العدد 566 - الأربعاء 24 مارس 2004م الموافق 02 صفر 1425هـ

الحياة بعيون أطفال فلسطين

قدم أطفال فلسطين في مخيمات لبنان وضمن مشروع المصور الصغير، مجموعة من الصور لمشاهد من الحياة في المخيمات الفلسطينية وذلك في معرضهم الفوتوغرافي الثاني المقام في صالة الرواق للفنون التشكيلية بتاريخ الاثنين الماضي 22 مارس/ آذار الجاري، وتحت عنوان «حياتنا بعيوننا». التجربة جاءت تحمل الكثير من علامات التميز والريادة على أيدي أطفال المخيمات أنفسهم، والذين جاءت صورهم لتعكس ملامح من الحياة الصعبة التي يعيشها فلسطينيو الشتات والمتوزعون على أكثر من مخيم في لبنان.

يقول المبادر والمنسق لهذه التجربة عقيل الموسوي «بدأ هذا المشروع بفكرة كان القصد منها زيارة فلسطين، ولكن نظرا إلى عدم الحصول على ترخيص بذلك، اتجهت الى المخيمات الفلسطينية في الجمهورية اللبنانية، وكنت أحمل فكرة مشوشة غير مكتملة، ولكن رؤيتي للمصاعب التي تكتنف حياة الفلسطينيين، وتلمسي لحجم المآسي آمنت بأن نقل الصورة من قبل الفلسطينيين أنفسهم يكون أبلغ في التأثير، ولم أجد أفضل من الأطفال للقيام بهذه الخطوة، فاخترت مجموعة منهم وقمت بتدريبهم على كيفية التقاط الصورة، ومنحتهم الحرية في اختيار المشاهد، وكانت دهشتي عظيمة حينما حمضت الصور فوجدتها صورا رائعة التقطت بعفوية، وهو الأمر الذي دعاني لزيارة أكثر من مخيم، واهداء أطفالها مجموعة أخرى من الكاميرات، الأمر الذي خلق حالا من التنافس بين الأطفال ليتبادلوا الكاميرات فيما بينهم تحت اشراف مدرسيهم، والنتيجة زيادة عدد الصور الى 270 صورة، ما دفعني لتحويلها الى مشروع بعنوان المصور الصغير، قمت بعرضه أولا في بيروت بقاعة اليونسكو، واليوم يعرض بصالة الرواق، ولي أمل بعرضه في أكثر من عاصمة، والذي أرجو من خلاله تسليط الأضواء على واقع الحياة الفلسطينية، وزيادة الوعي به من أجل تضامن حقيقي مع الشعب الفلسطيني».

ويضيف الموسوي «أتصور أن هذه التجربة رائدة، فأن يقوم أطفال المخيمات أنفسهم بالتقاط الصور فذلك شيء جديد، فأثناء تجوالي والتقائي بالناس هناك وتعليمي الأطفال كيفية التصوير، لمست أن هذه الطريقة جديدة على أهل المخيمات، فالحاصل أن المصورين يقومون بالتقاط الصور ثم يذهبون، وذلك بعكس ما قمت أنا به، فمن الطبيعي أن تكون الصور هنا أكثر تنوعا وتحظى بتفهم وتشجيع من قبل الآباء والأمهات، ولا أعلم الا مؤسسة خيرية انجليزية واحدة تدعى save the children، قامت باختيار صور التقطها أطفال فلسطين وعرضتها ليوم واحد فقط، هذا الأمر يدعوني الى التفكير باصدار كتاب يوثق لكل هذه الأعمال، والى اعادة التجربة مع أطفال من دول عربية وأجنبية أخرى، وهو ما أنويه حاليا مع أطفال العراق، كما أنني بصد عرضه في ألمانيا وفرنسا، وذلك جراء التشجيع الذي وجدته من قبل الزوار».

وعن الفئة العمرية المختارة لهذا المعرض يقول «لقد اخترت طلاب المرحلة الابتدائية الذين لا تتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة، فطلاب المدارس الابتدائية وحدهم الذين ليس لهم لون سياسي، فهم لايزالون أطفالا على عفويتهم، فهم الأقدر اذا على التقاط مشاهد من حياتهم بحسب ما تصوره لهم بساطتهم».

وعن تجربة الأطفال المعوقين أوضح الموسوي «أن تجربة المعوقين في هذا المعرض تجربة جميلة وان كانت لم ترسم بالصور المتقنة، لأنهم قاموا بالتصوير من دون تدريب، ولكنها مع ذلك تظل تجربة من واقع الحياة، تحكي الكثير من جوانب المخيمات، التي استطيع القول إنها حياة في غاية الصعوبة، وربما وجد زائر هذا المعرض جوانب متشابهة مع حياة أسر كثيرة هنا وهناك، ولكن حياة المخيمات ليست حياة القرى فالى جانب مشاهد الحياة اليومية هناك صعوبة المعيشة إضافة إلى البطالة وقلة الأعمال والتشرد عن الوطن وكلها علامات لهذا البؤس، وأود الاشارة هنا الى وجود مندوبين عن هذه المخيمات لمن أراد المساعدة»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً