العدد 566 - الأربعاء 24 مارس 2004م الموافق 02 صفر 1425هـ

«نصر الله» يوقع ملحمته الروائية «الملهاة الفلسطينية» في معرض الكتاب

وقع الشاعر والروائي ابراهيم نصرالله مشروعه الروائي الملحمي «الملهاة الفلسطينية» في معرض البحرين الدولي الحادي عشر للكتاب الذي يقام في مركز البحرين الدولي للمعارض يوم الثلثاء 23 مارس/ آذار 2004.

حفل التوقيع أقيم في جناح المؤسسة العربية للدراسات بمناسبة صدور الكتاب الرابع من هذا المشروع «أعراس آمنة تحت شمس الضحى» ضمن منشوراتها، والذي يضم روايتين الأولى «أعراس آمنة» والثانية «تحت شمس الضحى».

يذكر أن نصرالله يعمل على إنجاز هذا المشروع منذ العام 1985 ويتكون من مجموعة روايات لكل منها شخوصها ومجرياتها وأجواؤها المختلفة عن الرواية الأخرى، والمشروع سعي إلى رسم صورة داخلية للحقبة الإنسانية والتاريخية ما قبل العام 1948 وبعده. وقد صدرت ضمن هذا المشروع ثلاث روايات هي: «طيور الحذر» وتدور حول حكاية الاقتلاع الفلسطيني، من خلال علاقة طفل فلسطيني بالطيور التي يصطادها ويعلمها الحذر حتى لا تقع في فخاخ الأولاد الآخرين، وتتناول روح الفترة ما بين العام 1948 والعام 1969، في حين يتتبع نصرالله في الثانية: «طفل الممحاة» في أجواء من السخرية السوداء تطورات الفترة الممتدة من بداية القرن العشرين حتى العام 1948، عبر حياة الطفل العربي الذي سيجد نفسه واحدا من أفراد جيوش الإنقاذ فيما بعد.

أما الرواية الثالثة: «زيتون الشوارع» التي تلعب المرأة فيها الأدوار الرئيسية الثلاثة؛ فتمتد مجرياتها على المساحة الزمنية منذ ما قبل النكبة حتى أواسط التسعينات من القرن الماضي، إذ تتجسد فيها فكرة الانتهاك المادي والمعنوي للبشر وأحلامهم.

أما الروايتان الجديدتان فإنهما تذهبان للحظة الفلسطينية الساخنة الآن بكل تشابكاتها الإنسانية، إذ يحاور نصرالله الحال الفلسطينية المتأرجحة على حافتي الموت والحياة.

في كلمة غلاف العملين الجديدين والتي جاءت على شكل رسالة كتبها الكاتب الفلسطيني محمود شقير المقيم في مدينة القدس، يقول شقير: كأنك تعيش معنا، تضع يدك على وجعنا وهمومنا. أما الشيء الرائع أيضا فهو أن تكتب عن مرحلة مازلنا نعيشها.

لقد وقعت على اختيار صحيح حينما قررت أن تكتب «الملهاة الفلسطينية» من جوانب كثيرة مختلفة، ستكون بعد وقت ليس بعيدا رائدا في هذا الميدان، وستكون رواياتك المتعاقبة بمثابة ملحمة معاصرة للشعب الفلسطيني في إطار فني متجدد باستمرار.

في روايتك «أعراس آمنة» اخترت موضوعا صعبا، هو الموت والشهادة، وهو موضوع يغري بالعويل والبكاء والندب والميلودراما، لكنك ابتعدت ببراعة عن كل ذلك، ورحت تستبطن الحال الفلسطينية التي تقع بين حدي الفرح والحزن، العرس والجنازة. ورحت تحاور الموت بعمق وذكاء، لتضيء جانبا جديدا في تجربة الفلسطينيين. روايتك هذه تمضي قدما بسلاسة واقتدار، وإسناد البطولة والسرد للنساء أضفى على الرواية رونقا وبهاء. وكذلك الأمر في «تحت شمس الضحى»، فقد نجحت في تصوير أزمة هذه المرحلة الملتبسة ورصد آفاتنا الراهنة. لقد أعطيت لشخوص روايتيك حياة مجسدة لا تنسى. إنك تتحدث عنا بأسلوب أخاذ، وترانا بطريقة جميلة وصائبة؛ وأنا أرى أنك تكمل ما لم يستطع إكماله غسان كنفاني، متمنيا لك طول العمر لكي تنجز مشروعك الروائي الكبير.

وقد أثار هذا المشروع الروائي اهتماما كبيرا منذ صدور الرواية الأولى منه، يقول الناقد الروائي فيصل دراج: يعطي ابراهيم نصرالله نصا لا يتحدث عن الحرية بل يعيش الحرية في علاقته الفنية، ولعل الحرية الداخلية التي ينبني عليها نصه الروائي هي التي تجعل منه صورة لأدب الإنسان المقموع، وهو أدب جديد يرى الإنسان في صفاته كلها. لقد ذهب ابراهيم بنصه إلى أقاليم جديدة، قوامها الإنسان المغترب والمأساة الفلسطينية المرفوعة إلى مقام مأساة إنسانية شاملة.

ويظهر التاريخ أكثر وضوحا في رواية نصرالله عندما تطرح السؤال الآتي: إن كان الوضع الفلسطيني، في فجائعيته، لا يماثل أي وضع آخر، فكيف يمكن التعبير عنه، روائيا، في شكل روائي مألوف؟ ألا يستدعي الفجائعي الغريب شكلا مختلفا من الرواية؟ وفي الشكل الروائي الذي يقترحه ابراهيم، سير في اتجاه الشكل المختلف... الشكل الروائي الآخر الذي يعبر، أدبيا، عن تاريخية القضية الفلسطينية، تعبيرا يتجاوز الشكل المطروق المبتسر الذي يعتقل الوقائع الغريبة في أشكال مألوفة، وتكون اللغة في كل هذا، هي المتكأ الذي يدلل بشكل مشخص، عن الجديد الروائي، الذي يطرقه إبراهيم.

كتابة تكتشف ذاتها وهي تكتشف الموضوع الغريب الذي تكتب عنه، كأن اكتشاف الموضوع، في خصوصيته، مقدمة لاقتراح الشكل الروائي الموائم له.

يذكر أن نصرالله أصدر عددا من الروايات إضافة إلى «الملهاة الفلسطينية»: براري الحمى، مجرد 2 فقط، حارس المدينة الضائعة، الأمواج البرية، عَوْ. كما أصدر ثلاث عشرة مجموعة شعرية منها: الخيول على مشارف المدينة، الفتى النهر والجنرال، ثلاثية عواصف القلب، بسم الأم والابن، ومرايا الملائكة، وكتابا في السينما بعنوان «هزائم المنتصرين»، وقد حظيت أعمال نصرالله باهتمام وتقدير كبيرين، ومنح عددا من أهم الجوائز من بينها جائزة سلطان العويس للشعر العربي، وترجم عدد من أعماله الروائية ومختارات من أشعاره إلى الإنجليزية، الإيطالية، الإسبانية، الألمانية، الفرنسية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً