العدد 569 - السبت 27 مارس 2004م الموافق 05 صفر 1425هـ

فيلم المسيح... 830 لغة و5 بلايين مشاهد

يعتبر فيلم jesus من أكثر الأفلام التي تم مشاهدتها من قبل الجمهور الآن. ويزعم منتجو الفيلم الذي انتج منذ ربع قرن وترجم الى 830 لغة أن أكثر من خمسة بلايين شخص قد شاهدوا هذا الفيلم.

وعلى رغم شعبية هذا الفيلم فإنه لقى نوعا من المعارضة القوية. وفي الواقع يمكن القول انه لايوجد فيلم آخر أثار سفك الدماء بهذا القدر الذي يوجد في هذا الفيلم.

ويمثل دور البطولة في هذا الفيلم - الذي يقدم صورة واقعية للانجيل طبقا للقديس لوقا - الممثل البريطاني بريان ديكون وهو ممثل سابق في فيلم Emmerdale وقام بانتاج هذا الفيلم جون هيمان، المنتج البريطاني ومموّل الأفلام الذي فاز به الفيلم الذي انتجه العام بعنوان Go -Bebuee بسبع جوائز Bafto ووسام بالمي في مهرجان كان.

وفي مطلع السبعينات تصور هيمان خطة طموحة لترجمة الانجيل بأكمله بالاستعانة بهذا الفيلم الى عدة لغات بقصد استخدام النتائج كمعينات لتدريس الانجيل في المدارس في العالم. وبينما كان مشغولا في عمل الانجيل طبقا للقديس لوقا قدم اليه مبشر بروتسانتي أميركي يدعى بل برايت واقترح عليه أن يعمل نسخة أقصر باللغة الانجليزية تصلح للعرض على شاشة السينما.

وفي العام 1951 أسست برايت بعثة مسيحية غير طائفية باسم campus crusads for christ internatinal تستهدف الجامعات والكليات.

وكان برايت يحلم دائما في استخدام الفيلم كوسيلة لنشر الرسالة الالهية بين الأشخاص الذين لايستطيعون القراءة. وقام بنكر هنت وهو تاجر نفط من تكساس وصديق بعثة campus crusads بدفع مبلغ ستة ملايين دولار لهذا الفيلم.

وشرع فريق مكون من 500 طالب غير نظامي ورئيس لعدد من المنظمات الدينية والعلمانية في عمل برنامج دراسة لمدة خمس سنوات لتحديد أفضل وسيلة لعمل هذا الفيلم. وتم الاتفاق على يكون الفيلم دقيقا من الناحية التاريخية والآثارية والدينية وأن يكون العرض نزيها ومقبولا لدى الجميع كصورة حقيقية لحياة المسيح وأن يكون بالامكان ترجمة النص بسهولة.

وتم عمل 263 تجربة أداء على مدة 6 أشهر في تل أبيب والقدس ولندن لايجاد ممثل مناسب يلعب دور ابن الله. وكان ديكون الذي كان في الثلاثين من العمر آنذاك قد مثل دور البطولة مع غليندا جاكسون واوليفريد في فيلم The triple echo العام 1972 ومثل عددا من الأدوار العنوانية لتلفزيون BBC .

يقول جون هيمان الذي يشغل حاليا رئيس المجموعة العالمية للشركات انه اختار ديكون ليس فقط لأنه كان ممثلا جيدا ولكن لامكان ظهوره مناسبا من الناحية العرقية ومناسبا ايضا للكثير من الأنماط والأساليب التي تم عملها اذا ما أخذنا في الاعتبار التغييرات الكبيرة التي حدثت في مجال الفنون التخطيطية على مدى ألفي عام.

يقول مدير مشروع فيلم Jeus بول الشمان، وهو الفرع التابع لبعثة campus crusads التي تشرف على الفيلم: كانت الفكرة في الأصل أن يتم اختيار جميع الممثلين من «اسرائيل» ولكنا لم نجد شخصا في «اسرائيل» لديه الخبرة الكبيرة في التمثيل والنزعة الانسانية المتوافرة في بريان. ومن بين جميع الممثلين كان بريان الوحيد الذي صوّر بسهولة نور المسيح وعبر بسهولة عن الدفئ والحب الذي أراد جون أن يظهرهما في الفيلم. وباستثناء دور البطولة وأربعة أو خمسة أدوار صغيرة قام بتمثيلها ممثلون أميركيون فإن بقية الممثلين كانوا اسرائيليين.

