قدم أكثر من 350 طالبا من ثلاث مدارس ثانوية (الجابرية، وأحمد العمران، والشيخ عبدالعزيز) صباح أمس خطابا إلى السفارة الأميركية يدينون فيه الموقف الأميركي تجاه جريمة اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الاثنين الماضي بقطاع غزة مؤسس وزعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين، ويطالبونها بإدانة عملية الاغتيال والتوقف عن مساندة العدو الصهيوني في أعماله الإجرامية.
وقد تحولت المسيرة السلمية إلى مواجهات بعد أن تهوّر بعض الطلاب وقذف السفارة ورجال الأمن بالحجارة، ليرد الأخير بمسيلات الدموع من أجل تفريق الطلبة الذين سرعان ما تفرقوا لتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي.
المنامة - هاني الفردان
حدثت بعض المواجهات بين أكثر من 350 طالبا ورجال الأمن صباح أمس إثر تحول الاعتصام السلمي الذي نظمه طلاب ثلاث مدارس ثانوية (الجابرية، واحمد العمران، والشيخ عبدالعزيز) بمناسبة اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الاثنين الماضي بقطاع غزة مؤسس وزعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين، من مسيرة سلمية إلى مواجهات بالحجارة ومسيلات الدموع، بعد أن قدم الطلاب خطابا باسم طلاب المدارس الثلاث إلى السفارة أدانوا فيه الموقف الأميركي وطالبوا أميركا بان تدين عملية الاغتيال وأن لا تساند العدو الصهيوني في أعماله الإجرامية.
وقد خرج الطلبة بعد ان أتفقوا على أن يخرج طلاب مدرسة الجابرية اولا ويتوجهوا إلى مدرسة احمد العمران مرورا بمدرسة الشيخ عبدالعزيز ليتوجهوا بعد ذلك نحو السفارة الأميركية.
وحاصرت أعدد كبيرة من رجال الأمن المنطقة المحيطة بالسفارة الأميركية وأتفق الجانبان الأمني والطلابي على ان تكون المسيرة سلمية امام السفارة على شارع الشيخ عيسى من دون ان تحدث أية مواجهات.
ومن جانبه طالب ضابط الأمن المسئول عن أمن السفارة منظمي الأعتصام بأن يكونوا حضاريين في أحتجاجاتهم وإستنكاراتهم حتى يعكسوا للعالم الوجه الحضاري لطلاب البحرين.
وجلس جميع الطلبة على الشارع المواجه للسفارة الأميركية مرددين عبارات الإستنكار والشجب للأعمال الصهيوينية التي تمارس على الأراضي الفلسطينية رافعين صور الشيخ أحمد ياسين والأعلام الفلسطينة هاتفين «صبرا صبرا يا صهيون جيش محمد قادمون» و«الموت «لإسرائيل» وأميركا».
وقال منظم المسيرة الطلابية إن «هذه المسيرة سلمية تعبيرا من طلاب البحرين عن تضامننا مع الطلاب في فلسطين الذين يعيشون تحت ويل العصابات الصهيونية التي أباحت دماءهم من دون أي تحرك من العالم سوى مشاهدة المذابح والمجازر التي تحدث يوميا لإخواننا في فلسطين».
وأكد أن هذه الخطوة هي أقل القليل من أقل واجب يقدمه الشباب البحريني إلى إخوانهم في فلسطين، كما وجه حديث إلى الحكومات العربية بأن تتخذ خطوات أكثر عملية لنصرة الشعب الفلسطيني والعمل على تحقيق أحلامه وأن لا تدع مجالا لأي من المستكبرين في هذه الأرض من فرض سيطرتهم على مقدسات المسلمين وخيراتهم.
وجاء في الرسالة التي رفعها الطلبة إلى السفارة عن طريق أحد ضباط الآمن الذي تسلمها منهم «لقد وصلنا نبأ الجريمة النكراء التي أقدم عليها العدو الصهيوني الغاشم بقيادة رئيس وزرائها إرييل شارون باغتيال الشيخ أحمد ياسين».
وأضافت الرسالة: إننا من هذا الموقع وبهذه المناسبة الأليمة ندين ونستنكر هذا العمل الإجرامي البشع الذي جاء مخالفا لكل الأعراف الدولية والإنسانية عندما أقدمت العصابات الصهيونية على اغتيال رجل كبير في السن وعاجز يتحرك عبر كرسيه المتحرك.
واستنكرت الرسالة باسم كل طلاب البحرين هذا الجرم الكبير وقدمت تعازيها للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن هذه العملية لم تأت إلا بمباركة أميركية، ولذلك طالب طلاب المدارس الثلاث السفارة الأميركية في البحرين بإدانة اغتيال الشيخ ياسين والتنديد به ومحاكمة شارون في المحاكم الدولية على ما فعل.
وبعد أن قدم الطلاب الرسالة أقدم بعض الطلبة على إلقاء بعض الحجارة على السفارة الاميركية ورجال الأمن المتواجدين ما حرف المسيرة السلمية إلى منحى آخر، إذ رد رجال الأمن بعدد من مسيلات الدموع لتفريق الجموع الطلابية التي توزعت بشكل سريع من دون أن توقع المواجهات أية إصابات او اعتقالات، سوى بعض المناوشات الكلامية بين عدد من الطلاب وضباط الأمن.
وأشار أحد الطلاب إلى صعوبة السيطرة على جميع الطلبة من أجل الالتزام بالموقف السلمي، مؤكدا وجود بعض الطلبة الذين يحاولون دائما السعي وراء العبث والفوضى من دون تقييم الموقف.
وقال أيضا «هذا لا يعني أن لا نخرج ونتحرك ونستنكر وندين الموقف الأميركي اتجاه القضايا العربية، ونحن بصفتنا طلابا لابد وأن يكون لنا موقف ورأي في مثل هذه الحوادث»
العدد 566 - الأربعاء 24 مارس 2004م الموافق 02 صفر 1425هـ