افتتح متحف روبي للفن والصناعة الكائن في المسبح البلدي القديم، وزهرة الفن الزخرفي، أبوابه في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2003 أمام الاحتفالات التي ستستمر حتى 30 مايو/ أيار 2004، في اطار «ليل عاصمة أوروبية للثقافة 2004» وضعت المدينة تحت علامة النسيج مع معرض «روبي منارة النسيج»، والذي سيظهر في مختلف الاشكال بحضور فنانين كثيرين. ارتدت روبي حلة العيد وتريد نسج صلات بين سكان الشمال با - دو - كالي وسكان مناطق أخرى في العالم.
متحف في مسبح، ذلك ممكن... هذا وفضلا عن كونه المسبح الذي سمّي «أجمل مسابح فرنسا». في متحف الفن والصناعة الرائع هذا وأعلن انطلاقة الاحتفالات في 6 ديسمبر. «أرادت الفكرة أن تقدم عدة اماكن في الوقت نفسه ليسرح الأهالي من معرض لآخر» حسب تصريح لوران دريانو، المنسق العام لليل 2004.
رافق التدشين حفل صاخب من السهام النارية، أضاءت مبنى بلدية الشمال بينما كان الفنانون يغيرون وجه المدينة، في بوابة روبي مثلا، التي ارتدت الأنوار من تصميم الياباني كايشي تاهارا.
بعد قرنين من صناعة الصوف المزدهرة، حلمت العاصمة العالمية للصوف الناعم بتغيير صورتها. فقد هزتها أزمة النسيج واتجهت روبي نفسها نحو نشاطات جديدة من دون أن تقطع الصلة بماضيها، وتم تحويل الأماكن الكثيرة الفارغة، مثل المسبح البلدي القديم الذي صمم حسب الشكل البيزنطي وذوق اديرة سيسترون من قبل المعماري الشمالي ألبير باير الذي سبق له ان صمم حماما في ليل وآخر في ذنكرك بشكل عربي اندلسي. حوّل هذا المكان الذي تبلغ مساحته 10000م 2 إلى مركز معارض من تصميم جان بول فيليبون، أحد معماريي متحف أورسي في باريس. تقول غورانكا بيزلاك، مسئولة الاتصالات في «متحف الفن والصناعة أندرية ديليجان» انه «حيز اسطوري بالنسبة لأهالي روبي، وهذه التجهيزات الرياضية والصحية التي دشنت العام 1932 كانت للجميع بحيث تجاورت مختلف الطبقات الاجتماعية، لعله مكان الاختلاط الاجتماعي الحقيقي الوحيد».
تتوزع اليوم القطع الفنية على ممرين متميزين، هناك قطع الفنون التطبيقية التي وضعت في الحوض القديم وفي بعض الطوابق، ومجموعة الفنون الجميلة في الاجنحة المخصصة سابقا للحمامات. لا تجانس في المجموعات بسبب اصولها المختلفة: من رسم على عينات النسيج الى خزف الأثاث، ومن صور الى منحوتات.
تم تنظيم ليلة سان نيقولا في 6 ديسمبر تحت موضوعة «الرائع». ومثل وضع منارة ماتيو ميسرفي في حديقة مدخل المتحف نقطة انطلاق الاحتفالات. إذ يعطي هيكلها النسيجي الضخم والمنفوخ، بعلو 15م وطول 32م وعرض 16م، من تصنيع دي تيكنا، الأول في تصنيع نسيج الأردية، الانطباع بأنها كوم من كرات القطن العملاقة، على شكل ندف خفيفة. تقول غورنكا بيزلاك. «نفخت بعد الساعة السادسة مساء ليتمكن الجمهور من رؤية ولادتها واحتلالها في الحديقة. أردنا تقاسم هذه اللحظة مع المشاهدين». وشكلت المجموعة بانارتها من الداخل، منارة رمزية تضيء الشارع.
ظل معرض راوول دوفي «من الرسم الى اللون» في يوم اقفاله، مفتوحا حتى الفجر بشكل استثنائي. خلال ذلك الوقت، تذوق الزائرون المأكولات والمشروبات الساخنة وزقيمت بعض الاعمال التنشيطية مع فيلة في حيز نباتي استوائي، على ايقاع موسيقى افريقية، مع مفاجآت أخرى حول موضوعة الغاب المنسجمة مع رسم من تصميم راوول دوفي العام 1919. ورافقت هذه الليلة الفريدة موسيقى نادرة تحت علامة صناعة النسيج من تأليف رامونتكو متى، ابن الرسام متى.
تم تنظيم معرض «روبي منارة النسيج» على عدة مراحل. وضم سوق الموضة خلال أيام 14,13,12 ديسمبر في قاعة المتحف المؤقتة وعلى مساحة تتجاوز الـ 600م 2 حوالي خمسين مبدعا، انجزوا أعمالهم أمام الجمهور. وعرضت للبيع الثياب وتوابع الموضة وانسجة ومجوهرات... بين يناير/ كانون الثاني ومايو نظمت البرامج بشكل خمسة مختبرات شهرية تتناول علاقة النسيج بالموضة والديزاين والفنون التشكيلية وفنون المسرح والتوزيع. تضيف غورانكا بيزلاك: «سيجد الفنانون خلال ستة أشهر حيزا للعمل وللاقامة. والهدف هو أن نجمع في متحف لا نخبوي الجمهور والفنانين حول موضوعة النسيج».
إن العاملين في هذه المختبرات هم من المبدعين المعترف بهم يقدمون أجوبة على الاسئلة التي تثار حول واقع عالم النسيج وحداثته. بين الفنانين، نجد: الرسام بلا، وسعاد فرياني، والأخوان بوروليك، ولوك دروياز... وفي شهر مايو يستقر قسم اعداد كتالوج شركة البيع بالمراسلة «لا ريدوت» شريك ليل 2004 الرسمي، في قاعة التصميم الأولى للمتحف. يمكن للجمهور حينذاك مشاهدة اعداد صفحات كتالوج خريف - شتاء 2004/ 2005. تضيف غورانكا بيزلاك: «إنها فرصة للزائر ليكتشف العملية منذ التصميم الفني والتقني للمواد وحتى البيع».
يرتسم الفن والنسيج في روبي على مختلف السجلات. ويكفي أن يجد كل زائر فيه انطباعا. في مطلق الأحوال، يحب سكان الشمال الاحتفالات وهو أمر معروف