وقد تم تصوير الفيلم العام 1987 في أكثر من مئتي موقع اما داخل أو قريب من المكان الذي وقع فيه الحدث الأصلي.

ويقول الشمان الذي لعب دور قائد المئة جندي ان الجو في مكان التصوير كان روحيا بشكل ايجابي. كانت معظم أماكن التصوير غريبة وموحشة أحيانا وهذا ما كنت أتوقعه، ولكني وجدت شيئا مختلفا تماما. لقد وجدت أناسا لديهم احترام كبير للعمل الذي كانوا يقومون به: اراد الممثلون انجاز العمل بالطريقة التي ترضي الله مع نوع من الخوف بأنهم لربما بهذا العمل بطريقة خاطئة ما قد يغضب الله لو فيما قاموا بتمثيل الدور بطريقة غير صحيحة.

وطبقا لمشروع فيلم jesus فقد حقق مكاسب قبل عرضه تمثلت في تحول شخصين الى الديانة المسيحية. وتم عرض jesus في الآلاف من دور السينما في أميركا العام 1979.

ويقول ديكون الذي ذهب الى أميركا مرتين لعمل دعاية لهذا الفيلم انه شعر بأن عدم وجود حماس صريح لديه لـ jesus كان يمثل خيبة أمل للكثير وعلى أية حال فان الأمر الذي سبب المكَدَر لديكون كان العرض المحدود للغاية في الفيلم في بريطانيا.

يقول المخرج هيمان: ظن الناس أن الفيلم كان تبشيري الاسلوب ويتسم بالتظاهر بالتقوى. فلا يوجد في بريطانيا بؤرة قوية من الأصوليين كما هو الحال في الولايات المتحدة لقد كان هناك اعتراض قوي على عرضه هناك.

ويعتقد ديكون ان الدور الذي قام بتمثيله قد يكون له تأثير سلبي على مجرى حياته. فقبل أن اقبل هذا الدور حذرني وكيل أعمالي أنه يجب علي ألا أمثل هذا الدور لأن الأشخاص الذين يمثلون مثل هذا الدور غالبا ما يجدون صعوبة في الحصول على عمل فيما بعد. وقد كان هذا الرأي صائبا. فعندما تقوم بتمثيل دور كهذا يعتقد الناس أنه لن يكون بامكانك بعد الآن أن تمثل دور حبيب أو رجل آثم.

ولكن ديكون سيظل دائما في نظر الكثير من الناس شخصية المسيح وعلى رغم من الأنف الصناعي والشعر المستعار الذي لبسه في موقع التصوير والسنوات الكثيرة والتي مرت ظل ديكون معروفا في منطقته المحلية من قبل الأشخاص الذين شاهدوا الفيلم من خلال كنائسهم. وبعد عرض jesus في الولايات المتحدة حصلت بعثة campus crusads على حقوق التوزيع في جميع أنحاء العالم. وقد تم تأسيس «مشروع فيلم jesus» لتنظيم عملية عرض هذا الفيلم حول العالم، وتم التخطيط في بادئ الأمر لترجمة الفيلم الى 163 لغة وهو عدد اللغات التي كان يتحدث بها أكثر من مليون شخص آنذاك.

يقول الشمان: إن هدفنا الآن هو ترجمة jesus الى كل لغة يتحدث بها أكثر من مئة الف شخص - حوالي 1200 لغة.

وقد قمنا بترجمة jesus الى 830 لغة حتى الآن.

ويتم ارسال مبشرين من الولايات المتحدة وكندا وسنغافورة لعمل التسجيلات في الحقول، ويقوم هؤلاء المبشرين بتكليف مخرج أفلام بايجاد مترجم وعمل تجربة أداء للأصوات في ثلاثة وعشرين دورا يكون الحديث فيها غير متجانس.

وفي المناطق النائية يبحث المبشرون عن شخص سبق أن قام باخراج المسرحيات ويقوم هذا المخرج بالاستماع الى التسجيلات التي تم عملها لضمان الدقة ويتم بعد ذلك تحرير التسجيلات في المقر الرئيسي في فلوريدا أو عمل نسخة للغة الجديدة للفيلم، وتكلف كل نسخة نحو 35,000 دولار. ويُرسل «مشروع فيلم Jesus» مِلاطا ومُولِّد كهربائي وشاشة للمساعدة في عرض الفيلم بواسطة السكان المحليين الذين أظهروا ولاءهم للمسيح ويريدون توصيل رسالة المسيح إلى الآخرين الذين لم تصلهم هذه الرسالة.

ويبين الشمان أن الأفلام التجارية توزع فقط بخمسة وعشرين لغة أو ما يقارب ذلك وأن الكثير من الناس لم يشاهدوا قط فيلما بلغتهم، كما أن البعض لم يشاهد فيلما قط.

ولكن فيلم jesus عرض لجميع الفئات بما في ذلك العلماء في القارة القطبية الجنوبية وسكان الكهوف في الهند والغابات في اندونيسيا وجزيرة بورنيو.

ويقول «مشروع فيلم jesus» ان النجاح النهائي للمشروع لايقاس بعدد الأشخاص الذين بشاهدون الفيلم ولكن بعدد الأشخاص الذين أوحى اليهم الفيلم باعتناق الديانة المسيحية.

وطبقا لارقام «مشروع فيلم jesus» فقد وصل عدد الأشخاص الذين اتخذا قرارا بقبول المسيح كسيدهم ومخلّصهم من العذاب الى 188,869,469 في يوليو العام 2003 ويقتبس موقع المشروع على شبكة الانترنت عن زعيم فريق في رواندا قوله انه بعد مشاهدة فيلم jesus أصبح الأمر عاديا بالنسبة إلى الهوتو والتوتسي أن يؤمنوا بالمسيح وأن يذهبوا الى بعضهم بعضا وهم يبكون ويطلبون الصفح عن كراهيتهم وجرائمهم التي ارتكبوها ضد بعضهم بعضا.

وهنا قصة أخرى عم أم في البرازيل أعدت وجبة سامة لابنها المدمن على المخذرات ثم ذهبت الى منزل جارتها لمشاهدة فيلم jesus وبعد مشاهدة الفيلم عادت الى المنزل بسرعة لتلقي الطعام المسموم بعيدا حتى لايتناوله ولدها. وينقل عنها قولها انها تريد من المسيح أن يجدد حياتها وأملها.

ومع أن الفيلم قد غير من دون شك حياة البعض الى الأفضل الا أن عواقبه كانت خطيرة بالنسبة إلى البعض الآخر. ففي اغسطس/ آب العام 2001 تم القبض على ديانا كري وهيذر ميرسر من الولايات المتحدة - اللتان كانتا تعملان مع المؤسسة الخيرية Shelter Now بعد عرضهما فيلم jesus في افغانستان.

وتم حبسهما مع بعض زملائهما من الألمان والاستراليين بتهمة محاولة نشر الديانة المسيحية. وفي حال ادانتهما كان سيرجمان بالحجارة حتى الموت، ولكن لحسن الحظ تم انقاذهما بعد ثلاثة أشهر من قبل قوات التحالف والقوات الأميركية الخاصة التي دخلت افغانستان.

ومع ذلك فهناك بعض الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب اشتراكهم في عرض jesus. وقد ابلغ الشمان صحيفة «الاندبندنت» أن ما بين 15 الى 20 شخصا قتلوا بسبب عرضهم لهذا الفيلم في اقطار مثل سيراليون واثيوبيا وأوغندا ورواندا وبوروندي وبنغلاديش والهند. فهناك المتطرفون والقادة المتعصبون الذين يهددون بقتل الاشخاص الذين يروجون لهذا الفيلم. لهذا لا نقوم بارسال الى شخص الى هذه المناطق. ان الأشخاص يأخذون الفيلم منا ويقررون أين يذهبون ولا علاقة لنا بتضحية هؤلاء الناس بحياتهم انني أشعر بالحزن الشديد عليهم وعلى عائلتهم ولكني أشعر كذلك بالاعجاب بالتزامهم وايمانهم القوي بمبادئ المسيح.

( خدمة الاندبندنت خاص بـ «الوسط»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً