ما فعله بعض أبنائنا من الشباب بمهاجمة عدد من المنازل في ضواحي المنامة يذكرنا بنخوة أيام زمان حين كان أولاد (الفريج) يستوقفون الغريب الذي يدخل الفريج فيسألونه: «وين رايح؟ ومن تبغي؟». إلا أنني أود أن أسألهم: ألم يكن من الأفضل ترك هذه الأمور للجهات المختصة بالإبلاغ عنها؟ إن حسم هذه القضايا يجب أن يأتي من خلال جهاز الأمن، وإلا ما شغلهم وهم يأخذون مرتبات عالية، هل هم مجرد «سامان ديكه» (أي متفرجون) بلغة الهنود؟ هَبْ أن جهاز الأمن تساهل في الموضوع ففي هذه الحالة يجب إبلاغ عضو من أعضاء المجلس النيابي ليستجوب المسئول المختص عن هذا التسيب؟ أو إبلاغ الكبار في الفريج وهم موجودون في كل منطقة وكثير منهم وجهاء لهم احترامهم عند المسئولين.

ثم ألا يقول الله في كتابه الكريم «اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم»(الحجرات:12)؟ ألا يقول سبحانه وتعالى أيضا «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»؟(الحجرات:6) ألم يشدد الشرع على منع القذف من دون شهود أربعة لخطورة هذه التهمة من جهة، ولأن الله يكره إشعال الفتنة؟

إن مثل هذا العمل وبهذا الشكل يخلق الفوضى في البلاد. لذلك يجب عليكم أن تكونوا غيورين على سمعة البلاد مثلما تكرهون الخراب لهذا الوطن، وترفضون أن يكون سيئ السمعة أمام الناس. ومثلما دفعتكم نخوتكم وغيرتكم أن تتشاجروا مع أصحاب تلك المنازل. الأحرى عليكم في المرات القادمة إبلاغ جهاز الأمن أو عضو المجلس النيابي في منطقتكم ليتحمل دوره. ما رأيكم في هذا الكلام؟