العدد 559 - الأربعاء 17 مارس 2004م الموافق 25 محرم 1425هـ

الخنيزي يحاضر عن المجتمع والدولة والتحديات

استضاف منتدى الثلثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلثاء الموافق 9 مارس/ آذار الجاري تيسير الخنيزي محاضرا عن المجتمع والدولة والتحديات الراهنة في السعودية.

بدأ المحاضر حديثه باستعراض ملامح الطفرة الاقتصادية التي مرت بها المملكة منذ منتصف السبعينات وآثارها الاجتماعية والسياسية، مشيرا إلى انها لم تتمكن من تنمية الحال الانتاجية في افراد المجتمع ورفع قدراتهم الذاتية، مع أنها خلقت فرصا واسعة للنمو والتطور على مختلف الأصعدة.

وشرح المحاضر مفصلا العلاقات المتداخلة بين مختلف مكونات أبعاد النمو في الدولة، مؤكدا أن الأبعاد الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية مجتمعة تشكل المكونات الأساسية لمشروع التنمية الانسانية في اي بلد، وأن التنمية تكون ناقصة وعاجزة اذا لم تغط هذه الجوانب الرئيسية جميعها.

وأشار الخنيزي الى أن التطورات التي مرت بها المملكة خلقت امامها تحديات كبيرة في اتجاهات مختلفة، وهي تحديات حقيقية وطبيعية في كل مجتمع يتطلع إلى النمو والتقدم. ولكن السؤال - كما اشار المحاضر - هو كيفية التعاطي مع هذه التحديات بصورتها الاجمالية وتحويلها الى فرص جديدة بدلا من ان تكون كوابح وعوائق امام مشروع التنمية؟.

فعن التحدي الاقتصادي، تحدث المحاضر عن استمرار العجز المالي طوال الثمانينات والتسعينات الماضية نتج عنه مصاعب اقتصادية جمة تمظهرت في ارتفاع نسبة البطالة وزيادة الدين العام وامتصاص القطاعات غير الانتاجية للسيولة ومنها المساهمات العقارية وغيرها. كما أن انعدام التوازن بين متطلبات السوق المحلية ومخرجات التعليم ساهم في خلق ازمة حادة في نقص الكادر البشري المهيأ لتشغيل وادارة المشروعات العملاقة. ومن هذه النقطة انتقل المحاضر للحديث عن التحدي الثقافي والتعليمي والتي لخصها في أن مناهج التعليم عجزت عن مواكبة التطور الذي مرت به المملكة، وحصرت اهتماماتها في جوانب ثانوية. وأشار الى ان ثقافة الاقصاء لعبت دورا في تهميش دور المواطن واقصائه عن تحمل مسئوليته الوطنية تجاه ابناء وطنه والتفاعل معهم بصورة مكثفة لتطوير مشروعات البنية الاساسية التي تتطلب جهودا بشرية كبيرة.

وبشأن التحدي الاجتماعي أبرز الخنيزي اهمية قيام مؤسسات حديثة جامعة تعمق المفهوم الوطني وتعالج السلبيات التي نتجت عن مشروعات التنمية، مؤكدا ان التنمية بطبيعتها تسبب خلخلة في النسيج الاجتماعي والتركيبة الاجتماعية وتستبدلها بأطر مستحدثة قد تتعارض مع تقاليد المجتمع واساليب حياته. واشار الى ان احد الافرازات الاجتماعية لثقافة الاقصاء والتشدد هي مظاهر التطرف التي تسود بعض فئات المجتمع.

وفي المجال السياسي، اكد المحاضر أن ابرز التحديات هي التعارض بين تبني الدولة لسياسة وطنية جامعة تهدف الى تعزيز الوحدة الوطنية ووجود تيارات فاعلة تهدد هذه الوحدة المنشودة بنشر ثقافة اقصائية ذات ابعاد ايديلوجية. كما اكد الخنيزي ان وفرة النفط ساهمت في تبلور نظام سياسي ينعم بالاستقرار ويتميز باستقلاله عن المجتمع. اما مع التطورات الحالية فان هنالك حاجة ماسة الى اعادة تقاسم الادوار بين الدولة والمجتمع وتوزيع السلطات بالصورة التي تساهم في الاستقرار السياسي والاجتماعي وهو ما يتعارف عليه بتوسيع مؤسسات المجتمع المدني الاهلية. وأشار المحاضر الى ان الاصلاح السياسي المنشود ضروري للدولة كما هو للمجتمع مشيرا الى ما تم تداوله في هذا المجال من سجالات رسمية واهلية كان آخرها ما توصل اليه ملتقى الحوار الوطني.

وأشار الخنيزي في نهاية حديثه الى الدراسات المتعلقة بالمراحل الانتقالية في المجتمعات والازمات الخمس التي تمر بها وهي ازمة الهوية والمشاركة وتوزيع الثروة واختراق المجتمع والشرعية، مؤكدا ان مشروع الاصلاح هو السبيل لمعالجة التحديات القائمة على صعيد المجتمع والدولة وهو القادر على الحد منها وتحويلها الى دوافع تنمية حديثة في مختلف المجالات، معددا مبررات الاصلاح السياسي وعوائقه





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً