إدانة العنف واجبة، لكن ذلك قد يعد نشاطا سلبيا في أحد جوانبه، ورد فعل على حدث تم. الأجواء تقتضي المبادرة بمد يد العون إلى الأجهزة الحكومية لإنجاح مشروع اقتصادي، بحجم الفورمولا 1، يمكن أن يدفع الاقتصاد إلى الأمام إذا أُحسن تسويقه، ودُرِّب البحرينيون على إدارته. وبحسب الأرقام فإن السباق يمكن أن يوظف أكثر من 2000 شخص، إضافة إلى نحو 50 مليون دولار يصرفها الضيوف أيام السباق.

... من الخطأ أن تبدو القوى السياسية والنقابات والأندية والاتحادات الرياضية غير مبالية بهذا المشروع، حتى لو كان صحيحا القول إن الحكومة لم تعتد إشراك الناس في خياراتها بل خياراتهم الاستراتيجية.

أقل من عشرة أيام تفصلنا عن بدء سباق السيارات الأهم عالميا، والمبادرات الأهلية مازالت قليلة ونادرة أو لم يعلن عنها. ويمكن للمؤسسات المجتمعية أن تفكر في تقديم يد العون إلى الجهات الرسمية التي ستعجز حتما عن الوفاء بمتطلبات استضافة نحو 50 ألفا من دون مساعدة المواطنين. ويمكن الاقتداء بالتجار في سوق المنامة الذين بادروا بعمل ورشة صيانة محدودة للسوق القديمة. وتصوروا لو أن هذا التفكير تم قبل شهرين أو ثلاثة أو سنة لكان الحال أحسن بالتأكيد... وهذه فرصة للفنانين التشكيليين ليزنوا السوق مثلا، وللكشافة التابعين لوزارة التربية أن يساهموا في الإعداد والتجهيز.

وتيرة النشاط التطوعي في البلد عالية، وفي أحيان كثيرة يبدو غير موجه. ويمكن للجهات المسئولة عن الفورمولا أن تحدد احتياجاتها، وتدعو المؤسسات إلى المساهمة، ويمكن أن تلعب المؤسسة العامة للشباب والرياضة مثلا دور المنسق في ذلك