العدد 564 - الإثنين 22 مارس 2004م الموافق 30 محرم 1425هـ

المحروس: الوراثة والفيروسات تصيب الأطفال بالسكري

الدراسات تؤكد تضاعف إصابة أطفال الخليج بالسكري

1,5 مليون مصاب بمرض السكري في دول الخليج العربية، هذا ما تؤكده منظمة الصحة العالمية، كما أكدت الدراسة ان ربع سكان تلك الدول - على الأقل سيصابون بهذا المرض خلال السنوات العشر المقبلة. وإن متوسط الإصابة بالسكري بين أطفال دول الخليج يتراوح بين 15 إصابة من كل 100,000 طفل، وهذا يعني تضاعف الإصابة بين الأطفال أربع مرات مقارنة بدراسات سابقة. أطفال لا يزالون يدقون الأرض بخطوات ضعيفة، لا يزالون يحلمون بالانطلاق بلا رقيب، فجأة ومن دون أية مقدمات يقعون في حصار الممنوع والمفروض، يصابون بمرض السكري، هذا المرض الذي كان يعد في السابق مرض كبار السن، طرق أبواب الصغار، واقتحم عالمهم. لماذا بدأ هذا المرض يهاجم الصغار؟ ما أنواعه؟ هل مرض السكري له علاج؟

مع استشاري أمراض السكري فيصل المحروس نتعرف على معالم هذا المرض.

هل داء السكري نوع واحد؟

- نوعان، النوع الأول غالبا ما يحدث نتيجة لخلل في الجهاز المناعي أو التهاب فيروسي يصيب البنكرياس. وعلى رغم أن الوراثة تلعب دورا في الإصابة بهذا النوع نظرا إلى وجود جينات وراثية معينة تنتشر لدى هؤلاء المرضى، فإن عوامل محيطية أخرى تساعد على ظهور المرض عند بعض المرضى واختفائه لدى الآخرين، النوع الثاني يحدث بسبب مناعة في مستقبلات الأنسولين الموجودة على سطح الخلايا أو نقص في عددها يمنع الأنسولين من العمل بصورة طبيعية أو ربما كان هناك خلل يكمن في داخل الخلايا نفسها بحيث لا يتم احتراق السكر بداخلها على الوجه المطلوب.

وماذا عن مرض السكري في الأطفال؟

- يحدث غالبا في مقتبل العمر بسبب تلف خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين ينتج عنه نقص تدريجي في إفراز الأنسولين.

لماذا يصاب الأطفال بداء السكري؟

- هناك عوامل قد تؤدي إلى ذلك منها، الجينات الوراثية، الالتهابات الفيروسية خلل في الجهاز المناعي، وأسباب أخرى غير معروفة.

غذاء صحي

وما خصائص هذا المرض؟

- تبدأ الإصابة في مقتبل العمر (أقل من 30 عاما)، يعاني المريض من أعراض شديدة ونقص في الوزن، يعتمد علاج المريض على الأنسولين، عرضة للإصابة بارتفاع شديد في سكر الدم إذا توقف العلاج بالأنسولين ولو ليوم واحد فقط، معظم المرضى بحاجة إلى أكثر من جرعة واحدة يوميا، عدم السيطرة على سكر الدم يؤخر من معدل نمو الأطفال.

كيف تتم السيطرة على المرض؟

- أهم عوامل السيطرة على داء السكري هي، اختيار الفريق الطبي، التثقيف الصحي، الالتزام بالبرنامج العلاجي، التقييم المنزلي لسكر الدم.

ما قواعد الغذاء الصحي لمرضى السكري؟

- لا يختلف عن الغذاء الصحي لغير مرضى السكري، يحتوي على جميع العناصر الغذائية بما في ذلك السكريات، وأن يكون متوازنا مع جرعة الدواء والنشاط البدني، وتحدد كميات الوجبات لمنع ارتفاع نسبة السكر بعد الأكل، لابد أن يساعد الغذاء، على المحافظة على الوزن المثالي للجسم، حتى يمنع الإصابة بأمراض القلب والكلى وارتفاع ضغط الدم.

يجب أن يحتوي غذاء مرضى السكري على جميع العناصر الغذائية الرئيسية وهي النشويات والدهنيات والبروتينيات بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف.

وينصح مرضى الســــكري بتوزيع السعرات الحرارية اليومية (كمية الطعام اليومي) على ثلاث وجبات رئيسية ووجبات أخرى خفيفة بينها وعلى أن تشكل النشويات الجزء الأكبر من كمية الطعام.

ويأتي دور أختصاصي التغذية في مساعدة المريض على إعداد الوجبات الغذائية بحسب رغبات المريض وبما يتماشى مع حالته الصحية ومن ثم يتعين معرفة تأثير تلك الوجبات على سكر الدم وإجراء التغيرات اللازمة عليها بعد ذلك.

