افتتح جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس مهرجان التراث الثاني عشر الذي أقيم بقرية التراث قرب متحف البحرين الوطني ونظمه قطاع الثقافة والتراث بوزارة الإعلام تحت شعار «الفنون الشعبية». ووصف جلالته المهرجان «بالحدث الثقافي البارز الذي يحظى باستقطاب المواطنين والمقيمين للتعرف على تاريخ وحضارة المملكة اللذين يشكلات رصيدا ثقافيا وحضاريا يبعث على الإعتزاز». وأكد وكيل وزارة الإعلام محمود المحمود في حديث إلى «الوسط»:«أن افتتاح المهرجان شهد وللمرة الأولى حضورا غير متوقع من الجماهير قياسا بالأعوام الماضية». وشاهد جلالته خلال جولته العروض الحية في الفنون الشعبية البحرية وفن العرضة والليوة وفن السمرة والجربة ودق الحب، اضافة لمشاهدته العروض الغنائية الموسيقية كالجلوة والمراداة وغيرها من الفنون الشعبية.
المنامة - أماني المسقطي
أكد وزير الإعلام نبيل الحمر حرص جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على الاهتمام بترسيخ العادات والتقاليد التي ترجمتها فعاليات مهرجان التراث الثاني عشر الذي يحرص في كل عام على افتتاحه، «وإن فكرة إقامة المهرجان تعود لجلالته منذ كان وليا للعهد، وتطويرها للجيل الجديد وتعريفه بها كونها تمس الكثير من مسارات حياتنا اليومية».
جاء ذلك على هامش افتتاح جلالة الملك فعاليات مهرجان التراث الثاني عشر تحت شعار «الفنون الشعبية» الذي أقيم على أرض قرية التراث بالقرب من متحف البحرين الوطني، وتستمر فعالياته لغاية 2 إبريل/نيسان المقبل.
أما عن اختيار شعار المهرجان فقال الحمر «إن الشعار في كل عام يأتي بتوجيهات من جلالة الملك الذي يحرص على أن يشمل التعريف بالتراث الشعبي في جميع مدن وقرى البحرين، ومن أجل خلق فرص عرض الصناعات التقليدية التي كان يعتمد عليها شعب البحرين في حياته السابقة، ويبرز في هذا المهرجان عرض لصناعة الأدوات الموسيقية مثل العود والمراويس، اضافة للفنون الشعبية التي تشتهر بها البحرين كالعرضة والفجري والبحري».
وأشار «إلى ان فعاليات المهرجان في تطور ملحوظ، وكل ما يقدم الآن من فنون تراثية مبنية على الدراسات الخاصة بالفنون الشعبية»، مؤكدا «من المتوقع أن يشهد المهرجان إقبالا كبيرا من الجماهير، وتم تمديد فترة إقامته لتتزامن مع فعاليات الفورمولا 1 حتى يستنى لضيوف البحرين الإطلاع على فعاليات المهرجان».
وأكد «ان اللجنة المنظمة للمشروع ستعمل خلال الأسابيع القليلة المقبلة على اختيار شعار تراثي خاص للمهرجان الثالث عشر في العام المقبل».
أما فيما يتعلق بتطوير فكرة المهرجان لتستمر على مدى أيام السنة، فقال «إنه من الصعب حاليا تطبيق هذه الخطوة، وخصوصا أن جميع المشاركين في المهرجان هم أشخاص أصحاب عمل في بقية الأيام، إضافة لاعتبارات تتعلق بالطقس، إذ إن المهرجان يقام في الهواء الطلق ما يعني صعوبة مشاركتهم في المهرجان في موسم الصيف»، متطرقا إلى فكرة «تطوير القرية ليتم بناؤها واستغلال جزء من مرافقها للصناعات التقليدية».
وقال مدير مهرجان التراث إبراهيم سند «إن العروض الشعبية تم توزيعها في القرية التراثية على عدد من البيوت والأجنحة والدكاكين، إذ خصصت البيوت لعروض الحرف اليدوية المختلفة، والأجنحة لعروض الفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية التي تدخل ضمن إطار الفنون الشعبية، والدكاكين يعرض فيها أدوات الطرب الشعبي اضافة للحرف الشعبية»، مشيرا إلى أن «أدوات الطرب المعروضة تم جمعها من عدد من الهواة والحرفيين الذين يمارسون هذا النوع من الحرف»، ويشارك في المهرجان أيضا عدد من الفرق الأجنبية من الهند وباكستان وبنجلاديش والفليبين وتايوان، وسيقدمون عروضهم على منصة أقيمت بالقرب من موقع فعاليات «الزاجرة».
وقال «اضافة للفعاليات السابقة تم تخصيص مقهى شعبي للأطفال يقوم بالعمل فيه عدد من الأطفال، اضافة لتخصيص مرسم يومي خاص بالصغار وتنظيم مسابقة يومية في الرسم».
وأضاف «يشهد مهرجان هذا العام معرضا للأسر المنتجة الذين سيعرضون منتوجاتهم في الموقع المخصص لمركز الحرفيين بالجسرة، كما سيتم تخصيص بيت لتصوير الأزياء البحرينية الذي جهز بالديكورات القديمة وتم توفير عدد من الأزياء القديمة للرجال والنساء والأطفال لالتقاط الصور لهم».
من جهتها قالت رئيسة مركز الجسرة للحرفيين الشيخة وفاء آل خليفة: «إن الحرفيين في المركز شاركوا في المهرجان في عرض صناعاتهم التقليدية كصناعة السفن والصناديق المبيتة والفخار والنسيج، اضافة لعرض منتوجاتهم من الأدوات الموسيقية، إذ استحدث في المركز قسم جديد خاص بهذه الصناعة كآلات الفريسة والطارة والجربة»، مؤكدة «إن المهرجان يعتبر فرصة ممتازة لتعريف الجماهير من الزوار بهذه الصناعات».
وقامت إحدى الفرق الشعبية بارتياد إحدى السفن التي أبحرت في البحيرة الواقعة بالقرب من موقع المهرجان مرددة أغاني الغوص، وسيتم استخدام السفينة في بقية أيام المهرجان ليستغلها الجمهور للقيام بعدد من الجولات البحرية.
وانتشر في القرية التراثية عدد من بائعي الأطعمة والمأكولات الشعبية كالنخي والباجلة والعطور والأزياء الشعبية ونماذج لأختام دلمونية وعدد من الحيوانات.
وخصص في القرية موقع لمقهى شعبي يقدم العاملون فيه القهوة الشعبية وبعض الأطعمة الشعبية.
الأسماء المقترحة للتكريم في مهرجان التراث الثاني عشر
رئيس دار الصغيرة الرفاع الشرقي من أهم الرواة لفن العرضة محمد عبداللطيف بن الشيخ، نهام (دار جناح) هلال بن خالد بودريس، رئيس فرقة بودواس لليوه اسماعيل فرج بودواس، فنان عازف طبل متميز وعنصر فاعل في دارجناع أحمد علي الذوادي، عازف صرناي قديم ناصر محمد بوقحوص، فنانة وصاحبة فرقة شمة فرج، فنانة شعبية ومهتمة بالتراث الشعبي سلطانة عبدالله ادريس، نهام في دار المسعد مبارك عبدالله الراعي، رئيسة فرقة نسائية شهربان عيسى حسن، فنانة وصاحبة فرقة شمة سالم الخضاري.
تعتبر الأغاني الشعبية من أهم أشكال التعبير الإنساني التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالذوق الفني والجمالي وتعكس كلماتها العفوية مختلف أنشطة الحياة التي يمارسها الأفراد كأغاني المناسبات والأفراح وأغاني العمل والإنتاج والأغاني المرتبطة بالطقوس والمناسبات الدينية.
والموروث الموسيقي في البحرين يشكل جزءا من تراث حضاري وإنساني شامل وتعبيرا صادقا عن التقاليد والعادات البحرينية القديمة، وكل ما يعبر عن أصالة الفن الشعبي وارتباطه بالناس وحياتهم اليومية.
فن العرضة
يمثل هذا الفن رقصة حربية بدوية الأصل انتقلت مع القبائل العربية التي نزحت من عدة مناطق في الجزيرة العربية. وقد مارست القبائل العربية هذه الرقصة الحماسية إما استعدادا للغارة والغزو أو لمواجهة القبيلة المعادية والاستبسال في الدفاع عن حرمات القبيلة وعزة شأنها.
فنون لفجري
وهو غناء السمر عند الغواصين والبحارة ويُؤدى بعد انتهاء فترة الغوص التي تمتد إلى أربعة اشهر وعشرة أيام يكابد فيها البحار معاناة كبيرة، وبعد انتهاء فترة الغوص يجتمع البحارة في الدور الشعبية ليؤدوا فنون لفجري التي تتمثل في خمسة روافد (فصول)، وهي: البحري والعدساني والحدادي والمخولفي والحساوي.
فن الليوة والقربة
يعتبر من الفنون الموسيقية الشعبية التي أتت إلى البحرين من الساحل الشرقي لإفريقيا كما أتت إلى الكثير من بلدان الخليج الواقعة على الساحل الشرقي للجزيرة العربية من عمان وحتى البصرة.
أما القربة فهو من الفنون التي قدمت إلى البحرين من سواحل فارس بواسطة العرب الحولة، وهو يمارس في حفلات الزواج والختان والنذور والأعياد وغيرها من مناسبات الأفراح وتعزف في البرايح والطرق.
الفنون النسائية
فن الجلوة يعتبر من أهم الفنون النسائية، إذ تقوم بعض العائلات البحرينية بدعوة بعض النساء المتخصصات في قراءة الجلوة وتطلق على رئيستهن بالمطوعة وهي التي تنشد أبيات القصيدة. إذ تجلس العروس على كرسي وتقوم النسوة بتغطيتها برداء أخضر اللون يمسك من الأطراف من قبل مجموعة من النساء
العدد 566 - الأربعاء 24 مارس 2004م الموافق 02 صفر 1425هـ