لم يمر أسبوع على عمود «نقطة حوار» ليوم السبت الماضي، والذي أوردت فيه «من ذا الذي سيتحمل أن تزهق أرواح - لا قدر الله - نتيجة التدافع بحماس الشباب الغيور، وفطرة النجاة والخوف لدى المكبوسين»، حتى وقعت حوادث مشابهة مساء الأربعاء الماضي تمت فيها إصابة أحد الشباب بطعنة سكين، وآخر «مكبوس» بجرح في رأسه، وهذا الأمر لم يكن غريبا، بل الغريب أنه لم يقع في المرات الأولى.

ولكن ما يستغرب له، أن «الموجة» الأولى من الهجمات استهدفت بيوتا في وسط الأحياء، تروج المسكرات، وتحتضن الهاربات، وتشكل بيوتا للدعارة، أما في نهاية الأسبوع الماضي، فتم استهداف مطعم مرخص رسمي، فهل الذنب - إن كان هناك ذنب - على من رخص أو على من أصدر الترخيص؟ وهل هذا يعني أن جميع الفنادق من جميع الدرجات والنجوم ستكون عرضة لكل من رأى أنها لا تتناسب ومرتكزاته الذاتية؟

إن الاعتداء الأخير له - في توقيته - رسالة واضحة الدلالة، معروفة الأهداف، ولكنها ستظل قاصرة عن نيل مقاصدها، فإن كانت هناك ثمة انتقادات واحتجاجات على نشاط ما، أو وجهة نظر في مسألة بعينها، فإن المسالك كثيرة، ومن مصلحة من يقف وراء هذه الأعمال أن يلتزم الخط السلمي للمعارضة، وهذا ما دأبت قوى المعارضة على محاولة تثبيته في السنوات الأخيرة، وأن يتم الضغط على الجهات الرسمية لتقوم بعملها، لا أن يتم تجاوزها بحجة «التلكؤ» أو عدم التحرك في سبيل اقتلاع جذور الفساد من الأحياء السكنية، لأن هذه الأعمال من شأنها التيسير والتبرير للعودة إلى خط البداية... ومن يتمنى ذلك؟