العلاج الوحيد

والعلاج؟

- الأنسولين هو العلاج الوحيد في بعض الحالات ولا يمكن قطعيا لهؤلاء المرضى الاستغناء عن تناول الجرعة اليومية من الأنسولين، كما أنه لا يمكن لهم استبدال الأنسولين بالأقراص الفموية الخافضة لسكر الدم أو بالأعشاب والإهمال في ذلك من شأنه المخاطرة بحياة المريض. لابد لجميع المرضى الذين يعالجون بالأنسولين من الاحتفاظ بقطع من السكر أو الحلوى معهم دائما لتناولها عند الشعور بأعراض انخفاض سكر الدم. لابد للمريض من معرفة نوع الأنسولين الذي يستخدمه ومدة وشدة تأثيره وكذلك علاقة الأنسولين بالوجبات الغذائية والوقت المناسب لتناول جرعة الأنسولين قبل الطعام بحسب نسبة سكر الدم قبل الوجبات.

ما طرق العلاج بالأنسولين؟

- يعتمد علاج بعض المرضى على تناول كمية يومية من الأنسولين لتعويض النقص الموجود لديهم في إفراز الأنسولين من البنكرياس. وتتراوح كمية الأنسولين التي يحتاج إليها المريض لتعويض ذلك النقص بين نصف وحدة إلى وحدة واحدة من الأنسولين لكل كجم من وزن الجسم، بينما يزداد الاحتياج عند فترة البلوغ للذكور والإناث أو عند الإصابة بأمراض أخرى أو تحت وطأة الإجهاد النفسي الشديد.

وربما كان في الإمكان تعويض ذلك النقص في بداية الإصابة بجرعة واحدة من الأنسولين متوسط المفعول يوميا وخصوصا لدى الأطفال، إلا أن جميع المرضى سيحتاجون بالضرورة بعد ذلك إلى جرعتين من الأنسولين يوميا من نوعي الأنسولين متوسط وسريع المفعول لتأمين احتياج الجسم من الأنسولين على مدى ساعات اليوم وتلك هي الطريقة التقليدية في علاج المرضى.

وقد تم حديثا تطبيق طريقة علاج الأنسولين المكثف على مجموعة كبيرة من المـــــرضى بهدف تحقيق السيطرة على نسبة السكر في الدم الحـــــدود الطبيعية، وتم إعطاء المرضى عدة جرعات من الأنسولين يوميا، ثلاث جرعات من الأنسولين سريع المفعول قبل الوجبات، جرعة من الأنسولين متوسط المفعول عند النوم.

وقد تضمن البرنامج التثقيفي للمرضى تدريبهم على القيام بالتحليل المنزلي لسكر الدم وإجراء التغيير اللازم على جرعات الأنسولين السريع المفعول قبل الوجبات.

وبعد متابعة حالات المرضى لعدة سنوات تبين أن هناك انخفاضا ملموسا في نسبة تعرضهم أو إصابتهم بمضاعفات داء السكري المزمنة مثل اعتلال شبكية العين واعتلال الكلى والأعصاب.

وسائل حديثة

ما دور الأنسولين في الجسم؟

- الأنسولين هو أحد الهرمونات التي تعمل على تنظيم التمثيل الغذائي في جسم الكائن الحي إذ يقوم بالمحافظة على نسبة السكر والدهون بالدم في المعدل الطبيعي سواء بعد وجبات الطعام أو في حال الامتناع عن الأكل (الصوم).

هل هناك وسائل حديثة لحقن الأنسولين؟

- تطورت وسائل حقن الأنسولين كثيرا في الأعوام السابقة بهدف التخفيف من آلام الحقن وتقبل المرضى لاستمرار العلاج بصفة دائمة من دون انقطاع وذلك عامل مهم في رعاية مرضى السكري.

ويمكن حاليا لمرضى السكري استخدام حقن الأنسولين ويقصد بها الحقن المتداولة وهي أكثر الوسائل استخداما، وأقلام الأنسولين وهي عبارة عن جهاز يشبه القلم ويوضع بداخله الأنسولين، وتعد من أفضل الوسائل في حقن الأنسولين وخصوصا للمرضى الذين يتناولون عدة جرعات من الأنسولين يوميا، وهذا النوع يفيد كبار السن من المرضى الذين يعانون من ضعف في النظر، إذ يمكنهم التعرف على نوع الأنسولين بلمس رأس القلم كما يمكنهم تحديد جرعة الأنسولين بسهولة، والنوع الثالث هو أقلام الحقن من دون إبره، وهو نوع يضخ الأنسولين بتدفق في الجلد، ومضخات الأنسولين وتنقسم إلى نوعين، مضخات الأنسولين الخارجية، ومضخات الأنسولين المزروعة تحت الجلد.

ويبقى سؤال في أعماقنا متى نستطيع حماية أطفالنا من مرض السكري، حتى لو توفر عامل الوراثة؟ قد يكون مستحيلا في الوقت الحاضر، ولكن من يدري فربما يكشف المستقبل العلمي عن علاج جديد يمنحنا بارقة من الأمل

العدد 564 - الإثنين 22 مارس 2004م الموافق 30 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً