على ماذا يراهن رجال الدين من مشايخ الطيفين، وماذا يريدون بالضبط؟
أحد الأطياف ردح حتى الثمالة وساعدته إحدى جمعيات حقوق الإنسان في الاحتجاج على عملية التجنيس السياسي والتمييز، وعلى رغم تجاوز كل الحدود في عملية الطرح قال المعتدلون من المثقفين إنهم على حق، وأيدوهم من منطلق «من رأى منكم منكرا فليغيره...»، لكن الجماعة «زوّدوها» إلى درجة مخيفة كادت تصل إلى مواجهة خطيرة، وعندما زارت البلاد الفنانة نانسي عجرم لإحياء حفل غنائي ردحت قيادة الطيف الآخر وكأنهم بذلك يقولون إن هذه المطربة الحسناء ستكون فتنة وتكون بمثابة الطريق إلى جهنم ومع ذلك وقف المعتدلون يساندونهم على أساس أن لا داعي لكسر خواطر مشايخنا مادامت هناك بدائل عن صوت نانسي وخصرها وسيقانها التي قد تُعرّض أخلاقيات أبنائنا وفتياتنا للخطر، وقلنا «كرمال هالذقون نريد بديلا عنها فقد تسد على الشعب البحريني الطريق إلى الجنة» حسب ما يظنون، ثم وقفنا معهم ومع «ردحهم» في مجلس النواب بشأن برنامج «الأخ الأكبر» وقلنا آمنا بالله، وقد يكون الغطاء مكشوفا عنهم ويرون في الغيب ما لا نراه ووقفنا معهم بضرورة إيقاف برنامج «الأخ الأكبر» على أساس «الله يغنينا» عن هذا الدخل، وقلنا لا نريد تجارب لا نعرف أسبابها وأبعادها وفوائدها.
ترى ماذا يقولون عن «فورمولا 1» هذه الرياضة العالمية التي لا صوت غنائي لها ولا خاصره ولا سيقان لتكون قدوة لأولادنا وفتياتنا؟ فهي مجرد رياضة عالمية ليس لديها ما لدى نانسي عجرم من صوت فيه بعض الميوعة وخصر ووجه ملائكي جميل وأدوات أخرى تأسر الألباب، ولا أعتقد أنه يوجد نص على أن هذه الرياضة حرمها الله في كتابه الكريم أو في سنته النبوية، بل العكس من ذلك فإن هناك حديثا يشجع المسلمين على ممارسة الرياضات التي تخلق الإنسان الصلب مثل قول الرسول (ص): «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، ولهذا لا داعي لهذه الضجة وهذا العداء لكل مشروع اقتصادي يقام ما دام لا يسيء إلى الوطن ويوظف مجموعة من الأيدي العاملة، إن أية محاولة تسيء إلى هذا المشروع الذي تم الصرف عليه ما يصل إلى 600 مليون دينار فإن ذلك يعني أن مختلف الأطياف الراديكالية إسلامية كانت أو غيرها ليس همها تحسين الأوضاع وإنهاء الأزمات وإنهاء عهد الفساد ووضع حلول لقضايا البطالة بل يراد منها إحراج النظام
العدد 565 - الثلثاء 23 مارس 2004م الموافق 01 صفر 1425هـ