتز (جون مارلي)