العدد 2356 - الإثنين 16 فبراير 2009م الموافق 20 صفر 1430هـ

البحرين أساس التلاحم الوطني

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نقلت وكالة الأنباء السعودية خبرا من طهران أمس قالت فيه إن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي قال بأن «العلاقات المتينة بين طهران والمنامة مبنية على الاحترام المتبادل في اتجاه خدمة سيادة البلدين» مضيفا «أن القضايا الهامشية لا تؤثر على هذه العلاقات».

المشكلة أن التصريحات التي يتردد فيها اسم البحرين ليست هامشية لأنها تؤثر بصورة مباشرة على العلاقات بين البلدين، وفي الماضي كان أحد الصحافيين الإيرانيين يردد أن البحرين كانت المحافظة الرابعة عشرة حتى العام 1970 عندما حسم مجلس الأمن خيار البحرين بعد الرجوع إلى رأي الشعب. ثم تطور الأمر لأحد النواب، وبعد ذلك وصل إلى رئيس البرلمان السابق علي أكبر ناطق نوري، الذي يعمل حاليا بصفة مستشار في مكتب مرشد الجمهورية الإسلامية.

ولابد من الإشارة هنا إلى أن هذا التصريح أوضح وحدة شعب البحرين، إذ انبرى علماء الدين الشيعةوالسنة والفعاليات المختلفة ليدافعوا عن هوية البحرين. فبالإضافة إلى رئيس كتلة الوفاق الشيخ علي سلمان والنائب الوفاقي محمد المزعل، صدرت تصريحات من الشيخ حميد المبارك والسيد عبدالله الغريفي وغيرهما مما أكد أن البحرينيين متلاحمون ولايحتاجون إلى أية وصاية من أي جهة عليهم.

نعود إلى تصريح ناطق نوري، الذي كان قد هزم شر هزيمة أمام محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسية قبل سنوات عديدة، ومنذ نحو عشر سنوات لم يعد له تأثير، وكثير من الذين يحالون على التقاعد في إيران يعينون مستشارين في مكاتب تابعة للدولة. ولكن هناك أمرا آخر يجري في أوساط الإيرانيين مثيرا للاهتمام، إذ إن الخطاب القومي في تصاعد خلال السنوات الماضية، والعلمانيون يثيرون الدينيين في هذا المجال، والدينيون (الماسكون بزمام الأمور) يحاولون الرد على منافسة العلمانيين من خلال تصريحات لاتقل حماسة في النهج القومي، والخارج على القانون الدولي بالنسبة لموضوع البحرين.

وللتوضيح بشأن الحملات القومية الشديدة هذه الأيام، فإن جامعة الخليج العربي احتضنت في 10 فبراير/ شباط الجاري «مؤتمر الجوهرة العلمي السابع» بمشاركة 20 عالما وباحثا فى مجال الطب الجزيئى وعلم الجينات الوراثية. ليس المهم هذا الموضوع، ولكن المهم أن الإيرانيين «العلمانيين» في أوروبا وأميركا التفتوا إلى أن أستاذا إيرانيا (يعيش خارج إيران) سيكون مشاركا في المؤتمر، وشنوا عليه هجوما شرسا وبعثوا باحتجاجات كثيرة ومارسوا ضغطا عليه لأنه سيشارك في جامعة تحمل اسم «الخليج العربي». وكان إيرانيون علمانيون آخرون (يعيشون في أميركا) قد شنوا حملات مشابهة ضد مؤتمرين عقدا في الإمارات، وشهروا بأي «إيراني - أميركي» يشارك في المؤتمرين لأن المواد الدعائية للمؤتمرين احتوت على اسم «الخليج العربي».

بين كل هذه الاتجاهات غير الحميدة، فإن المسئولين في البحرين لابد وأنهم يشعرون باطمئنان وارتياح للانعكاس الإيجابي على الوحدة الوطنية الداخلية بسبب التفاف الجميع ضد التصريحات التي تنال من سيادة البحرين، ومثل هذا التلاحم المجتمعي أمر طبيعي، وما على المسئولين إلا التوجه لتعزيز التلاحم أكثر من خلال مقاربات نابعة من أصالة هذا الشعب تعالج مختلف المشكلات التي نمر بها

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2356 - الإثنين 16 فبراير 2009م الموافق 20 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً