أشار المدير العام للإدارة العامة للخدمات البلدية المشتركة في وزارة شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي إلى أن 1683 طنا من المخلفات المنزلية والصناعية والطبية تنتج يوميا، موضحا أن وزارة شئون البلديات مسئولة عن 1300 طن من المخلفات المنزلية، ووزارة الصحة عن ثلاثة أطنان من المخلفات الطبية، وشئون البيئة عن 380 طنا من المخلفات الصناعية. جاء ذلك في مداخلته في ندوة نظمها المجلس البلدي للمحافظة الوسطى مساء أمس الأول في نادي النويدرات الثقافي والرياضي بعنوان «دور الإبداع في تنمية روح المواطنة والمحافظة على البيئة». فقد أناب محافظ المحافظة الجنوبية رئيس الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة رئيس العلاقات العامة والإعلام البيئي في الهيئة زكريا خنجي في حضور الندوة التي شارك فيها مدير عام شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات عضو مجلس الشورى مصطفى السيد، وحضرها عدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب والمجالس البلدية وأهالي المحافظة.
واقترح أحد الأهالي في مداخلته إنشاء مشروع مزرعة للأسماك في ساحل المعامير، إذ أبدى السيد استعداده لدعم المشروع من خلال توفير 5000 من سمك السبيطي إلى المزرعة في حال تنفيذ المشروع ودعا إلى التنسيق مع المجلس البلدي بهذا الخصوص. كما اقترحت الناشطة الاجتماعية في المحافظة الوسطى رباب الملا في مداخلتها تشكيل لجنة مشتركة بين المصانع تهتم بإقامة دورات تهدف إلى التوعية البيئية، وأكدت ضرورة الاهتمام بتشجير المناطق المحيطة بالمصانع ليسهم ذلك في خفض نسب التلوث في المحافظة، ومن جهته أشاد السيد بالمقترحين مؤكدا الاهتمام بالتشجير. ومن ناحية أخرى ذكر أنه يجب إعداد دراسة علمية لقياس مدى تأثير إنشاء جسر البحرين - قطر على الثروات البحرية وذلك في رده على سؤال لعضو بلدي العاصمة شملان الشملان الذي سأل عما إذا كان هناك توجه إلى وضع خطة لحماية البيئة البحرية عند إنشاء الجسر. أما عضو بلدي الوسطى عباس محفوظ فاستنكر في مداخلته انتهاك القوانين من قبل بعض الجهات المتسببة في تدمير خليج توبلي وأكد في هذا الصدد أهمية تحديد نهاية لخط الدفان فيه، إذ لا يزال يعاني من مشكلة الدفان الجائر.
ومن جهة أخرى تطرق الكعبي في مداخلته إلى مشكلة تداخل الورش الخدمية مع المناطق السكنية في مختلف المحافظات، وإلى المشكلات في البيئة البحرية ومنها الدفان العشوائي، التلوث الزيتي، الصيد الجائر، مياه الصرف الصحي، ومصانع غسل الرمال. وكذلك مشكلة التلوث الهوائي الناتج عن المصانع ومحطات إنتاج وتوليد الكهرباء والرقابة على عوادم المركبات والأنشطة الخدمية. كما نوه بالتغيير الحاصل في مساحة خليج توبلي واستعرض صورة فضائية له تبين مواقع صرف المخلفات فيه، مشددا على أهمية المحافظة عليه. وفيما يتعلق بالمحافظة الوسطى ذكر أنها تشتمل على 42 في المئة من الأنشطة الخدمية والصناعية الموجودة في محافظات المملكة ويبلغ عددها 1211 نشاطا. كما قال إن المحافظة تضم 75 في المئة من مصانع غسل الرمال إذ يوجد فيها ستة مصانع.
وأشار مدير عام شركة البتروكيماويات مصطفى السيد خلال الندوة إلى أن المواطنة تعني المشاركة وتحمل المسئولية النوعية في الشئون العامة وشدد على ضرورة المساهمة في المحافظة على البيئة وتسهيل جميع السبل التي من شأنها خلق بيئة صحية نظيفة، إذ يمكن تحقيق ذلك من خلال الاستخدام الأمثل لمصادرها، واعتبر ذلك تحديا كبيرا يجب مواجهته. ونوه بأن الإبداع هو القدرة على استخدام الخيال للابتكار، مشيرا إلى معوقاته التي قد تكون خارجية مثل الأنظمة الجامدة المحيطة بالإنسان كتشتت الأفكار والرؤى أو الالتزام المبالغ فيه بالمنطق واجتناب الخروج عن المألوف، وداخلية نفسية كالاعتقاد بعدم القدرة على الإبداع والخوف من الفشل أو افتراض لنتائج سلبية.
وتطرق السيد في محاضرته إلى الثقافة المجتمعية والتقاليد كمعوق للإبداع والتطوير مشيرا إلى من يبالغون في قناعتهم ورضاهم بواقع الحال مضيفا أن المؤسسات بحاجة إلى الإبداع إذ أصبح ذلك ملحا نتيجة التطورات والتغييرات السريعة في بيئة العمل والتطورات التكنولوجية السريعة. كما قال إن العملية الإبداعية في مجالات العمل ليست سرية ويمكن اكتسابها عن طريق التحفيز والتركيز. موضحا أهمية عنصر التحفيز لنجاح المؤسسات، وأكد أن قوة الإبداع تتضاعف عند تسخيرها من خلال العمل الجماعي. مضيفا أنه من خلال الإبداع استطاعت شركة البتروكيماويات أن تكون نموذجا دوليا في مجال المحافظة على البيئة من خلال المشروعات البيئية كمزرعة الأسماك الخيرية، محمية الطيور، واحة النخيل، وحديقة النباتات العشبية الطبية
العدد 566 - الأربعاء 24 مارس 2004م الموافق 02 صفر 1425هـ